العدد 3570 - الجمعة 15 يونيو 2012م الموافق 25 رجب 1433هـ

مساحة حرة - الهواتف الذكية غبية!

نرتب لخروج جماعي إلى أحد الكوفي شوب لنأنس برائحة القهوة ولقاء الأحباب وتبادل الأحاديث معهم، وما إن تنتهي فقرة السلام وأخذ الطلبات؛ وإذا بكل واحد منا تندس يده إلى جيبه بخفة بمثل النظر إلى الساعة أو يدّعي أنه توهم سماع هاتفه يرن وتطول الجلسة ونجلس متسمرين أمام هواتفنا «الذكية» طول الوقت، وأقصى ما يمكننا الحديث عنه هو: «شفتون هذا البرودكاست؟». في مشهد يبدو طبيعياً جداً. فلو أشحت بناظرك في ذلك المقهى المكتظ ستجد كل الحضور قد أحنوا ظهورهم وجهزوا أصابعهم للطَّقطقة.

يقضي معظمنا أغلب وقت يومه أمام شاشة هاتفه الذكي؛ متابعاً لوسائل التواصل الإجتماعي، لا أدري إن كان يجوز أن نسميها بذلك أصلاً! ونفضل أن نكتب لفلان في «الواتس أب» أو نتابعه في «الفيس بوك» على أن نلتقيه أو حتى نتصل به. أتساءل كثيرا إن كنا سنستغني عن روعة اللقاء وحنان الصوت. أتساءل كثيرا إن أصبح اللمس لا يعني لنا شيئاً. هل ستفقد كل الأشياء رونقها وألوانها؟ أضحينا لا نستطيع التخلص من هذه الهواتف حتى في السينما.فبعد ان كان صوتنا يصل إلى آخر الشارع في ذلك البيت المكتظ صرنا، على غير العادة، هادئين جداًّ وبعيدين عن الصخب، حتى أطفالنا العفاريت هذبناهم بآيبود وآيباد تجبرهم على السكينة.

لستُ من محاربي التكنولوجيا، وأعترف أني مدمنة على هاتفي «الذكي» لكني أحن إلى التواصل الاجتماعي الحقيقي لا الافتراضي ولا أتخيل أن أعيش باقي عمري وراء شاشة!

هاتفي العزيز أحبكَ كثيراً... لكنك وبصراحة شديدة لستَ ذكياً!

العدد 3570 - الجمعة 15 يونيو 2012م الموافق 25 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 2:12 ص

      اصبح ضيف غير مرغوب فيه

      اي والله صدقتي يالبنتي، صار لي 20 سنه متزوج ما عمري اضايقت من احد كثر ما اضايقت يوم بناتي اشتروا ايفون الى امهم. وصارت ام العيال ما تنام الى ايديها على الايفون، وصارت اطالعه اكثر من ما اطالعني وتتحمل في اكثر من ما تتحمل فيني. وللاسف اصبح ضيف غير مرغوب فيه داخل غرف النوم.

      ابو هاشم

    • زائر 10 | 12:28 ص

      هكذا زوجتي

      عندما نذهب الى مطعم ، او حتى في البيت ، تصل صور الطعام ، والمقبلات الى جميع من معها في الهاتف ، قبل أن تصل رائحته الى فمي ، أو نتذوقه

      وطيلة ذلك , يتناقشون ، أي مطعم رايحين ، أكلهم حلو أو لا ، هالمرة اعزمونا عاد ، طرشي بقية الصور ، وين يصير مكان المطعم

      هذا دون السوالف الجانبية !!!

      إبراهيم

    • زائر 9 | 5:13 م

      الواقع الحقيقي

      في الواقع ، ان العالم الافتراضي اصبح او قل سيصبح هو الحقيقي ، والعالم الحقيقي سيصبح هو الافتراضي ، لأن العالم الحقيقي اصبح بين ايدينا الان ، بعيدا عن حميميات اللقاءات المزيفة السابقة ، مرحبا بالعالم الجديد الحقيقي وأهلا ، وداعا ياعالم الزيف الافتراضي

    • زائر 3 | 6:12 ص

      حاربوني

      الجميع هاجمني وانتقدني حين رفضت شراء الايبود لأطفالي لأنني رايت جميع الاطفال في عائلتي قتل روحهم هذا الجهاز وقتل ابداعهم فصاروا يريدون كل شيء بلميه كجهازهم أحزنني حالهم أطفالي يزعجوني بحركتهم وصراخهم ولكن أفضل عندي بألف مرة من عقول مسمره وحركة بطيئة دعوهم يلعبون يركضون يصرخون يبكون ثم يضحكون لا تقتلوا طاقتهم بحجة نبي نفتك

    • زائر 2 | 4:39 ص

      الطامة الكبرى

      يوم الجمعه عندما تلتقي الاحبه والاهل بعد الغداء الكل يأخذ زاويه في القاعه ويلتزم الصمت ولا ترى منه الا ابتسامات وتعابير للوجه ,, قتل الكلام هذا الجهاز
      الوالد والوالده واخوتي جميعهم ينشغلون بأجهزتهم حتى اتت في بالي فكرة اني اجمع الاجهزة واضعها في كيس لمدة ساعتين من بعد الغداء لكي يتسنى لنا الحديث والتواصل ..

      خلقت بعد اسري بعد اجتماعي حتى طلباتنا وتصبيحاتنا اصبحت ع الوتسب والفيس بوك بدل قبلة على رأس امي وابي

    • زائر 1 | 2:54 ص

      لهذا السبب فترت المشاعر بين الناس

      و قل التواصل لأن الجميع يتلاقو ن من وراء الجهاز

اقرأ ايضاً