العدد 3623 - الثلثاء 07 أغسطس 2012م الموافق 19 رمضان 1433هـ

سياسيو الطفرة خلقتهم الفزعة

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أكثر ما يمكن أن يقرأ في هذه المرحلة، التصريحات المترامية هناك، وهناك من شخصيات سياسية وأخرى تدعي أنها سياسية، ونيابية وحتى بلغت إلى الدينية والاقتصادية، يدينون فيها التدخل الأجنبي في الشئون الداخلية للبحرين.

لن أتحدث عن كل أولئك الأفراد، ولكن سأتناول جانباً ممن نسميهم «سياسيون بالطفرة خلقتهم فزعة»، وهم الذين بين ليلة وضحاها أصبحوا سياسيين في هذا البلد، إلا أن تصريحاتهم ومواقفهم كشفت حقيقة مخزونهم، وإدراكهم وتصرفاتهم السياسية.

ففي يوم السبت 4 أغسطس/ آب 2012، وزعت لجنة الشئون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب بياناً عبرت فيه عن موقفها الثابت والداعم من عدم التدخل في الشئون الداخلية للبحرين، مع الحفاظ على استقلالية وكيان البحرين (ولنضع خطاً كبيراً تحت استقلالية)، داعية إلى توضيح الحدود والضوابط اللازمة الذي يسمح به للدبلوماسيين في التدخل بشئون بلدهم أثناء اجتماعهم مع الدبلوماسيين.

وقالت رئيسة اللجنة البرلمانية النائب سوسن تقوي: «إن اللجنة قامت بسلسلة من اللقاءات والاجتماعات المشتركة طوال الأسابيع المنصرمة في سبيل بحث ومناقشة التدخلات الخارجية لبعض الدول أو المنظمات السياسية والحقوقية في الشأن الداخلي للبحرين ومدارسة سبل وإمكانية الخطوات التي يجب اتخاذها لصد مثل هذه المحاولات غير المبررة من بعض الأطراف».

بالطبع ذلك الرفض الشديد للتدخلات الخارجية في الشأن البحريني الداخلي جاء على أعقاب مناقشة الكونغرس الأميركي الأسبوع الماضي ما نفذته البحرين من توصيات لجنة تقصّي الحقائق، وما سبقها من ذلك أيضاً.

ما الغريب في الموضوع، ففي 10 يوليو/ تموز 2012 نقلت كتلة البحرين النيابية التي يرأسها النائب أحمد الساعاتي وتضم في عضويتها سوسن تقوي تصريحات على لسان نائب السفير الأميركي لدى البحرين ستيفاني ويليامز التي شددت على «ضرورة الاستمرار في تطبيق توصيات (اللجنة البحرينية المستقلة لتقصّي الحقائق) كمخرج للأزمة وإن كان بعضها يحتاج إلى الوقت لتنفيذه بالكامل».

الكتلة النيابية وأعضاؤها الذين رفضوا التدخل الخارجي في الشئون البحرينية الداخلية زاروا السفارة الأميركية في (9 يوليو/ تموز 2012)، وعقدوا اجتماعاً مع نائب رئيس البعثة الدبلوماسية للولايات المتحدة الأميركية لدى مملكة البحرين، ستيفاني ويليامز، وأطلعوها على حقيقة ما يدور على الأرض في البحرين.

والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا تقحمون السفارة الأميركية وغيرها في الشأن الداخلي البحريني؟ وماذا كنتم تتوقعون من مسئولي السفارات بعد إطلاعهم على مجريات الأمور وما يحدث في البحرين؟

هل كانت الكتلة النيابية وأعضاؤها بمن فيهم رئيس لجنة الشئون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب يعتقدون أن المسئولين في السفارة الأميركية لن ينقلوا الكلام لإدارتهم، ولن يناقشوا الموضوع في بلادهم على المستويين التنفيذي والتشريعي؟

غريب أمركم، تطلعونهم على ما يجري، وتقولون لهم لا تتدخلوا في شئوننا الداخلية، وتبوحون لهم بشئوننا الداخلية وتقولون لهم لا تتكلموا.

ذكرني هذا الموقف، بتصريح أحد مسئولي تجمع الوحدة والذي وصف لقاء الجمعيات السياسية المعارضة بمسئولي الدول الأجنبية «ارتهاناً للخارج» في محاولة لاستغفال عقول الناس، وبعد دقيقة واحدة من كلامهم، يكشف عن لقاءات «التجمع» مع مسئولي تلك الدولة لبحث التطورات البحرينية، وإطلاعهم على الصورة الحقيقية لما يحدث على أرض الواقع، وذلك بعد جملة بيانات استنكارية منهم تدين عدم قيام المسئولين الأميركان بلقائهم على غرار لقاءاتهم بالمعارضة.

بالطبع ما يقوم به نواب ومسئولو تجمع الوحدة من لقاء المسئولين الأجانب وسفرائهم هو واجب وطني، لا يمكن أن يوصف بـ «الخيانة» لأنه يدعم أركان النظام، أمّا ما تقوم به المعارضة من لقاءات فهو «خيانة» لأنهم يريدون إنصاف شعبهم، وحماية حقوقه من ظلم مسئولين في بلدهم، يسيطرون على مفاصل التشريع والتنفيذ والقضاء.

عندما يكون التدخل الأجنبي، إيجابياً لصالح النظام يكون تدخلاً حميداً محبوباً، ومرحباً به، وتنقل تصريحاته عبر وكالة أنباء البحرين، وينشر في الصحف المحلية، ولكن عندما يكون تصريحاً منتقداً للخطوات الرسمية، يصبح تدخلاً أجنبياً مذموماً، ويجب أن يطرد سفيرهم، لأنه أصبح «صفوياً» إيرانياً معيناً من قبل «الوفاق»، ومتحدثاً باسم ولاية الفقيه. على مستوى مسئولي الدولة يدركون حقيقة الأمر، ولذلك نرى بيانات وزارة الخارجية واضحة في التعاطي مع مثل هذه التداخلات السياسية والدبلوماسية وليس التدخلات، أمّا سياسيو الطفرة والفزعة فلا يفرقون أبداً بين التداخل والتدخل، فتختلط عليهم الأوراق، لعدم قدرتهم على التفريق بين تداخل المصالح العالمية سواء كانت سياسية أو اقتصادية واجتماعية فرضتها علاقات مصالح إستراتيجية وبين التدخل في شئون الدول الداخلية.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3623 - الثلثاء 07 أغسطس 2012م الموافق 19 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 28 | 10:07 ص

      عجيب يا ولد الفردان

      مقااااال رائع

    • زائر 27 | 8:33 ص

      سياسه الفزعه ..!!

      الفزعه بمنظور أهلها هي طلب النداء العاجل والمساعده ,, باطل صحيح خطأ مو عدل المهم تعالو محتاجينكم الي أمر مهم وضروري لسلامه البلد من الخونه وأصحاب الأجندات الخارجيه التي الي يومنا هذا ما شفنه أجنده واحده منها غير الكلام في الجرايد والمجالس , وكل من يخالفهم الرأي خاين .. والسلام

    • زائر 26 | 8:33 ص

      مقترح يختبر صدقية النواب

      ان يعطي النائب علاوه رمزيه تضاف للراتب الذي يتقاضاه قبل ان يصبح نائب بدل الرواتب الحاليه والتى كانت السبب فى تهافت الكثير عليها واستغلال آخرين للظروف

    • زائر 25 | 7:48 ص

      السياسة علم

      السياسة علم مثل الطب والهندسة والإدارة ......الخ ولكن للأسف في بلدنا وبلدنا اخري تعتبر هوايه ومهنة من لا مهنة له وبيع كلام ودجل ويخوض فيها الغالبيه قبل تعلم أصولها

    • زائر 24 | 6:11 ص

      ايك اعني واسمعي يا جاره

      حبايبي الجماعه اقصد جماعة الفزعه يقصدون انهم مع السياسه الامريكيه وين ما راحت حتى يحصلون علي الدعم في الداخل البحريني افهمو عاد يعنى امريكا لا تزعلين علينا احنا معاك .

    • زائر 23 | 6:02 ص

      لا تريدون احدا يتدخل .. لا تتدخلوا

      وخير دليل نواب الغفلة الذين زاروا الارهابيين في سوريا ومولوهم بالاموال ايضا؟؟!!
      يا للعجب كم هم متناقضون ويقولون مالا يفعلون

    • زائر 21 | 4:58 ص

      بارك الله فيك

      كلام وإنتقاء كلمات ولا أروع ولا أحسن منها وكتاباتك لأصحاب العقول الراشده فقط و مادونها فيمكنهم اللجوء إلى صحف أخرى .

    • زائر 20 | 4:34 ص

      عقول خاوية جوفاء

      لاسف هذا هم رجال دولتنا كنا نعتقدهم سابقا بانهم رجال نعتمد عليهم بادارة الدولة والحفاظ على كيانها ولكن اكتشفت لنا الازمة بانهم يملكون ععقول خاوية جوفاء همهم بطنهم وهواية جمع المال ولو على حساب ثروة الوطن باكملها ليس كفئا للمسئولية بصراحة البلد تسير في فلك مظلم من هؤلاء بسطاء العقول تصرفاتهم توحي بضعف قدراتهم السياسية والدليل البسط حل عندهم التعامل مع الشعب بالقوة الامنية

    • زائر 19 | 4:31 ص

      عامل مساعد

      هوءلاء ماهم الا عامل مساعد ضد الشعب ومن يقف في صف الشعب وإلا ماذا انجزو للشعب ولا شي وفي المقابل استمرارهم في مناصبهم والسفر بالدرجة الأولي بالطائرة وبالفنادق 5نجوم وكله ببلاش

    • زائر 18 | 4:14 ص

      لب المشكلة في البحرين بأن هناك «تمييز» في كل شيء ولذا وصلنا الى ما نحن فيه الآن..

      عندما يكون التدخل الأجنبي، إيجابياً لصالح النظام يكون تدخلاً حميداً محبوباً، ومرحباً به، وتنقل تصريحاته عبر وكالة أنباء البحرين، وينشر في الصحف المحلية، ولكن عندما يكون تصريحاً منتقداً للخطوات الرسمية، يصبح تدخلاً أجنبياً مذموماً، ويجب أن يطرد سفيرهم، لأنه أصبح «صفوياً» إيرانياً معيناً من قبل «الوفاق»، ومتحدثاً باسم ولاية الفقيه.

    • زائر 17 | 4:13 ص

      هذا أسمه نفاق

      و المنافقون في الدرك الأسفل من النار ... من كام سنة مضت زار الشيخ علي سلمان لبنان و من ضمن زيارته كان لقاءة مع السيد محمد حسين فضل الله ( الله يرحمه) و لكن قامت الدنيا و لم تقعد في البحرين و خصوصا في مجلس النواب و من قبل نواب الكتل الإسلامية بإعتبار هذه اللقاء إستقواء بالخارج و لكن من أثاروا هذه العاصفة ظهروا الآن مع الإرهابيين السوريين و يتفاخرون بأنها أوصلوا أموال لتسليحهم و يتحدثون بإسم شعب البحرين !!

    • زائر 16 | 4:11 ص

      منتصر

      حلال عليهم وحرام علاغيرهم هاذا هوالحق عندهم مشكل .مشكل مشكل

    • زائر 15 | 4:09 ص

      السياسة بعيدة عن بعضهم ..

      يا استاذ هاني ان إلقاء المسميات على اشخاص لا يتمتعون بها فيه من المجاملة الشي الكثير ، فمن عبرت عنهم بالسياسيين اعتقد فيه الكثير من المبالغة ، فالشخص السياسي هو من يملك فكراً مستقلاً يعبر فيه عن رايه دون املاءات من احد ، لكن ما نلاحظه من بعض التصريحات ومن بعض كتبة الاعمدة لا يعطيهم هذه الصفة ! لانهم لا يكتبون ولا يصرحون من تلقاء انفسهم ، وانما الاوامر تأتيهم بذلك ، فاين السياسة من هؤلاء ؟ فانت لا تجد من بعضهم الا فكراً ضحلاً وكلمات مكررة بائسة ليس فيها من السياسة والمهنية ذرة واحدة !

    • زائر 14 | 4:02 ص

      السياسة العاطفية

      هل تعلم ان الطريقة المتبعة لديهم هي التي تعيق الحل؟

      السبب يكمن في اتباع نهج السياسة العاطفية والتي تنتج الفزعة الغضبية ، وهي حتما لا تقود لاتخاذ قرارت سليمة وتربك من يتخذ القرار وتجعله ياخذ قرارت تعمق المشكلة.وقد حصل الكثير منها مثل موضوع الاطباء وتبرئتهم . اتخاذ القرارت يحتاج تفكر وتدبر لمعرفة الاسباب ورؤية الصورة كاملة حتى الغير مقبول فيها والا كيف تعالجها بطريقة سليمة.

    • زائر 13 | 3:52 ص

      مواطن

      بعض التعليقات على هذا المقال تدل على ان صاحبها من جماعة الطفرة السياسية تماما كما هم كتاب الطفره السياسيه او لنسميها الاستحمار السياسي

    • زائر 10 | 2:44 ص

      تصنيف التدخلات فمنها حسن ومنها ضلالة

      ما ارقاك يا ابن الفردان! لقد فرزت لنا اليوم فرزا وصنّفت لنا امرا جديدا وهو ان هناك تدخلا حسن وآخر بدعة وضلال وبالطبع هذا التصنيف غير ثابت لأن هذا البلد لا توجد به ثوابت فحتى القوانين تتغير حسب الطلب والسجن والعقاب وغيرها كل الامور تتغير حسب الطلب
      يحاسب انسان ويسجن على امر ما بينما يكافأ آخر على القيام بنفس العمل ولا تستطيع ان تجد تبريرا لهذا التباين الا شيء واحد وكلمة واحد هي انك في البحرين البلد الذي يطبق فيه حكم يجوز ولا يجوز في نفس القضية

    • زائر 9 | 2:40 ص

      نصيحة عودي للرياضة النسائية ) واجد افضل

      السياسة واهوالها بحر عميق المتمرسون يتعبون من سبر اغواره فكيف بمن جاءت بهم ( الصدفة ) لذلك المعترك الشائك ؟ وما ذكرت يا هاني من تناقضات في حديثهم واطلاع الدول الكبرى على الوضع بالبلد وما يلبثوا ان يستنكروا على خصومهم الأكثر وعيا ودهاءا منهم ، واعني بهم ( المعارضة ) هذا الكلام يغيظهم ولكن هذه هى الحقيقة ، هل يستوي من قضى عمرا في السياسة ومارسها ويمارسها ليل نهار خاصة في ظروفنا الحالية ، ومن جاءت به الصفة لذلك الموقع ؟ والنتيجة ( احراج للجهات الرسمية ) لأن الجماعة بكحلونها يعمونها .

    • زائر 8 | 2:24 ص

      زادو

      كثر المهرجون ياهني

    • زائر 7 | 2:15 ص

      سياسيو الطفرة مثل نواب الطفرة والفزعة

      زيارة نائب رئيس البرلمان وبعض النواب وأحد القضاة لتقديم المساعدات لما يسمى بثوار سوريا أليس ذلك تدخلا في شئون الغير ؟ وكيف يسمحون لأنفسهم بالكلام بأسم شعب البحرين ؟ فشلوا في الداخل ويريدون أن يكون لهم رصيد من خلال تدخلاتهم في شئون غيرهم من الدول؟ من لا يفرق بين التدخل والتداخل كيف له أن يصبح نائبا في برلمان يشرع قوانين لبلاده، لكن الاثنين مثل مثل نواب الطفرة نجمعهم مع سياسو الطفرة تكون البلد في خبر كان.

    • زائر 5 | 1:11 ص

      عجب

      اكبر خيانة وقوف شخص في الكونجرس الاميركي و يطلب بزيادة التدخل الاميركي في بلادة عجب

    • زائر 4 | 12:39 ص

      العنوان

      الفرق بين الوطنية والخيانة قد يبدو صعبا لدى البعض ولكن من يحب وطنه لا يحرقه !

    • زائر 3 | 12:17 ص

      التخبط

      مابنى على باطل فهو باطل لذا تراهم في تخبط وحيص بيص على قولتهم. وللأمانه الدولة تريد نواب مثل هالنواب

    • زائر 2 | 11:59 م

      تعجبني كتاباتك

      الصراحة في الصميم يالفردان ما ادري من وين جايبينهم و خلوهم سياسيون و اقتصادييون و ما ادري شنو و ازيدك يالفردان بعض النواب يرفضون التدخل الخارجي و قوموا الدنيا على التدخل في الشؤؤن الداخلية و رايحين سوريا من كم يوم ما ادري شنو يسوون



      تحياتي للكاتب الفذ و مأجورين

    • زائر 1 | 11:54 م

      كام ممتاز

      التناق ديدنهم واللي ما يعرف ااصقر يشويه
      وهذا منطق لا عق ولا ضمير
      وا حمد لله رب العالمين

اقرأ ايضاً