العدد 3536 - السبت 12 مايو 2012م الموافق 21 جمادى الآخرة 1433هـ

تخيل كيف تصبح مليونيراً في البحرين؟

عباس المغني abbas.almughanni [at] alwasatnews.com

لو أن صديقاً حكى لك قصة رجل لديه دكان في قرية يبيع الأرز، أسس شركة وأصبحت إيراداتها تعادل إيرادات النفط للبحرين وقطر والإمارات وعمان مجتمعة! هل تصدقه؟! وهل هذه القصة تدخل العقل؟! تخيل ما هو الرد الذي ستقوله إلى صديقك؟

صديقك لا يمزح، والقصة حقيقية، هل تعرف من هو صاحب دكان الأرز؟ إنه الكوري، بيونج شول لي، مؤسس شركة «سامسونغ» المعجزة التكنولوجية، إيراداتها تفوق إيرادات النفط لأربع دول خليجية مجتمعة. (لمزيد من المعلومات محرك البحث غوغل).

أنت في البحرين هل من الممكن أن تصبح مليونيراً أو مليارديراً؟ ما هي التجارة التي ستجعلك مليونيراً؟ تخيل كيف تصبح مليونيراً في البحرين؟

سنطرح قصصاً لبحرينيين يبيعون ورق العنب، لأخذ الحكمة والعبرة، وفهم الحياة أكثر لتحقيق الثراء، ومن ثم تطبيقها على مشاريع ومنتجات أخرى.

القصة الأولى، كنت عائداً من العمل، ماراً بسترة للتزود بالوقود، شاهدت بحريني مع ابنه البالغ من العمر 10 سنوات، يبيع ورق عنب تطبخه زوجته في البيت وهو يبيعه مع ابنه في مكان عام على الطرقات. هل تعلم كم كان مدخوله؟ مدخوله بسيط جداً يغطي حاجياتهم من الطعام والشراب فقط، أي أن المهنة تحفظ كرامته فقط عن مد اليد للآخرين، ولا يستطيع دفع فاتورة الهاتف والكهرباء.

القصة الثانية، في إحدى القرى، بحريني وزوجته وبناته الثلاث، يصنعون ورق عنب، ويقوم الأب بتوزيعه على المطاعم، إذ اتفق مع المطاعم أن يقدم لهم المنتج، ولهم نسب من المبيعات، والكمية التي لم تبع يتم إرجاعها، وبالتالي فإن كثيراً من المطاعم وافقت لأنها ستربح ولن تخسر شيئاً. هل تعلم كم مدخول هذه الأسرة؟ المدخول متوسط بحيث يغطي احتياجات الأسرة الشهرية بالإضافة إلى توفير بين 200 و400 دينار شهرياً توضع في البنك.

القصة الثالثة، عائلة غير بحرينية تصنع ورق العنب وتعلبه، واتفق مع المجمعات التجارية على عرض منتجاتها فيها، وفق شروط معينة (سنشرح شروح المجمعات في مقال لاحق)، كما اتفقت مع دكاكين ومحلات على بيع منتجاتها. هل تعلم كم مدخول هذه العائلة؟ المدخول حوّلها من عائلة فقيرة إلى غنية، استطاعت شراء أرض وبناءها فلة فخمة في أقل من 5 سنوات.

القصة الرابعة، تخيل أنت مع أسرتك تصنعون ورق عنب، ووجدت فرصة في تصدير ورق العنب إلى الإمارات والسعودية وقطر والكويت وعمان، وبدأت المجمعات في الدول المجاورة تعرض منتجاتك؟ هل ستقتنص الفرصة وتزيد أعداد العمال وتفتح مصنعاً؟ وهل هذا سيجعلك تصبح مليونيراً؟ لماذا لا تكون أنت بطل هذه القصة؟

هذه أربعة نماذج لتنفيذ مشاريع، مشكلة أغلب الناس ينحصر تفكيرهم في النموذج الأول (نموذج القصة الأولى)، هو أن تجلس في مكان عام وتبيع البضاعة، وهذا النموذج يجعلك تكسب لقمة عيشك ويحفظ كرامتك من ذل السؤال فقط، ولكنه لا يحقق لك الثراء.

والنموذج الأول يحتاج إلى رأس مال صغير حتى 100 أو 200 دينار، وفيه معاناة نتيجة تكاثر قطاع الأرزاق، إذ لا يهدأ لهم بال وهم يرونك تبيع، يتصلون للبلدية ومركز الشرطة ووسائل الإعلام لقطع رزق رجل عاطل تقطعت به السبل ولم يجد وسيلة لتوفير لقمة العيش لأسرته غير البيع في الأماكن العامة.

أما النموذج الثاني (نموذج القصة الثانية)، أيضاً في بدايته يحتاج إلى رأس مال صغير بين 100 و200 دينار، ويعتمد نجاحك فيه على مدى إقناعك المطاعم ببيع منتجاتك. وهذا النموذج يحقق وفرات مالية متواضعة.

النموذج الثالث، يحتاج إلى رأس مال يعتمد على نوعية البضاعة، لأن عرض منتجاتك في المجمعات التجارية الكبيرة يتطلب دفع رسوم وتكاليف معينة (سنذكرها في مقال لاحق)، وهذا النموذج يحقق لك وفرات مالية أكبر.

أما النموذج الرابع، وهو الذي قد يجعلك مليونيراً، يمكن أن تطبقه حتى لو كنت فقيراً لا تملك رأس مال، وهذا سيعتمد على ذكائك وإرادتك وإصرارك على تحقيق النجاح، بأن تبدأ بالنموذج الأول ثم تتدرج للنموذج الثاني، ثم الثالث، وبعدها ستجد نفسك متمكناً من تطبيق النموذج الرابع.

إقرأ أيضا لـ "عباس المغني"

العدد 3536 - السبت 12 مايو 2012م الموافق 21 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 10:15 ص

      سوؤال يحيرني

      هل جرب صاحب النص هذه التجربة ؟. واذا جربها لماذا لا يحكي او يقوول كيف كانت الجربة معاه؟

    • زائر 6 | 12:17 م

      كيف تولد الأمل

      الكاتب ربما لن يجعلك تصبح مليونيرا لكنه يعطيك الأمل بما في الحياة من فرص عديدة و لكل مجد نصيب و التوفيق بيد الله

    • زائر 5 | 7:35 ص

      ياريت

      كيف تصبح مليونيرا أعتقد أن هناك عوامل كثيرة مساعدة وليس أيا كان ممكن يصبح مليونيرا لكانت الناس كلها أغنياء لمجرد تتبع ماكتب استاذنا الفاضل

    • زائر 4 | 6:24 ص

      الرد على زائر 3

      الكاتب قال (لمزيد من المعلومات محرك البحث غوغل).

      يعني ان الكاتب لا يريد ذكر التفاصيل، ويمكنك الحصول عليها في قوقل.

      ويبدو أن الكاتب من خلال ذكر سامسونع، يريد إيصال عبرة وهي (أنه بإمكان الانسان مهما كان بسيطاً أن يصبح غنياً أو قوة ضاربة).

    • زائر 3 | 5:12 ص

      سطحى جدا

      المقدمة و الإستنتاج فى هذا المقال، مع الأسف، سطحى و الواقع شيء آخر. لم يذكر الكاتب العناصر المساعدة و الزمنية و الفرص و ... و.... التى صاحبت تطوير سامسونج. الأمر ليس بهذه السهولة و السطحية و العالمون يعلمون كيف يأكل الكتف؟

    • زائر 2 | 12:58 ص

      كتاب الأب الغني والأب الفقير

      هناك عدة كتب قيمة جدا للمؤلف روبيرت كوساسكي أهمها "الأب الغني والأب الفقير" و "النوذج الرباعي للتدفقات النقدية" أنصح الكل بقراءتها لأنها تغير تفكيرك تماماً لفهم الحياة الاقتصادية

اقرأ ايضاً