العدد 3532 - الثلثاء 08 مايو 2012م الموافق 17 جمادى الآخرة 1433هـ

فياض: الفلسطينيون معزولون ويعانون نقصا في الاموال

رام الله (الضفة الغربية) - رويترز 

تحديث: 12 مايو 2017

قال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض إن الفلسطينيين ربما يكونون قد "فقدوا حجتهم" على الساحة الدولية لإقامة دولة مستقلة لكنه حذر من أن الاحتلال الاسرائيلي لا يمكن أن يستمر. وفي مقابلة مع رويترز أمس الثلاثاء بدا فياض في خلاف مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس حين دعا إلى إجراء انتخابات تأجلت كثيرا بسبب الانقسامات السياسية العميقة بين قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة. كما حذر من أن مستقبل إدارته قد تخيم عليه المشاكل المالية الشديدة وأقر بأن الفلسطينيين اخفقوا في حشد العالم المنشغل بكثير من الامور وراء قضيتهم. وقال فياض الخبير الاقتصادي السابق في البنك الدولي وهو مستقل سياسيا ويلقى دعما كبيرا بين القوى الغربية "أعتقد أننا بدأنا نفقد حجتنا.. إن لم نكن فقدناها بالفعل لكن هذا لا يجعل موقفنا خاطئا." وأدت انتفاضات الربيع العربي وانتخابات الرئاسة الأمريكية والأزمات المالية في أوروبا إلى الإطاحة بالقضية الفلسطينية من جدول الأعمال الدولي بعد أكثر من 18 شهرا من انهيار محادثات السلام مع اسرائيل في خلاف حول البناء الاستيطاني اليهودي. وتقول اسرائيل إن المحادثات يجب أن تستمر دون شروط مسبقة وواصلت بناء المساكن في تكتلات استيطانية تعج بها الضفة الغربية على أرض تعتبرها الأمم المتحدة محتلة بشكل غير مشروع. وقال فياض من مكتبه في رام الله على بعد 20 كيلومترا من القدس وإلى جواره العلم الفلسطيني إن على الفلسطينيين ترتيب البيت من الداخل قبل أن يكون لديهم أمل في الاستقلال الذي طال انتظاره والذي ما زالت تؤيده أغلب القوى العالمية من حيث المبدأ.

وقال عن الانقسام السياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "لا أعتقد أننا سنتمكن من الحصول على دولة ما لم نتمكن من إعادة توحيد بلادنا." وأخفقت محاولات عباس الذي يسيطر على الضفة الغربية لرأب هذا الصدع على مدى العام المنصرم وسط اتهامات متبادلة وتم التخلي عن خطط لإجراء انتخابات طال انتظارها هذا الشهر في أنحاء الأراضي الفلسطينية. ومضى فياض يقول "عملية المصالحة تمر بحالة تجمد شديدة. فلنواجه هذا الأمر" مضيفا أن الفلسطينيين يجب أن يمضوا قدما في خطط الانتخابات بغض النظر عن معارضة حماس من أجل إعادة التواصل مع المواطنين. وتابع قوله "يجري انتهاك حق أساسي لشعبنا. حق التمكن من اختيار القيادة." وأجريت آخر انتخابات رئاسية وتشريعية فلسطينية عام 2006 وقال كثير من الفلسطينيين منهم عباس وقيادات حماس إنه لن يكون من الممكن إجراء انتخابات جديدة ما لم يشارك بها كل من قطاع غزة والضفة الغربية. وترددت أنباء عن وجود توترات في العلاقات بين عباس وفياض منذ أن رفض رئيس الوزراء تسليم خطاب من الرئيس إلى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يسرد فيه الشكاوى الفلسطينية من فشل المحادثات.

واختلف فياض مع هذه المبادرة الشهر الماضي لكنه قال إن هذه الواقعة أصبحت وراء ظهرهم الآن وأكد على انه وعباس يعملان على تشكيل حكومة جديدة سيظل فيها رئيسا للوزراء لكن من المرجح أن يخسر حقيبة المالية. وقال فياض إن مهمته المتمثلة في بناء المؤسسات استعدادا لقيام الدولة الفلسطينية تتعرض لمعوقات بسبب نقص الموارد وعدم وفاء دول عربية بتقديم المساعدات التي وعدت بها. وأردف قائلا "هناك قضية متعلقة ببقاء السلطة الفلسطينية نظرا للأزمة المالية الحادة التي نمر بها" مضيفا أن الحكومة في حاجة إلى "عدة مئات من ملايين الدولارات" حتى تظل قائمة. وتعتمد السلطة الفلسطينية التي تمارس حكما ذاتيا محدودا في الضفة الغربية على مساعدات الجهات المانحة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول عربية لدفع رواتب الموظفين الحكوميين ومنهم المدرسون وأفراد الأمن. وكان الفلسطينيون يخططون لتلقي مساعدات خارجية قيمتها 1.1 مليار دولار عام 2011 لكنهم تلقوا مبلغا أقل من 750 مليون دولار وهناك تلكؤ مرة أخرى في التبرعات هذا العام. ولم يذكر فياض أسبابا لعدم وفاء بعض الحلفاء العرب بوعودهم. وعلى الرغم من التحديات الكثيرة التي تواجه الفلسطينيين وانهيار مفاوضات السلام قال فياض إنه مقتنع بأن الاستقلال سيتحقق خلال عشر سنوات. وتابع "الاحتلال ليس فشلا سياسيا كبيرا فحسب.. لكن في ظل طبيعته القمعية فإنه فشل أخلاقي أيضا لاسرائيل. إنها مسألة لا يمكن ان تستمر. الأسوار سقطت في مناطق أخرى. لماذا يجب أن يكون هنا استثناء؟"





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً