سجلت حوالى خمسين هزة ارتدادية ليل الثلاثاء الاربعاء في ايميليا-رومانيا (شمال شرق ايطاليا) التي ضربتها قبل 10 ايام هزتان عنيفتان اوقعتا 22 قتيلا وحملتا 14 الف شخص الى مغادرة منازلهم.
وشعر سكان منطقة مودينا بالهزة التي كانت بقوة 3,8 درجات في الساعة 8,00 بالتوقيت المحلي (6,00 تغ) وحدد مركزها بين نوفي دي مودينا وكونكورديا.
وضربت الهزة المنطقة صباح الثلاثاء واوقعت 17 قتيلا و350 جريحا.
وانتشلت فرق الاطفاء جثة عامل كان مفقودا من تحت انقاض مصنع قضى فيه ثلاثة من زملائه في ميدولا.
وفي 20 ايار/مايو ضربت هزة ارضية المنطقة نفسها وتسببت بمقتل ستة اشخاص.
وتشرد 14 الف شخص في المنطقة اما لان منازلهم تضررت او لانهم يخشون العودة اليها.
وتم اجلاء ثمانية آلاف شخص من منازلهم بعد الهزة الثانية ويضاف هؤلاء الى حوالى 6000 شخص آخرين غادروا منازلهم بعد زلزال العشرين من ايار/مايو.
وصباح الاربعاء كان مشهد الخراب والدمار مؤثرا في المناطق الاكثر تضررا ميراندولا وميدولا وكافيتسو وكريفالكوري وسان فيليتشي سول بانارو.
يضاف الى ذلك مشهد المخيمات التي اقيمت في المنطقة في حقول وحدائق، في حين لم تكن المخيمات التي اقامها الدفاع المدني الايطالي كافية لاستقبال السكان المذعورين.
وفي مودينا قرر رئيس البلدية جورجو بيغي ان يترك الحدائق العامة مفتوحة ليلا واستفاد موظفون بلديون من ذلك لنصب خيمهم فيها.
وحيال هذا الوضع وضعت عربات نوم في تصرف ناجين كما هو الحال في محطة كريفالكوري.
وقال حسين مزار واصله من باكستان الذي نام مع افراد من اسرته في قطار "نشعر هنا بامان اكبر".
واضاف " لا نعلم كم ليلة سنمضيها في هذا القطار. هذا يتوقف على ما ستفعله الحكومة".
واضطر شاب في العشرين من العمر الى النوم في سيارته مع زوجته.
وقال الشاب الذي طلب عدم كشف هويته "منزلنا في وسط المدينة الذي اغلق تماما. ونمنا في السيارة. كان ذلك افضل لكي لا تسرق الاغراض التي نقلناها من المنزل".
وفي مودينا، وبولونيا عاصمة ايميليا-رومانيا، ستبقى المدارس والجامعات مغلقة للسماح بالتحقق من سلامة المباني.
وتأثر النشاط الاقتصادي لهذه المنطقة الايطالية الغنية التي تعتبر قلب صناعة الادوية في ايطاليا ومهد المنتجات المشهورة عالميا مثل جبنة البارميجانو والخل الاسود.
وقد ترتفع الاضرار في قطاع الاغذية الزراعية الى 500 مليون يورو بحسب مؤسسة كولديريتي المهنية.
وقالت وزيرة العمل الايطالية السا فورنيرو الاربعاء في مجلس الشيوخ "ان عالم العمل كان المركز الحقيقي للهزة" مشيدة ب"العمال الذين قضوا تحت انقاض مصنعهم".
وستتخذ الحكومة الاربعاء خلال اجتماع لمجلس الوزراء تدابير جديدة عاجلة لمساعدة منطقة ايميليا-رومانيا.
والغى رئيس الحكومة ماريو مونتي زيارة مقررة الى بروكسل الخميس وقد يتفقد المنطقة المنكوبة للتحقق من حجم الاضرار.