العدد 3544 - الأحد 20 مايو 2012م الموافق 29 جمادى الآخرة 1433هـ

وفاة الكاتب البحريني عبدالله العباسي... قلم «رصاص» حاد ضد الفساد والمحسوبيات والفوضى

صورة للمرحوم في إحدى مراحل العلاج
صورة للمرحوم في إحدى مراحل العلاج

ووري جثمان المعلم والكاتب الصحافي البحريني عبدالله العباسي ظهر يوم أمس الأحد (20 مايو/ ايار 2012) الثرى بمقبرة المنامة، لتودع البحرين واحداً من أشهر مثقفيها وكتابها ممن صارع المرض والتضييق في آن واحد، وليترك خلفه ذكرى قلم كاتب (بحدة الرصاص) ضد الفساد والمحسوبيات والفوضى، ومسانداً مشاكساً للعمل الديمقراطي والحقوقي والنقابي وقضايا الوطن العربي ومنها القضية الفلسطينية، ليتذكر اقاربه واصدقاؤه ومحبوه الذين قدموا التعازي في صالة سبيكة الأنصاري بمدينة عيسى مواقف رجل صلب وكاتب جريء في زاويته المعروفة بالصحافة المحلية والعربية باسم (العوسج).

والمرحوم العباسي الذي وافاه الأجل عن 70 عاماً هو من مواليد العاصمة المنامة العام 1942، وله ثلاثة أولاد وبنت، عمل في سلك التعليم، وعانى من المرض طيلة العشرين عاماً الماضية، إلا أن المرض لم يؤثر على مداد قلمه وأفكاره، وزاد على ذلك حضوره المشهود في جميع الفعاليات التي تنظمها الجمعيات السياسية والمنتديات والمجالس الأهلية، فلم يكن ذلك الرجل الذي تبدو ملامح وجهه متعبة وهو يسير متكئاً على عكازه يتأخر عن الجلوس في المقدمة، متأهباً دائماً لأن يطرح آراءه بكل حرية وجرأة، وكثيراً ما كانت مشاركاته تثير المتحدثين والحضور في آن واحد، بل وفي احيان كثيرة، يكون الجميع آذاناً صاغية لما سيقوله العباسي، الكاتب الجريء والمثقف والملم بالكثير الكثير من المعلومات والخبايا دون خشية من أي طرف.

وطوال سنوات حياته، تعرض للكثير من المضايقات، حتى اضطر في بعض السنوات للعمل خارج البحرين والعودة مجدداً بروح المشاكس ذاتها رغم تعب السنين، ولعل الخطوة الأولى التي اتخذها بعدم السكوت على ما يجري له تلك الرسالة التي بعثها بتاريخ الخامس والعشرين من شهر أبريل/ نيسان من العام 2004 الى المنظمة العربية لحرية الصحافة، لكنه في تلك الرسالة لم يتحدث عما واجهه لوحده، بل شمل في بعض فقراتها ما يتعرض له الصحافيون في البحرين من مصاعب مهنية ومعيشية وفقاً لأمزجة بعض المسئولين المتنفذين.

واشتهر المرحوم العباسي بآرائه الجريئة حين يكون مشاركاً في أي محفل او منتدى او مؤتمر أو ملتقى تسنح له فيه الفرصة للحديث، ويصفه البعض بأنه (لسان سليط لا يبالي)، ولربما تبادل بعض معارفه الكثير من المواقف الشديدة التي مر بها وخصوصاً مع المسئولين في الدولة، فقد كان مهتماً بقضايا الوطن وبطرح الأفكار الحرة في مكافحة كل السلوكيات المنحرفة، حتى أن احدى مشاركاته في مجلس الدوي بالمحرق يوم 30 يناير/ كانون الثاني من العام 2011 والذي خصص لمناقشة التحولات القادمة في الوطن العربي في ظل الثورة التونسية كانت تطرح محاور فيها تنبؤات بأن تشهد الدول العربية ثورات متتابعة وانهاها بطرح تساؤلات منها نصاً: «هل الفساد في الوطن العربي ناتج عن عدم قدرة الحكومات في إدارة الدولة، أم من السرقات من دون تفكير في تطوير إمكانات الدولة؟ وهل عندنا مشتركات مثل الدول الكبرى في الوطن العربي، أو عوامل تؤدي الى حركات ضد الأنظمة الخليجية؟ وهل الفساد بلغ الى المستوى الذي يرفع احتمال أن تصل العدوى من هناك الى دول الخليج؟».

وبالإضافة الى كتاباته في الصحف المحلية والخليجية كان للمرحوم مشاركات في عدد من المنتديات ومنها منتدى (الحوار المتمدن) الذي ركز فيه على تاريخ الحركة العمالية في البحرين، وبعد سنوات موجعة من مصارعة المرض والأضداد، يترجل الفارس ليغادر الحياة، تاركاً وراءه (العوسج)، لكنه عوسج تتدلى من أغصانه سيرة رجل صاحب فكر حر.

العدد 3544 - الأحد 20 مايو 2012م الموافق 29 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 2:25 م

      الفاتحححححححححححة

      هكذا هم الابطال يخلدون في صفحات التاريخ...

    • زائر 13 | 4:16 ص

      رحمك اللـٍْْ

      رحمك اللـٍْْ

    • زائر 12 | 2:33 ص

      الله يرحمة

      ويغفر له ويصبر قلوب أهله، أنا لله وإنا إليه راجعون

    • زائر 11 | 2:19 ص

      زمن الرجال الوطنيين

      هذا ااراحل رمز للبحريني الأصيل الذي لا يعتدي على الغير وجعل سلامة الوطن قبل أي شئ ... زمن المرحوم عبدالله زمن "البحرين للكل" وبرحيله جاء زمن الأقزام أبطال الفيسبوك والتوتروالكلمة اللامسؤلة.... الله يرحمك يا أبا عيسى.

    • زائر 10 | 1:34 ص

      الله يرحمك

      اللهم اغفر له

    • زائر 9 | 1:32 ص

      رحمك الله رحم الله من قراء للروحه الفاتحة

      رحمك الله

      رحم الله من قراء للروحه الفاتحة

    • زائر 7 | 12:46 ص

      ام محمود

      رحمك الله واسكنك الله فسيح جناته
      ( انتم السابقون ونحن اللاحقون )

    • زائر 6 | 12:40 ص

      رحمك الله يا استاذ عبدالله

      كنت خرزه من ضمن السبحه الطاهره المباركه التى قطع خيطها مشرط الزمن كنت مناهضا للظلم والفساد والاستبداد وكانت كتاباتك تعكس نقاء معدنك النفيس رحمك الله ايها الحر واسكنك فسيح جناته والهم محبيك ورفاقك واهلك الصبر والسلوان.....ديهي حر

    • زائر 5 | 12:30 ص

      عباللة ....يرحمك اللة

      كما عرفناك صادقا لاتعرف المجاملات وذو القلم الشريف

    • زائر 4 | 12:03 ص

      الفاتحة

      رحمه الله..كان كاتباً متميزاً..

    • زائر 3 | 11:56 م

      عبدالهادي مرهون

      رحمه الله وأدخله فسيح جناته, و ألهم أهله وذويه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون. 

    • زائر 2 | 11:34 م

      الله يرحمه برحمته

      الله يرحمك يا عبدالله العباسي

      لقد ذهبتم ايها المواطنون المخلصون
      فيما .. قل امثالكم في الجيل الحالي
      ممن تميزوا بالوطنية البعيدة كل البعد عن
      الطائفية البغيضة التي سلكها اناس واطنيون
      ايضا .. كانوا زملاء للفقيد ...مع الأسف
      ولكن الفقيد سار بخطى ثابته ولن يبتلى
      بهذه الأفة القاتلة

      رحمك الله وغفر لنا ولك

    • زائر 1 | 10:24 م

      المهاجم الشرس الودود

      رحمك الله يا أبا عيسى . كنت شمعة المجالس . و مهاجم شرس لا يعرف المجاملة . و مع ذلك فكان أخاً ودودا . تغمدك الله بواسع رحمتة و أسكنك فسيح جناتة . و إن لله و إن الية راجعون . حسن المرزوقي

اقرأ ايضاً