العدد 3532 - الثلثاء 08 مايو 2012م الموافق 17 جمادى الآخرة 1433هـ

وزير الطاقة يفتتح مؤتمر الشرق الأوسط الأول للزيوت الأساسية للتشحيم

افتتح وزير الطاقة عبدالحسين ميرزا صباح اليوم الأربعاء مؤتمر الشرق الأوسط الأول للزيوت الأساسية للتشحيم تحت شعار" الفرص والتحديات لتقنية صناعة زيوت الأساس للتشحيم واستشراف المستقبل " بتنظيم من شركة كونفرنس كونكشن جروب وبتروسيل بالتعاون وبالتنسيق مع الهيئة الوطنية للنفط والغاز وشركة نفط البحرين (بابكو) وبمشاركة أكثر من 150 من كبار المسئولين التنفيذيين والخبراء والاستشاريين والمتخصصين والمهندسين والمهنيين وعدد كبير من ممثلي الشركات المحلية والأقليمية والعالمية في مجال زيوت الأساس للتشحيم، وكذلك عدد من الباحثين والدارسين في هذا المجال من مختلف الجامعات والمعاهد المهنية المحلية والإقليمية والدولية في صناعة النفط والغاز والزيوت الأساسية للتشحيم من (16) بلداً من مختلف أنحاء العالم، وذلك بهدف تبادل المعلومات والخبرات العلمية والعمل على تنمية وتطوير المهارات العملية والمهنية للمشاركين.
وقد عبر ميرزا في كلمته الافتتاحية عن بالغ سروره لاحتضان مملكة البحرين المؤتمر الأول للزيوت الأساسية للتشحيم، كما تقدم بالشكر الجزيل إلى الجهات المنظمة لاختيارها مملكة البحرين لعقد هذا المؤتمر العالمي على أراضيها، مرحباً بإقامة هذا المؤتمر في مملكة البحرين وذلك بالنظر لأهميته ومكانته العلمية وأنه سوف يكون فرصة ممتازة للتواصل والتركيز على تكوين علاقات متميزة مع عدد من أبرز محترفي الصناعة النفطية في المنطقة ، مؤملاً أن تكون بداية لعقد سلسلة طويلة من المؤتمرات المتخصصة في مجال زيوت التشحيم الذي ينظم كجزء من أسبوع الشرق الأوسط للنفط.
واستعرض بعض الأنشطة الجارية في البحرين فيما يتعلق بالتكرير بقوله "وكما تعلمون، فإن البحرين جزيرة صغيرة، ورغم أننا معروفون على نطاق العالم بصناعة تكرير النفط في بلادنا، إلاّ أننا كنا بعيدين عن زيوت التشحيم. وفي العام 2007، قامت شركة بابكو بتركيب وحدة تكسير بالهيدروجين تمكّن المصفاة من إنتاج ديزل منخفض الكبريت لا يحتوي إلاّ على 10 أجزاء في المليون من الكبريت. ورغبة في الاستفادة بإضافة قيمة إضافية من منتجات هذه الوحدة، اقترح مهندسونا إضافة مرفق لصناعة زيت الأساس. وبالنظر للخصائص الجزيئية لوحدة التكسير بالهيدروجين، كما أوصى المهندسون بإنتاج المجموعة الثالثة من زيوت التشحيم، وهي منتجات عالية اللزوجة وآخذة في النمو في أسواق المستقبل. ولم تكن الهيئة الوطنية للنفط والغاز ولا شركة نفط البحرين (بابكو) تملكان المعرفة الفنية في هذا المجال، وليس لديهما القدرة التسويقية لمثل هذا المنتج الخاص، الأمر الذي دعانا للبحث عن طرف ثالث لمساعدتنا. واهتدينا إلى شريك استراتيجي هو شركة نيست أويل الفنلندية، وبذلك تم تأسيس شركة البحرين لزيوت التشحيم في العام 2009م، وفي عام 2011م تفضل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر بتدشين مشروع إنتاج زيوت الأساس للتشحيم التابع لشركة البحرين لزيت الأساس للتشحيم الذي بلغت تكلفته 430 مليون دولار أمريكي. والمبادرة الثانية في هذا المجال، هو طرح زيت تشحيم بماركة بحرينية في السوق المحلية قبل ثلاث سنوات تقريباً، وتبين أن وجود شركة بابكو في السوق المحلية سيعمل على تحسين ربحية الشركة وعلى تعزيز الصورة الذهنية لبابكو في السوق، تمشياً مع شعار بابكو :"السعي نحو التميز". وتأكد لنا من خلال دراسة أجراها استشاري مستقل وجود رغبة في القيام بهذا العمل، وتم تأسيس إدارة جديدة لتختص بهذه المبادرة، وهي تعكف الآن على الإسراع في تنفيذ المهام المناطة بها. ويرتبط المشروع ارتباطاً طويل الأجل مع مصنع زيوت الأساس من خلال إنشاء وحدة أعمال متكاملة في إطار رؤية لتصبح مصنعاً له دوره الفعّال في منطقة الشرق الأوسط ، ونوه سعادة وزير الطاقة إلى أن هاتين المبادرتين تؤكدان الجهود المتجددة في البحرين نحو تحقيق قيمة لأصحاب الشأن وتعظيم عوائد الاستثمار التي تهدف إلى تحويل المصفاة القديمة إلى العصر الحديث. وهناك كثير من مثل هذه الاستثمارات قيد الدراسة، وأهمها المخطط العام للمصفاة الذي تقدر تكلفته بنحو 6 - 10 مليار دولار.".
وأوضح الوزير بأنه في ظل المناخ الاقتصادي الحالي المتسم بموارد مالية محدودة، لا بد من خفض المخاطر الفنية والتسويقية لكي لايتم صرف النظر عنها. ومن الطرق التي يمكن بها تحقيق هذا الطموح هو تكوين تحالفات استراتيجية يعتمد فيها الشركاء على نقاط القوة لدى بعضهم البعض. وبالنسبة لمصنع زيت الأساس للتشحيم في البحرين، قامت الشركة الفنلندية نيست أويل بتوفير الخبرة الفنية من مجموعة نيست جاكوبز، والخبرة التشغيلية من مصفاة بورفو في فنلندا، إلى جانب خبرتها التسويقية من عملياتها في مختلف أنحاء العالم. ومن جهتها، التزمت مملكة البحرين بتوفير عمالة على درجة عالية من الكفاءة والأرض الواقعة بالقرب من المصفاة ومرافق التصدير واللقيم الجيد، معبراً سعادته عن فخره واعتزازه بالقول إن المشروع تم إنجازه بموظفين يمثلون 12 جنسية مختلفة ويتحدثون 20 لغة مختلفة ، و إتمام المشروع في نطاق الميزانية المعتمدة والزمن المحدد، وعمل استغرق 10 ملايين ساعة عمل دون حادثة مضيعة للوقت ولله الحمد. ولاشك أن هذا إنجاز رائع إذا أخذنا في الاعتبار أن عدد العاملين في الموقع بلغ 2700 شخص في ذروة التشييد. لقد عملنا جميعاً لتحقيق هدف مشترك. وهذا التعاون بين مختلف الشركات يستحق أن يعتبر نموذجاً مثمراً في التعاون الدولي.
وتوقع الوزير أن تعود السوق إلى مستويات العام 2010 بحلول العام 2016 ليصل الطلب العالمي من زيوت الأساس للتشحيم إلى 49.6 مليون طن وذلك مع تعافي الاقتصاد ـ سواء في السنة القادمة أو فيما بعد، كما ومن المتوقع أن يتضاعف تقريباً الطلب على المجموعة الثالثة من زيوت الأساس للتشحيم ـ من 7% من مجموع سوق زيوت التشحيم في العام 2010 إلى 13% من السوق بحلول العام 2016، مما يبشر بالخير بالنسبة لمعملنا في مملكة البحرين.
وتابع بأنه استجابة للتشدد البيئي تجاه يورو 5 أو 6 بشأن خفض مستويات انبعاث ثاني أكسيد الكربون في الجو، فإن ذلك يعني ابتكار تقنيات جديدة لصناعة المحركات التي تتطلب جيلاً جديداً من زيوت التشحيم. وهذا أحد التحديات التي تواجه الصناعة حالياً، وعلينا أن نضع أنفسنا من الآن في مركز يمكننا من مواجهة هذا التحدي.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً