العدد 3654 - الجمعة 07 سبتمبر 2012م الموافق 20 شوال 1433هـ

جراح فرنسي: جهاديون من العراق وأفغانستان والشيشان وليبيا ينضمون للقتال في حلب سعيا لاقامة دولة إسلامية

قال جراح فرنسي قام بعلاج مقاتلين في حلب إن مقاتلين اسلاميين يسعون لتحويل سوريا الى دولة دينية يتزايدون في صفوف المعارضة المسلحة التي تقاتل لاسقاط الرئيس بشار الأسد ويعتقدون انهم يخوضون "حربا مقدسة". وعاد جاك بيريه الذي شارك في تأسيس منظمة أطباء بلا حدود الخيرية من سوريا مساء أمس الجمعة بعد أن أمضى اسبوعين يعمل سرا في مستشفى بمدينة حلب المحاصرة في شمال البلاد. وفي مقابلة مع رويترز بشقته في وسط باريس قال بيريه (71 عاما) إنه على خلاف ما شاهده في زياراته السابقة الى حمص وإدلب في وقت سابق من العام الحالي فإن نحو 60 في المئة ممن عالجهم هذه المرة كانوا من مقاتلي المعارضة نصفهم على الأقل ليسوا سوريين. وقال الطبيب "في الحقيقة كان ما رأيته شيئا غريبا. إنهم يقولون بشكل مباشر إنهم ليسوا مهتمين بسقوط بشار الأسد بل مهتمون بكيفية الاستيلاء على السلطة بعد ذلك وإقامة دولة اسلامية تطبق الشريعة لتصبح جزءا من الإمارة العالمية." ومن بين الجهاديين الأجانب شبان فرنسيون قال انهم يستلهمون نهج محمد مراح وهو متشدد اسلامي من تولوز قتل سبعة أشخاص في مارس آذار باسم تنظيم القاعدة. ودأب الاسد على القول بأن الانتفاضة المستمرة ضده منذ 17 شهرا هي من صنع أشخاص يصفهم بأنهم "إرهابيون مدعومون من الخارج" وان قواته تعمل لاستعادة الاستقرار. وقال بيريه انه أثناء زياراته السابقة لسوريا في مارس آذار ومايو ايار رفض ما ردده البعض من أن المقاتلين الاسلاميين يهيمنون على المعارضة المسلحة لكنه الآن مضطر لإعادة تقييم الوضع.

 وتعزز رواية الطبيب ما يتردد بشأن أدلة على أن الصراع ضد الأسد يجتذب فيما يبدو أعدادا أكبر من العرب والمسلمين كثيرون منهم بدافع ديني لآداء واجب الجهاد والاستعداد للتضحية من أجل الإسلام. لكن رغم ان بعضهم جهاديون محترفون ومقاتلون سابقون في العراق وأفغانستان والشيشان وليبيا جلبوا معهم مهاراتهم في القتال وصنع القنابل مما أثار قلق الحكومات العربية والغربية التي تشيد بالمعارضين إلا أن كثيرين ليس لديهم ما يقدمونه للسوريين سوى الدعاء والنوايا الحسنة. وتحدث بيريه عن علاج العشرات من هؤلاء الجهاديين من دول عربية أخرى لكن ايضا كان بينهم على الأقل شابان فرنسيان. وقال بيريه "بعضهم كانوا فرنسيين ومتعصبين تماما بشأن المستقبل... كانوا حذرين للغاية حتى مع الطبيب الذي يعالجهم.

 

لم يثقوا بي لكنهم أبلغوني ذات مرة أن محمد مراح نموذج يحتذى." وعلى مدى سنوات عبر بيريه عن قلقه من أن المتطرفين الاسلاميين الفرنسيين الذين يسافرون الى مناطق تفتقر لحكم القانون سيعودون لتدبير وتنفيذ هجمات في بلدهم. وسافر مراح الى أفغانستان وباكستان لتلقي تدريبات.

وفي زياراته السابقة عمل بيريه في مستشفيات متنقلة لكنه قال انه في هذه المرة كان يستقبل ما يصل الى 40 مصابا يوميا في مستشفى عادي تحت سيطرة المعارضة المسلحة في حلب. وأضاف انه كان عالج مدنيين اصيبوا اثناء وقوفهم في طوابير للحصول على الخبز في مركز تسوق عندما تعرض للقصف. وقال "قتل الخباز. كان رجلا نحيلا يغطيه الطحين تماما وجسده ملطخ بالدماء وبه ثقوب ناجمة عن الشظايا. كانت صورة صادمة ومؤلمة." وأضاف قائلا "ما يتعين أن يعرفه الناس هو ان عدد القتلى أكبر بكثير مما يعلن.

أقول ان عليك أن تضاعف الرقم كي تحصل على العدد الحقيقي." ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان ان أكثر من 23 ألف شخص قتلوا في الانتفاضة. وفر أكثر من 200 ألف سوري الى دول الجوار تركيا والعراق والأردن ولبنان. وقال بيريه الذي دخل سوريا عبر الحدود الشمالية مع تركيا ان لديه أيضا مؤشرات الي أن أنقرة تحاول منع السوريين الفارين من عبور الحدود. واشار الى حقيبته التي يحمل بها أدواته الجراحية وحذائه وملابسه الملطخة بالطين وهو يقول ان القوات التركية غمرت منطقة ريحانلي الحدودية بالماء حتى تجعل من الصعب على اللاجئين عبور الحدود دون اكتشاف أمرهم. وقال "قبض علينا الجيش التركي. استغرق الأمر 20 ساعة لعبور الحدود وفرضوا علي غرامة 500 دولار لعبور الحدود بصورة غير مشروعة. غمروا الحدود تماما بالمياه حتى يتمكنوا من سماع من يعبر ومن يقبضون عليه يردونه على عقبيه." 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً