العدد 3611 - الخميس 26 يوليو 2012م الموافق 07 رمضان 1433هـ

الجيش السوري يحشد قواته لشن معركة واسعة على حلب

استهدفت نيران المروحيات السورية العديد من احياء حلب، ثاني مدن سوريا الجمعة، مع استكمال الجيش السوري تعزيزاته لشن هجوم حاسم على الاحياء التي ينتشر فهيا المعارضون المسلحون، في حين حذرت عدة عواصم من مقتل المزيد من المدنيين ودعت الى وقف الهجوم.
في هذه الاثناء، عرض ناشطون شريط فيديو ظهر فيه نحو مائة من الجنود النظاميين والشبيحة قالوا ان الجيش السوري الحر اعتقلهم في حلب.
في حين ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان المعارضين اسروا 50 عنصرا بينهم 14 ضابطا من قوات النظام في معرة النعمان في ادلب (شمال غرب).
وبعد اسبوع من احتدام المواجهات على جبهة حلب، العاصمة الاقتصادية لسوريا، اكد مصدر امني ان وحدات الجيش "استكملت تقريبا" انتشارها في محيط المدينة، مشيرا الى ان "المسلحين المعارضين ينتشرون من جهتهم في الازقة الصغيرة، ما سيجعل المعركة صعبة جدا".
وكانت قوات النظام ترسل تعزيزات الى حلب منذ الخميس.
ورأى مدير المرصد السوري ان "المسألة المطروحة تكمن في معرفة الى اي حد ستلجا قوات النظام الى القوة المفرطة، لان حصول ذلك فعلا يعني سقوط مئات القتلى".
وذكر المرصد السوري ان "احياء صلاح الدين والاعظمية (جنوب غرب) وبستان القصر والمشهد والسكري (جنوب حلب) تعرضت لاطلاق نار من رشاشات الطائرات الحوامة"، مشيرا ايضا الى اشتباكات في محطة بغداد وحي الجميلية وساحة سعد الله الجابري (وسط) فجرا.
وفي حي صلاح الدين، كان مئات المقاتلين المعارضين يستعدون لمواجهة "الهجوم الكبير" الذي تعد له قوات النظام، بحسب ما ذكر مصور لوكالة فرانس برس في المدينة.
وقال مقاتل في صلاح الدين في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان "الحي خلا من المدنيين"، مضيفا ان "الجيش موجود عند مشارف الحي، لكنه لم يتمكن من دخوله".
واعلنت عضو مجلس الشعب السوري عن حلب اخلاص بدوي انشقاقها ولجوءها مع اولادها الستة الى تركيا. وهي رابع عضو في البرلمان ينشق منذ بداية الاحتجاجات في اذار/مارس 2011.
وقتل 59 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الجمعة، هم 27 مدنيا و17 جنديا وخمسة مقاتلين معارضين. كما قتل عشرة اشخاص في مدينة درعا بينهم مقاتلون ومدنيون.
وعلى الرغم من اعمال العنف، انطلقت تظاهرات في درعا وحماة وفي بلدات في حلب طالبت "باسقاط النظام ونصرة المدن المنكوبة ومحاكمة قتلة الشعب السوري".
وذكرت لجان التنسيق المحلية ان قوات النظام اطلقت النار على تظاهرة خرجت في حي الخالدية من جامع الغفران في حلب.
ودعا المحتجون المعارضون للنظام الى تظاهرات تحت شعار "انتفاضة العاصمتين، حرب التحرير مستمرة" مثل كل جمعة منذ بدء الحركة الاحتجاجية وما رافقها من اعمال قمع وعنف اودت بحياة اكثر من 19 الف شخص منذ آذار/مارس 2011، حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وامام انباء عن استعداد الجيش السوري للهجوم على حلب، اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة في لندن عن "القلق الشديد لاحتدام اعمال العنف في حلب".
وقال بان كي مون "احث الحكومة السورية على وقف الهجوم"، مضيفا ان العنف يجب ان يتوقف "من قبل الجانبين".
واعربت عدة عواصم عن قلقها. وحذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من "خسائر فادحة في الارواح وكارثة انسانية"، في حين دعت روما الى تشديد الضغوط على الاسد "لتجنب مجزرة جديدة".
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان "بشار وعبر تجميع المعدات العسكرية الثقيلة في محيط حلب، يستعد لارتكاب مجازر جديدة ضد شعبه".
واعربت واشنطن الخميس عن خشيتها من ارتكاب "مجزرة" في حلب، مع استبعاد الخيار العسكري مجددا.
وانتقد الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط الجمعة عدم تحرك الغرب، داعيا الى "نصرة الشعب السوري" وتزويده بالسلاح والمعدات "ليتمكن من الصمود ومن اسقاط المروحيات وطائرات ميغ 23 التي يستخدمها بشار ضد المدن والناس".
واستبعد جنبلاط رحيل بشار الاسد مؤكدا ان "جيشه قوي ولن يتخلى عن السلطة. ينبغي قتله، ببساطة، أو اذا شاء الروس والايرانيون ان يأخذونه الى مكان ما في سيبيريا او في الصحراء الايرانية. لا يوجد حل اخر".
وراى الدبلوماسي الفرنسي السابق اينياس لوفيرييه الذي خدم لفترة طويلة في سوريا "انها معركة كبيرة جدا بالنسبة الى الطرفين".
واضاف "بالنسبة للنظام، انها مدينة تجارية له فيها العديد من الحلفاء، لا سيما بين رجال الاعمال الذين يعتمد عليهم لتمويل قسم من اعباء الحرب".
وتابع "بالنسبة للمتمردين، المدينة مفتاح لشمال سوريا (..) سيطرة المتمردين على حلب سيمكنهم من تكرار النموذج الليبي مع مدينة بنغازي، والحصول بالتالي على المنطقة الآمنة التي تطالب بها الثورة السورية منذ اشهر طويلة، لتتمكن من تقديم العلاج لجرحاها فيها والملجأ للمنشقين ولعائلاتهم".
وفي تركيا، قالت النائبة اخلاص بدوي انها فرت من بلدها لانها لم تعد تحتمل القمع.
وقالت لوكالة انباء الاناضول "رحلت لانني لم اعد املك القوة لمواجهة القمع". واضافت "ساواصل العمل لانقاذ كل رفاقي من القمع ومن هذه الماساة الانسانية. انها مأساة انسانية هناك".
واعربت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي الجمعة عن "قلقها الشديد" حيال مصير المدنيين في سوريا وامكانية حصول "مواجهة وشيكة كبيرة" في حلب.
من جهة ثانية، اعلنت وزارة الخارجية الهولندية الجمعة ان مصورا هولنديا وآخر بريطانيا كانا خطفا في شمال سوريا في 19 تموز/يوليو، افرج عنهما الخميس ووصلا الى تركيا.
وعلى الحدود السورية الاردنية، قتل طفل سوري الجمعة اثر اصابته برصاص الجيش السوري اثناء محاولته وعائلته عبور السياج الحدودي بين سوريا والاردن فيما اصيب عسكري اردني حاول انقاذه اثناء تغطية الجيش الاردني لعبور هؤلاء الى المملكة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً