العدد 3652 - الأربعاء 05 سبتمبر 2012م الموافق 18 شوال 1433هـ

الفتن الطائفية والدينية... وعلاقتها بالأهداف الإنسانية!

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

إن المتأملين إلى ما يجري في ساحتنا المحلية والإقليمية والعربية والإسلامية، يجدون بروز ظاهرة جديدة لم تعهدها الشعوب العربية والإسلامية من قبل، وهذه الظاهرة الغريبة وظفت من أجل تسريع وتيرة تفشيها في الأوساط الاجتماعيات، الإمكانيات البشرية والمادية الكبيرة، وطوعت لها مختلف التقنيات الحديثة والتكنولوجيات المتطورة والإلكترونيات ذات الجودة العالية، ورصدت لها الأموال الكثيرة التي قد تصل إلى مليارات الدولارات الأميركية، من أجل أن تتمكن من شراء الإمكانيات البشرية والمادية على حد سواء، لتحقيق أهدافها الهدامة غير المعلنة، وتسعى بكل جد نحو تدمير الأخلاقيات والأدبيات الإنسانية والتاريخية والدينية السوية، التي من خلالها ترسخ العلاقات الإنسانية بين مختلف مكونات المجتمعات الإنسانية، والتي تركز دائماً على المشتركات الكثيرة والعناوين الكبيرة التي تؤمن بها جميع الطوائف والأعراق والمذاهب، والتي بإمكانها تأليف القلوب، والابتعاد عن كل اختلاف من شأنه تعكير العلاقات الإنسانية بين شعوب الأرض.

وتبتعد كلياً عن الاختلافات الفرعية الصغيرة التي إذا ما تم التركيز عليها بشكل غير واقعي وطرحها بأنها من صلب العقيدة، ويصور للناس أن من دونها يعد خروجاً عن الملة، وأن التغافل عنها أو تجاهلها يعتبر تنازلاً عن المرتكزات الأساسية في الدين أو المذهب، وتستخدم في الترويج لتلك الأفكار غير السوية بعض المصطلحات والمفاهيم الإسلامية من أجل دغدغة مشاعر بسطاء الناس.

ويستعمل الدين الإسلامي الذي لعب دوراً بارزاً في توحيد المجتمعات الإنسانية بعد أن كانت طرائق قدداً لا حول لها ولا قوة بسبب اختلافاتها وخلافاتها العميقة، استعمالاً معاكساً تماماً للإرادة الإلهية، ويجعلونه سبباً في تفريق الشعوب العربية والإسلامية مذهبياً وطائفياً وعرقياً وعشائرياً وقبلياً، وتشعل في سبيلها الحروب الطاحنة بين مختلف الأطراف التي لا تتناغم مع أهدافها البغيضة، ويحرق فيها الأخضر واليابس، وتزهق الأرواح البريئة وتغصب الأموال والممتلكات وتنتهك الحرمات، ويرجع نهج الجاهلية الجهلاء المدمر الحاقد والمبغض للإنسانية الواعية، وتلمع تجاوزاتها وانحرافاتها الدينية وسائل إعلامية متطورة من فضائيات وصحف وإذاعات، تختفي فيها الثقافات الواعية والنقاشات الهادفة والأفكار النيرة، ويزداد فيها السباب والشتائم وسوء الظن والتحريض على الفتنة الطائفية والمذهبية، وتكثر فيها الأكاذيب والافتراءات والخزعبلات والتدليس وتحويل الحق باطلاً والباطل حقاً.

إن الجهات التي نذرت نفسها لضرب التلاحم الوطني، بإثارة الفتن الطائفية البغيضة بين فئات المجتمع، لم تفلح في إقناع القسم الأعظم من الناس بأفكارها السلبية التي لا تعتمد على الأسس المنطقية الرزينة، والتي تبتعد مسافات طويلة عن المفاهيم الإنسانية والإسلامية والوطنية الحقيقية.

لاشك في أن قلوب الأوفياء لأمتهم تعتصر ألماً من كثرة الضحايا الأبرياء من الرجال والشيوخ والنساء والشباب والأطفال الذين يصرعون في مناطق عديدة من وطننا العربي والإسلامي، والذين بتساقطهم تفرح وتسر الدوائر الصهيونية التي تتربص بالأمتين العربية والإسلامية وتتحين الفرص للفتك بأبنائها من دون رحمة.

بالأمس القريب كانت المحبة والمودة سائدتين بين المجتمعات العربية والإسلامية، واليوم حلت محلهما البغضاء والشحناء، ممن سعى ويسعى في خراب العلاقات الإنسانية في الأوطان العربية والإسلامية. فكيف استطاع التغلغل في مجتمعاتنا بهذه القوة، والعبث فيها بهذه الصورة المخيفة؟ كيف ينظر إلى هذا التناغم الكبير بين الأهداف الصهيونية الحاقدة وأهداف من يقوم بإثارة الفتن الطائفية بين المجتمعات العربية والإسلامية؟ هل جاء مصادفة أم هناك تنسيق بينهما لإضعاف أمتنا من الداخل؟

تساؤلات حائرة تدور في أذهان الكثيرين من العقلاء، يبحثون من خلالها على إجابات واضحة، لتزيل من أذهانهم اللبس والحيرة.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 3652 - الأربعاء 05 سبتمبر 2012م الموافق 18 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 4:26 ص

      من المسؤال ؟

      من المسؤال عن انحراف فكر الشبب او ادخال المعلومات الخاطئة فيه ؟ استاذ سلمان في مدينة عيسى كم من شاب يحمل افكار منحرفة وخاطأ يروجها بين زملائة من المسؤال عنها ؟ لماذا نسمح لاشخاص يروجون افكارهم المسمومة بين الناس ونسكت فقط لانهم "شخصيات مهمة " ؟لماذا لا نوقف كل شخص يبث افكاره المسمومة بين الناس ؟ ليس فقط بين الطائفتين بل حتى في اطائفة الواحده

    • زائر 4 | 2:39 ص

      الفهم المعكوس للدين الاسلامي

      ما يحصل للمسلمين من احتراب وفتن بل وقتال وقتل ودماء هو بسبب جهل البعض بالاسلام وهذا الجهل ليس جهلا عاديا بل جهل مركب لذلك أول ما يتبادر
      لهؤلاء في حال اختلافهم مع الآخر هو تصفيته والقضاء عليه وابعاده عن الساحة. وهذا التصرف من تصفية وابعاد هو دليل على عدم مقدرة هؤلاء من مقارعة الآخرين بالحجة والمنطق. لذلك يلجأون الى اقصر الطرق وهو التخلص من الآخر، جاهلين انهم بتصرفهم هذا قد خسروا الدنيا والآخرة لأن حرمة الدماء عند الله لا تعادلها حرمة وذنبها من الكبائر المخلدة في النار

    • زائر 3 | 2:12 ص

      .

      الطائفية اذا ما تحصل طائفة تستجيب كبيئة خصبة ما تؤتي ثمارها واحنا في البحرين الزود عندنا ..
      بالرغم من التهم واسطوانة ايران تنعاد لكن الجماعة مو جايين يفهمون.
      يابون الا ان يعيشوا عبيد..

    • زائر 2 | 1:10 ص

      خطيب

      منيسوي الفتن الا خطباء المنابر راجع شريط الخطب يوم الجمعة

    • زائر 1 | 12:35 ص

      إسرائيل وإيران

      إسرائيل وإيران هم السبب
      فمن وجهة نظرهم وهي صحيحة فأن القاتل والمقتول عرب و هاذا في مصلحتهم جميعاً
      والمشكلة هنا ليست فيهم بل فينا كعرب
      فأما إننا لا نفهم مايدور حولنا
      أو نفهم ولكننا عاجزين عن التصدي لهذه المشاريع
      الصهيونية والصفوية وفي كل الحالتين ندفع الثمن
      من أمن ومستقبل أوطاننا

اقرأ ايضاً