العدد 3530 - الأحد 06 مايو 2012م الموافق 15 جمادى الآخرة 1433هـ

بوتين تسلم مقاليد السلطة في الكرملين على خلفية احتجاجات للمعارضة

تسلم فلاديمير بوتين الاثنين مهامه كرئيس لروسيا لولاية ثالثة اعتبرها "حاسمة لمصير روسيا" وذلك غداة تظاهرة كبرى للمعارضة التي تندد بعودته الى الكرملين قامت الشرطة بقمعها بعنف.
وقال بوتين في كلمة مقتضبة "اليوم ندخل في مرحلة جديدة من التطور الوطني. سيكون علينا تولي مهمات بابعاد ومستويات جديدة".
وتابع بوتين امام حوالى ثلاثة الاف شخص دعيوا الى الكرملين لحضور حفل التنصيب ان "السنوات المقبلة ستكون حاسمة لمصير روسيا للعقود المقبلة وعلينا ان ندرك ان حياة اجيال المستقبل والافاق التاريخية لدولتنا وامتنا هي رهن بنا".
وبوتين الذي كان يتولى منصب رئيس الوزراء بعدما كان رئيسا من 2000 وحتى 2008، خلف رسميا ديمتري مدفيديف في حفل ضخم نظم في القصر الكبير في الكرملين.
وبعدما سار على السجادة الحمراء وسط تصفيق الحاضرين، ادى بوتين اليمين الدستورية.
وقال "اقسم بصفتي رئيسا لاتحاد روسيا على احترام وحماية حقوق وحريات الشعب والمواطنين، واحترام وصيانة دستور اتحاد روسيا".
وبين الحاضرين بطريرك الكنيسة الارثوذكسية كيريلوس والحاخام الاكبر بيرل لازار ورئيس الوزراء الايطالي السابق سيلفيو برلوسكوني والرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشيف والمستشار الالماني السابق غيرهارد شرودر.
وبعد ذلك تسلم بوتين الحقيبة التي تحتوي معدات الاتصال التي تتيح شن هجوم نووي.
ثم منح البطريرك كيريلوس بوتين البركة بحضور زوجته ليودميلا التي لا تظهر في العلن الا نادرا.
ووقع بوتين بعد ساعات من عودته الى الكرملين الاثنين سلسلة مراسيم تتعلق بتحديث القوات المسلحة والاستثمارات وطوابير الانتظار في المكاتب الادارية.
وكما كان مرتقبا منذ ايلول/سبتمبر، قدم بوتين الاثنين ترشيح مدفيديف لكي يخلفه في رئاسة الوزراء.
وسيبدأ مدفيديف الذي انهى للتو ولاية من اربع سنوات في الكرملين، عملية تعيينه على راس الحكومة الاثنين عبر لقائه قادة المجموعات البرلمانية في مجلس النواب.
ويتوقع ان يعقد مجلس النواب جلسة استثنائية اعتبارا من الساعة 11,00 ت غ الثلاثاء يفترض ان يتاكد في ختامها دون صعوبة تعيين مدفيديف رئيسا للوزراء.
وعشية هذا الحفل، نظمت المعارضة تظاهرة ضمت ثمانية الاف شخص الى عشرات الاف في موسكو بحسب السلطات والمنظمين، وقمعتها الشرطة بالقوة حيث ضربت المتظاهرين بالهراوات. واصيب 29 شرطيا بجروح في الصدامات التي تلت التظاهرة.
واعلنت الشرطة انها اوقفت 436 شخصا بينهم زعيم جبهة اليسار سيرغي اودالتسوف والمدون الكسي نافالني ونائب رئيس الوزراء السابق بوريس نيمتسوف. والاثنين، تم تغريم كل من نافالني ونيمتسوف 25 يورو لرفضهما الامتثال لاوامر قوات الامن.
وسجل انتشار امني كثيف الاثنين في محيط الكرملين ووسط موسكو حيث نشر الاف الاشخاص لضمان الامن.
وحاول معارضون التجمع الاثنين قرب الكرملين للتنديد بعودة بوتين الى السلطة، في تظاهرة غير مرخص لها. واعلنت شرطة موسكو انها اوقفت الاثنين نحو 300 شخص.
من جهتها، نددت المعارضة بحصول اعتقالات تعسفية حتى داخل المقاهي.
وبوتين الذي انتخب في 4 اذار/مارس بنسبة حوالى 64% من الاصوات في ختام عملية انتخابية شابتها اعمال تزوير بحسب ما تقول المعارضة، عاد الى الكرملين الذي غادره عام 2008 لكي يصبح رئيسا للوزراء بسبب عدم تمكنه من تولي اكثر من ولايتين رئاسيتين متتاليتين بحسب الدستور.
وفي حين ان السنوات الثماني الاولى من رئاسة بوتين (2000-2008) شهدت الامساك مجددا بزمام الامور في البلاد وبعضا من الاستقرار بعد السنوات الليبرالية لكن الفوضوية في حكم بوريس يلتسين، الا ان هذه الولاية الثالثة التي مددت لست سنوات تبدو اكثر صعوبة في مجتمع لم يكن طموحه بالتغيير اكبر مما هو عليه الان، منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق في 1991.
ووجد بوتين نفسه في نهاية 2011 في مواجهة موجة احتجاجات غير مسبوقة من جانب الشعب الذي نزل باعداد كبرى الى الشارع للتنديد بما قال انه تزوير للانتخابات التشريعية ثم الرئاسية والفساد المستشري في البلاد.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً