العدد 3590 - الخميس 05 يوليو 2012م الموافق 15 شعبان 1433هـ

منع المسيرات السلمية وعنف الشارع

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

للمرة السادسة أو السابعة على التوالي، تمنع وزارة الداخلية خروج مسيرات سلمية تدعو إليها الجمعيات المعارضة خلال الشهرين الماضيين. فقد منعت الوزارة مسيرة كان مقرراً لها الخروج في 22 يونيو/ حزيران الماضي في منطقة الخميس، وعندما أصر المشاركون في هذه التظاهرة بالخروج سلمياً أصيب أحد المتظاهرين بشكل مأساوي، وهو الشاب علي الموالي بإصابة خطيرة في الرأس وهو لايزال في وضع صحي حرج جداً.

كما منعت مسيرة أخرى كان من المقرر أن تنظم في 29 يونيو على شارع البديع، ومنعت قبلها عدة مسيرات تقدمت بها الجمعيات المعارضة في منطقة كرباباد والمقشع والبلاد القديم.

أمس الأول أعلنت وزارة الداخلية عن منعها للمسيرة التي كان من المفترض خروجها اليوم الجمعة (6 يوليو/ تموز 2012) على شارع البديع، وفي كل مرة يبرر بيان وزارة الداخلية منع المسيرات بأنه «وفقاً للضوابط القانونية الواردة بقانون الاجتماعات العامة والمسيرات، تقرر منع هذه المسيرة في المكان والزمان المحددين، حيث إن إقامتها بهذه المنطقة الحيوية من شأنه الإخلال بالأمن العام والإضرار بمصالح الناس».

هناك انطباع عام بأن وزارة الداخلية بدأت في الفترة الأخيرة بالتضييق على حق التظاهر المكفول قانوناً، ولن تسمح بخروج مسيرات للتعبير عن الرأي بشكل سلمي إلا في حدود ضيقة جداً، تمهيداً لمنعها تماماً في المستقبل، ما يدخل البلاد في مرحلة سابقة من تاريخها، عندما كان قانون أمن الدولة دون الدستور هو المتحكّم في الحياة السياسية.

وفي حين تؤكد وزارة الداخلية على الحق في التعبير عن الرأي وفقاً للضوابط والمعايير القانونية، وتشير في أحد بياناتها إلى أن جمعية الوفاق نظمت ما لا يقل عن 27 مسيرة منذ بداية العام الجاري و20 تجمعاً مفتوحاً، تؤكد الجمعيات المعارضة أن التظاهر حق إنساني طبيعي كفلته المواثيق والمعاهدات الدولية، وكفلها الميثاق والدستور والقانون المحلي، ومنع هذا الحق وحجره على الناس هو سير في الطريق العكسي لطبيعة البشر، فلا يمكن أبداً منع الناس من المطالبة بحقوقهم وإلزامهم بالصمت عمّا يتعرضون له من ظلم وانتهاكات.

إن منع المسيرات والتظاهرات السلمية قد يؤدي بشكل مباشر إلى زيادة الاحتقان في الشارع، وربما يساهم بصورة غير مباشرة إلى تصاعد وتيرة العنف والعنف المضاد، سواء من خلال تفريق قوات الأمن للمتظاهرين أو ردات فعل المتظاهرين تجاه قوات الأمن.

ما يسعى إليه الجميع هو وقف العنف أياً كان مصدره أو دوافعه، وجميع القوى السياسية تدين عنف الشارع، وتؤكد أهمية اتباع الأسلوب السلمي في أية فعالية احتجاجية. ولقد شهدنا جميعاً توقف العنف بصورة كبيرة عندما نظمت جمعية الوفاق مجموعة من الفعاليات في ساحة المقشع خلال الفترة الماضية، فعندما يتاح للمواطنين التعبير عن أفكارهم وآرائهم ومشاعرهم بحرية، لن تكون هناك أي دوافع لانتهاج أسلوب العنف.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3590 - الخميس 05 يوليو 2012م الموافق 15 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 8:13 م

      اذا ليكن لتحالف الوفاق موقف

      اتفق معك كليا ان كل اشكال الحراك السلمي مكفولة تحت مظلة كل القوانين الوطنية و الدولية و لكن تصور , و هذا تصور او اقتراح بأن يخرج تحالف الوفاق ببيان مفادة " ان بدر إي شكل من اشكال العنف خلال حراكنا السلمي من تعدي على حريات الغير من حرق او اغلاق للشوارع فأننا سنلغي الفعالية !!!!!!
      هل لك تصور ذلك

    • زائر 21 | 7:33 ص

      التضييق على حق التظاهر تمهيدا لمنعها تماما في المستقبل مما سييؤدي الى ادخال البلاد في وضع أخطر ... ام محمود

      ما اردنا أن نقوله عبرت عنه في عمودك اليوم بكلمات بليغة و تدل بالفعل على الوضع المتوتر الذي وصلنا اليه بسبب منع سبع مسيرات في وقت متقارب و ربما يتم منعها جميعها في محاولة للتضييق على جمعية الوفاق و جميع الجمعيات السياسية و هذا يتعارض مع حرية الرأي و التعبير فحميع الدول من حولنا تخرج فيها مسيرات بالالاف او الملايين وسط تنظيم وبدون عنف و ضرب رصاص
      قلوبنا تتألم لحال الشاب عـلي الموالي و اصابته و نسأل الله جل وعلا بحق المولود في هذا اليوم الامام الحجة و نوره الذي سيكون مثل الكوكب الدري أن يشفيه

    • زائر 20 | 7:19 ص

      أعطيك راى

      ليكون الامر واقعي ياليت تكون في المسيرة و تخبرنا بمصداقية و حيادية عما يحصل فيها .. واذا كانت المسيرة تضرب الاقتصاد و مصالح الناس في رايك هل واجب أقامتها ؟

    • زائر 19 | 6:12 ص

      زائر 18

      سنستمر لحين تفعيل ما وقعنا عليه في الميثاق وهو الملكية الدستورية الحقيقية ودولة المؤسسات والقانون الحقيقية لا الكارتونية التي يراد لنا القبول بها ونقول ..... هيهات أن نسكت ونقبل وسنستمر.
      أم هشام

    • زائر 18 | 4:37 ص

      الى متى

      وبعدين الى اين تريد ان تصلوا ؟؟

    • زائر 17 | 3:55 ص

      يبدوا ان هناك من لا يريد السلمية ويريد الحل الأمني

      لأضفاء ما يسمونه تخريب على المشهد العام فالبض يريد ان يوصم الناس بالتخريب والغوغائية فيضيق على الحركة السلمية ويجر الناس للمواجهات ليقول ( شوفوا من يبدأ العنف ) لكن الناس واعية ولن تتنازل عن حقها في التظاهر السلمي والذي يبدأ بالقمع هو الملام في جر الناس للعنف عنوة والنتائج معروفة خاصة ان الدولة مقبلة على مساءلة في مجلس حقوق الأنسان فهل من متعظ ؟

    • زائر 15 | 3:40 ص

      زائر

      بالله عليك يازائر

    • زائر 14 | 3:27 ص

      27

      بالله عليك بعد كل مسيرة من الوفاق وفي نهاية إجازة الاسبوع اشرح بالتفصيل ماذا يحصل من المتظاهرين.

    • زائر 13 | 3:17 ص

      ارواح الناس ليست العوبة في ايديكم , وانتم من يسبب ويؤجج ارباك الشارع

    • زائر 12 | 3:11 ص

      الى من يهمه الأمر

      لمادا لأ تكون هناك مساحه كبيره مثل حديقه مشجره فيها كل المرافق مكان مخصص للصغار السن يمرحون فيها بينما يتظاهر فيها البقيه لأ فاتح ولأ منامه تكون الى كل اطياف الشعب وقريبه من العاصمه خير مثال الهاى بارك بلندن

    • زائر 11 | 3:01 ص

      قال ييتس الخبير البريطاني وقال آخرون غيره نفس الكلام

      القضية في البحرين سياسية بحتة وليست أمنية لذلك هو وجد صعوبة في الحل الامني وهذا اعتراف من صاحب شأن يدرك الامور جيدا لكنه صريح مع نفسه.
      اما مسأل الجور على القوانين او الجور باسم القوانين فهذه اضافة تؤسس لاختراق كل قوانين البلد وبالطبع اذا خرقت هذه القوانين التي من المفروض هي الحافظ لها فإن الاولى بالمجتمع ان يصبح حارة كل من ايده اله اي لن يكون هناك احترام لقانون اي قانون
      لأن القائم على القانون نفسه لا يحترمه فتسقط هيبة القانون ويصبح مطنزة للناس

    • زائر 9 | 2:25 ص

      ربما يا استاذ هم فعلون يريدون جر الناس الى العنف بوقف المسيرات

      انت قلت ان التجمعات السلمية تخفف من الاحتقان وطبعا هذا سليم 100% كما انه حقّ مكفول ولا يتنازع فيه اثنان.
      ولكن هناك من يحاول تحويل كل المطالبات السياسية الى قضايا امنية ومن مصلحته جر الشارع الى العنف ليكون المبرر لديه مستساغ نوعما.
      الناس تدرك هذه الحركات والتحركات تعرف إنما تمنع من حق اصيل لها لكي يتم استدراجها الى قضايا امنية تبعدها عن القضايا والاستحقاقات السياسية ذلك امر مفروغ منه ونعرفه جيدا وشعب البحري خبر هذه الحركات كثيرا
      وحتى الخبراء الاجانب قالوها الحل سياسي وليس امني

    • زائر 8 | 2:19 ص

      فعندما يتاح للمواطنين التعبير عن أفكارهم وآرائهم ومشاعرهم بحرية، لن تكون هناك أي دوافع لانتهاج أسلوب العنف..

    • زائر 7 | 1:58 ص

      " ما أكثر العبر وأقل الاعتبار"

      أستاذ جميل المحترم:

      لقد بح صوتك مثل ملايين غيرك من تقديم النصح، تماما كما فعل المصلحون من قبل

    • زائر 6 | 1:08 ص

      تصحيح

      الوفاقيين مهما بلغ القمع ومهما سيبلغ لن يستخدموا العنف بعكس بعض الجماعات العنيفة الذين لم يتوقفوا عن إستخدام العنف حتى عند سماح النظام بفعاليات الوفاق. اللهم فرج عنا

    • زائر 4 | 12:45 ص

      مره ثانيه اضاعوا البوصله يامحاري

      عندما تمنع المسيرات والتجمعات من جهه وتزيد المداهمات والاعتقالات من جهه اخرى هي مشوره مجنونه من مستشار عابث لا احد يتنباء بمستقبل شعب ووطن على حافه الهاويه المتنفس الوحيد للناس هي المسيرات والتجمعات الوضع محتقن اصلا وزياده اسباب الاحتقان قائمه وبوتيره اكبر من ذي قبل لماذا لا نستفيد من تجارب شعوب الارض من شرقها الى غربها هل لنا وضع مغاير لوضع العالم اجمع ان مايحدث في البحرين لهو ولعب بمسقبل الامه كلها لا الوطن فحسب ولكون الانظمه العربيه هشيم هش يسهل لاي شراره ان تشعله ومصر مثال حي لذلك..ديهي حر

    • زائر 3 | 12:26 ص

      وحقنا ؟

      ماذا عن حقنا بالإنتقال بحرية وأمان ؟ لماذا يتوجب علي أن أعاني الأمرين وتنتهك حقوقي المكفولة شرعا وقانونا حتى تتمكن أنت وجماعاتك من ممارسة حقكم في التظاهر؟ في كل تظاهرة قمتم بها سجلت المئات من الإنتهكات بحق السلمية والإعتداءات . كفاية

    • زائر 2 | 12:15 ص

      ابو كرار

      الى مت سيكون المنع وهل سيكون المنع علا المعارضين لو سيطال معارضين المعارضه لماذا التضيق علا الناس اليس با الاحرى ان تقوم الداخليه بتنظيم هذه المسيرات المخطر عنها

    • زائر 1 | 11:55 م

      iqaf almaserat wa alietesamat

      ya man toridon iqaf almaserat wa alietesamt aato almotadhahereen hoqoqahomwa wasawfa lan takoon honaka ietasamat wal maserat. We love you all

اقرأ ايضاً