العدد 3637 - الثلثاء 21 أغسطس 2012م الموافق 03 شوال 1433هـ

لا تتبعوا الفاسقين!

عيسى سيار comments [at] alwasatnews.com

-

لقد أفرزت الأزمة السياسية في البحرين والتي مر عليها ما يقارب من الثمانية عشر شهراً الكثير من الظواهر السلبية، ومنها بروز فئة من الفاسقين والذين يعمل الكثير منهم كـ «بطاقات مدفوعة الأجر» ويتمثل دورهم في نشر الكراهية والفتنة بين مكونات الشعب البحريني مقابل مناصب أو عطايا (شرهات) وخطوات وغيرها وهذه الفئة هي التي أنزل الله سبحانه وتعالى بشأنها الآية الكريمة على الرسول الأعظم (ص) «إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين».

لقد أوجدت مع الأسف الأزمة السياسية والاحتقان القائم في البحرين مناخاً إيجابياً وبيئة خاصة لمروّجي الفتن والكذب، وهم كثر ولكنهم والعياذ بالله كغثاء السيل! ويمكن تقسيمهم إلى أنماط ونماذج عديدة ويمكن للمواطن الحصيف أن يتعرف عليهم من خطاباتهم وكتاباتهم وحواراتهم في المجالس وفي التجمعات أو الساحات ويمكن تقسيمهم إلى نماذج عديدة:-

النموذج الأول:

الدعاة والخطباء: هناك العديد من الدعاة والخطباء التي تنطبق عليهم الآية الكريمة التي ذكرناها في صدر مقالنا، فهم إن حدّثوا كذبوا حيث يستغلون المنابر الدينية في التحريض والتشهير وكراهية الشارع الآخر، ولكن دون أن يقدموا الحلول للخروج من الأزمة السياسية أو الاحتقان الطائفي الذي يعصف بالبحرين، وأن جئتهم بالنصيحة وطلبت منهم أن يوجهوا المسلمين إلى التعايش السلمي والتراحم والمودة اقتداءً بالرسول الأعظم (ص) يقولون لك أنت غير واقعي وعليك أن تتخندق مع طائفتك، وأن علينا أن نحمي طائفتنا ونحصّنها وإلى آخره من الكلام الذي لا يؤدي إلا حتماً إلى شق الصف ونشر التشرذم وضرب الوحدة الوطنية.

النموذج الثاني:

السياسيون: لقد نصّب مع الأسف بعض الأشخاص أنفسهم زعماء سياسيين في ليلة وضحاها وأصبحوا يطلقون التصريحات النارية شرقاً وغرباً، ويعملون على التحريض والكراهية من أجل تحقيق مطالب شخصية أو حزبية آنية أما الوطن فهو آخر ما يهمّهم أو يفكرون فيه، ويعتقدون بأن كل ما ارتفعت أصواتهم وصراخهم كنعيق البوم سيدفع لهم الكثير من العطايا (الشرهات) ونجدهم يجوبون المجالس والساحات غير القانونية، وتجد معظمهم يحمل تاريخاً مظلماً في الاعتداء على حقوق الناس والمال العام وأصبحوا فجأة قادة أو أصحاب حظوة عن طريق نهب المال العام ولا يملك هؤلاء الأشخاص «لزوم المرحلة» أي نقطة حياء في جبينهم لأن من أكل أموال المسلمين بالباطل لن يتردد في أن يكون فاسقاً!

النموذج الثالث: أصحاب المجالس: لقد تبنى بعض أصحاب المجالس مع الأسف الشديد نهجاً سيئاً في التعاطي مع الأزمة السياسية والطائفية في البحرين، فسخّر البعض مجلسه للفاسقين والمحرّضين لنشر الفتنة في البلاد ونشر الكراهية بين العباد فنجد صاحب هذا النوع من المجالس يجلب دعاة وكتّاب وقادة سياسيين ينشرون أفكاراً تهدد بل تضرب السلم الأهلي والتعايش السلمي، ويفاخر أصحاب هذا النوع من المجالس بأن مجلسه هو الذي ساهم في حشد هذا الشارع ضد الشارع المقابل وأن مجلسه يرفض الحوار الوطني ومن يدخل الحوار فهو خائن ويفاخر بأن من مجلسه تنطلق اتهامات الخيانة والتبعية للخارج وغيرها للطرف الآخر.

النموذج الرابع: الكتّاب والصحافيين: هناك بعض كتاب الأعمدة والصحافيين في صحفنا المحلية، من أفرزتهم الأزمة وأصبحوا والعياذ بالله كالفطر المسموم ويعرفهم القاصي والداني بأن جرعة كتاباتهم المسمومة ترتفع وتنخفض حسب قيمة البطاقة المدفوعة الأجر التي يستلمونها وأصبحوا منظّرين وفقهاء في السياسة وهم في حقيقة الأمر مجموعة طفيليين ومتسلقين على حساب الأعراف والتقاليد الصحافية، وأنا أطلقت عليهم كتّاب وصحافيين «لزوم المرحلة» ومتى ما بدأ الحوار الوطني فسيطلب منهم أن يغيّروا بوصلة أقلامهم لتأييد الحوار الوطني وبالطبع سيدفع لهم مقابل تغيير قناعاتهم وقيمة حبر أقلامهم؟! وإذا رفضوا ذلك سيجدون أنفسهم على الرفّ أو داخل «البقشة» وهي عبارة قطعة قماش تضع فيه جداتنا الأغراض التي لا يحتاجونها ويضعونها إما في «الروشنة» أو فوق «المرفاعة»، والمرفاعة هي مصير هؤلاء الكتّاب والصحافيين وإن لناظره قريب.

وبالإضافة إلى ما سبق ذكره هناك نماذج أخرى مثل بعض النواب والشوريين والبلديين ومن يطلق عليهم في هذا الزمن الرديء ناشطون سياسيون، سنتناول دورهم التحريضي في مقال آخر، ودورهم بالمناسبة لا يقل بل هو مكمل للأدوار التحريضية المشبوهة التي تقوم بها النماذج التي استعرضناها.

وهنا نناشد الشعب البحريني الأصيل ومن منطلق الوطنية وحرصنا على التعايش السلمي بين مكونات الشعب البحريني، أن يستخدموا بصيرتهم لا آذانهم عند الاستماع إلى مثل هؤلاء، وأن يتمعنوا جيداً فيما يسمعون ويقرأون، فالتخريب سهل ولكن البناء صعب، كما نناشد الشعب البحريني بأن يستمع جيداً للناصحين الذين قلبهم على الديرة وأهلها ويهمّهم أن يروا البحرين متعافية وفي أبهى حللها، ونقول للشعب البحريني قفوا بجانبهم ووسّعوا دروبهم، امنحوهم الدعم والفرصة لكي ينزعوا فتيل الأزمة في البحرين... فمن يرفع الشراع؟!

إقرأ أيضا لـ "عيسى سيار"

العدد 3637 - الثلثاء 21 أغسطس 2012م الموافق 03 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 27 | 9:24 م

      كلمة حق يجب ان تقال في حق

      بعد ان مارس انواع من الفساد ومنها استخدامه لاسم مستعار في التوقيع على التزامات مالية وبعد فضيحة المشروع طلع من الباب الشرقي بدل من محاكمته طلع لنا في جمعية جدية تحت اسم حقوق الانسان ومن قبل لم يكن له اي دور يذكر في خدمة المجتمع ، بعض المجرمين من سراق الميزانيات اصبح لهم دور اكتب عنهم استاذ عيسى طالما هم يسترزقون

    • زائر 26 | 4:28 م

      أيها البحريني أنت ذلك الشخص

      أنت ذلك الناصح الذي قلبه على الديرة وأهلها ويهمّه أن يرى البحرين متعافية وفي أبهى حللها. فرحم الله صلباً أنجبك، و بطناً إحتواك و ولَدك، و أماً أصيلة أرضعتك لبناً طيباً صافياً و ربّتك على مخافة الله و حب الوطن.فهنيئاً لك يا ابن المحرّق الحبيبة

    • زائر 25 | 1:13 م

      محرقية

      شكرا لك استاذ عيسى شكرا شكرا شكرا

    • زائر 24 | 12:10 م

      حفظ الله البحرين

      يا سيدى كم كنت مؤفق في هذا العمود وفي هذا التوصيف والذي ينبع من شخص وطني أصيل ثابت على قيمة التى تربى وعاش عليها, انه حق ضمير شعبنا الاصيل والذى عاش ولم يعرف هذة التفرقة الطائفية الا بعد دخول الغربان واشكالهم في نسيج هذا الوطن والذي سيرفضهم طال الزمن ام قصر واقول قوله سبحانة وتعالى (فأما الزبد فيذهب جفاءا واما ما ينفع الناس فيمكث فى الارض). سلمت يا ابن ديرتي وسلم كل مخلص لوطننا الحبيب

    • زائر 23 | 7:21 ص

      كاتب شريف

      كم نحن بحاجة إلى أمثالك من المواطنين الشرفاء والكتاب النزيهين الذين

    • زائر 22 | 7:11 ص

      كلهم موظفين حكوميين

      يدفع لهم بمقدار الضرر الذي يسببونه في المجتمع ! الحمد لله أننا عرفنا مقدار حقدهم علينا و أنكشفت خباياهم و عرفنا عدونا من صديقنا

    • زائر 21 | 7:10 ص

      تحياتي الى ابن المحرق الوفي عيسى سيار

      شكرًا لك يا أستاذ عيسى سيار على هذا المقال الرائع و لا غرابة أن تصدر هذه الكلمات من ابن المحرق الوفي الذي يخاف على ديرته و على أهلها الطيبين وهم كثر لكن صوتهم غير مسموع لأن نبرتهم ضعيفة للأسف فأصوات التحريض و التخوين هي الأكثر صخبا و ارتفاعا ، لكنه في النهاية زبد لا قيمة له فالزبد سيذهب جفاء و ما ينفع الناس يمكث في الأرض .

    • زائر 20 | 7:03 ص

      سلمت ياعيسى

      مقالك يشفي الجروح واخلاصك فاق التصور لانك تثبت كل يوم عن معدن البحريني الأصيل الذي يخاف على وطنه وشعبه فأنت حقا تمثل الشعب كل الشعب, فلك التحية والإكبار والشكر الجزيل.

    • زائر 19 | 6:37 ص

      كاتب شريف

      كم نحن بحاجة إلى أمثالك من المواطنين الشرفاء والكتاب النزيهين الذين

    • زائر 18 | 6:21 ص

      مشكله

      من الذى يدفع لهم ؟؟؟؟؟؟؟؟

    • زائر 17 | 5:53 ص

      بوح وطن

      أصبت والله يا بن سيّار..
      وكما يصف المثل الشعبي هؤلاء بــ: "الروس نامت والعصاعص قامت"..
      اكثر ما نحتاجه اليوم هو "التعقل"
      إنهُ لزمن رديء اختلط به الحابل بالنابل..
      لكن الماء لا يخالط الزيت.. وسيأتي زمانٌ على هؤلاء سيكونون كالكِلاب.. بل إن الكلاب أشد كرامةً منهم..

      سيزولُ ليلُ الظالمين،، ويَصحو مع الفجرِ النهارَ..


      تحياتي:
      بوحٌ مِنَ البحريّن

    • زائر 15 | 4:16 ص

      شكرا لكم

      المقال في الصميم
      (المتمصلحون) الكل منهم يبحث عن مصلحته الشخصية ولا يهمه ما يحدث للبلد.

    • زائر 14 | 3:12 ص

      هم الاعداء

      صدقت يا استاد عيسي فيهم .. هم والله اعداء البحرين واعداء كل البحرينين .

    • زائر 13 | 3:00 ص

      بسبب هولاء يضيع الوطن

      ان امثال هولاء لا يهمهم الوطن ولم يفكر فيه يوما ما بقدر ما يفكر في مصالحهم الخاصة ومكتسباتهم الفردية وللاسف الشديد ان يتبعهم اناس لم يجنو منهم فائدة تذكر بل العكس خسرو بسببعم انفسهم واهليهم ووطنهم اتمنى ات يفيق المتبع لهم و
      يتبروا منهم قبل فوات الاوان ويتبرا المتبوعين اصحاب المقالح منهم وهذا ما سيحصل فهل اقاسمو معهم الكعكة السابقة ولن يتقاسمو معهم ما سيجنوه

    • زائر 12 | 2:46 ص

      الاستاذا الكبير الاخ عيسى سيار

      اعجز ان اصف مقالاتك الطيبه الحقيقيه والتي دائما تساعد على تهدئة الخواطر والقلوب والوضع الحالي..هذه يذل على ثقافتك الواسعه وتصيلك العلمي الراقيوتفكيرك السليم ومعدنك الاصيل...شانكم جميع كتاب الوسط تتحدثون بفكر وبدون توتر يذل على وطنيتكم واخلاصكم..اخ عيسى سيار انت نموذج رائع للفكر والعلم والثقافه..اصيل ابن اصول ..تتحدث دائما بلغة الوطن والمواطن الاصيل المحب لبلده .وفقك الله وحماك وساعدك على فعل الخير بهذه المقالات وشكرا جزيلا لك

    • زائر 11 | 2:32 ص

      سلمت ياغيور الوطن

      الحق يعلى ولايعلى عليه لقد اصبت الهدف وغداً يخونوك مثل مااطلقت عليهم الكتاب والكتاب المحسوبون على وجه الوطن. وتبقى الحقيقة كما هي كالشمس المشرقة وشكراً لك على هذه الغيرة الحمية

    • زائر 10 | 2:09 ص

      الفتنة وما ادراك ما الفتنة فقد وصفها الله بأنها اشد واكبر من القتل

      البعض ممن يمارس الفتنة يجهل عقوبتها عند الله ولكن الكثير يعرفون مدى فداحة جرمها وتجريمها وعقابها عند الله فعندما يصف الله الفتنة مرة بأنها أشد ومرة بأنها اكبر من القتل ليس اعتباطا. ولنأتي الى القتل لنرى ماذا اعد الله للقاتل او من يمارس القتل قال تعالى (ومن يقتل مؤمناً متعمّداً فجزاؤه جهنّم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وله عذاباً عظيماً) إذا فجزاء القاتل عمدا هو الخلود في جهنم وغضب الله وتوعده بالعذاب العظيم واذا كانت الفتنة اشد واعظم من القتل فيا ترى ما هو العذاب المتعلق بها

    • زائر 9 | 2:03 ص

      كثر الله من امثالك يا ولد سيار

      البحرين بحاجة الى مثل هذه الاقلام العقلانية الشريفة التي تهمها مصلحة البلاد والعباد واتمنى من بقية الصحفيين من واخواننا السنة ان يتغلبوا غلى حاجز الخوف ويخرجوا من صمتهم لتوعية الشارع بالاخص السني من خطر الفاسقين والمارقين والارهابيين

    • زائر 8 | 1:07 ص

      تحليل راقي ..!!

      المطبلون والمتسلقون علي جراحات الشعوب في كل دول العالم بعد الأمان تراهم يخفون رؤسهم كالنعامه خجلا من سواد وجوههم ,, وهاي اللي عندنا جاي الدور عليهم ,, والسلام

    • زائر 7 | 11:57 م

      مواطن بسيط-عادي-

      تدري ما الذي يطلب ؟ ان يعامل كمواطن (مواطنة حقة متساوية)في عمله في اجرته وهناك من يمثله في البرلمان والحكومة وهو راض عته _مخلص لله ومعين للناس_وان يرى المساواة ولا يرى التمييز وان يرى ان له كرامة وعزة وان تحترم انسانيته وان يرى ثروة البلد لكل اهل البلدوان يعيش الأمان في بيته وفي عرضه ودمه وماله

    • زائر 5 | 11:46 م

      مقال جميل من وطني مخلص

      استاذنا العزيز لي طلب صغير اتمني هو تغيير عنوان المقال ال بطاقات مدفوعة الأجر

    • زائر 4 | 11:30 م

      كثر الله من أمثالك

      شكرا و ألف شكر على هذا المقال الرائع .

    • زائر 3 | 11:21 م

      جديد الظواهر وظاهرها الجديد

      االظواهر في المجتمعات كثيرة، فقد يتنافس اثنان على التفسير السريع للوجبات مدفوعة الأجر، الا أنه " ليس كل قديم أصيل ولا كل دخيل جديد".
      فقد دخلت الوجيات السريعة والبطائق الائتمانية "آجلة الدفع" والمدفوعة من باب التجارة ولم يكن باب الأخلاق والقيم الفضيلة مطروقاً ولا مشرعاً لها.
      فالظاهرة الاولى صلتها وعلاقتها بالمعدة، أما الظاهرة الثانية فلشراء المأكل والمسكن والملبس.
      الجديد في الظاهرة التي ظهرت أنها لا تبدو مدفوعة الأجر، فهل من الوجبات السريعة أم الى البطائق مؤجلة الدفع؟

    • زائر 2 | 11:04 م

      كلمة حق وفي الصميم

      لقد وضعت إصبعك على الجرح بفن كاتب حقيقي صراحة ووطني . بارك الله فيك والشكر لمن انجبت ومن ربى من والديك

    • زائر 1 | 10:45 م

      واحد

      نسيت بعض التجار وأصحاب المصالح الاقتصادية؟

اقرأ ايضاً