العدد 3666 - الأربعاء 19 سبتمبر 2012م الموافق 03 ذي القعدة 1433هـ

الموت وجعاً

مريم أبو إدريس comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

قبل أيام مرت الذكرى الثلاثون لمجزرة صبرا وشاتيلا، بهدوءٍ تام، وسط انشغال الأمة العربية والإسلامية بصراعاتها الآنية ومواجعها القائمة، بتخبطاتها وهفواتها، بتكالب بعضها على البعض الآخر، وتحالفات ما عادت تشبه أمتنا قبل ثلاثين عاماً.

صبرا وشاتيلا لو أراد العرب لجعلوها ملحمةً خالدة، لكنها الشاهد الأخير على الخذلان، وعلى سياسة الإفلات من العقاب التي تتخذها السلطات العربية جميعاً شريعةً لحكمها.

بدمٍ بارد، وعلى مدى ثلاثة أيام، ذبح الناس بالجملة من دون أن يتحرّك الضمير العربي الذي يقضي مذ ذاك الوقت قيلولةً أبدية، يصادف أن لا موقف رسمياً اتخذ في هذه الذكرى، فيما لايزال العشرات من الفاقدين والمتضامنين يعتصمون في مدن فلسطينية متفرقة، مذكّرين بمجزرة صبرا وشاتيلا... المجزرة الأكثر وجعاً والمجازر التي لحقتها ومازالت مستمرةً في هدر دم إنسان فلسطين.

قبل أسبوع، كتب الكاتب البريطاني روبرت فيسك مقالةً بعنوان «من يتحمل وزر صبرا وشاتيلا؟»، واختتمها بعبارة اقتبستها بيان الحوت - وهي أرملة سفير منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت - في ختام كتابها من الحاخام إبراهيم الذي قال: «في المجتمع الحر، البعض يتحمل الذنب، ولكن الجميع يتحمل المسئولية»، فأين مسئوليتنا كمسلمين وعرب من المجازر التي تنفذ في الشعب الفلسطيني؟ وأين مسئولية العالم من الدماء التي تُراق من دون توقف؟ إن كان العالم عاجزاً بعد ثلاثين عاماً عن ملاحقة المجرمين في مجزرة دموية راح ضحيتها 3500 - 5000 شخص بين أطفال ونساء ورجال وشيوخ، كانوا جميعاً عزّلاً إلا من رعبهم. قصص الناجين موجعة. كثيرٌ من الأطفال اشتعل رأسهم شيباً بعد المجزرة مباشرةً. وتفاصيل بشعة لموتٍ باردٍ خيّم على مخيّم اللاجئين الهاربين من الرمضاء للنار... ومن موتٍ محتملٍ إلى موتٍ محتّم، ومازالت الجثث الملقاة على قارعة الطريق منذ ثلاثة عقود تنتظر أن ينصفها أحد، أن يواري سوءات تلك الليالي الباردة التي رمى فيها الموت خطافاته حول أرواحهم التي كانت آمنةً حتى ليلة السادس عشر من سبتمبر/ أيلول.

بعد كل تلك السنوات... هل نجد موقفاً عربياً إسلامياً ينهي معاناة الآلاف من الناجين من تلك المجزرة ويعطي بعض السلام لضحايا المجزرة المرعبة.

إقرأ أيضا لـ "مريم أبو إدريس"

العدد 3666 - الأربعاء 19 سبتمبر 2012م الموافق 03 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:19 ص

      هل تعلم

      لا أدري إن كانت تعلم الكاتبة أم لا إن من قتل في صبرا و شتيلا هم لبنانيون من بيروت الغربية يعني أنهم من الطائفة السنية و فلسطينيون كذلك من الطائفة السنية فلماذا تتعب تفكيرها فيهم و لماذا تستهلك كل هذه الخلايا في الدفاع عنهم أو إستذكارهم في حين يموت كل يوم العشرات على يد المخابرات الإيرانية و قوات الأسد في سوريا و العشرات الذين يعلقوا على الرافعات في عربستان الأحواز على أيدي الباسيج الأجدر أن تلتفت لهم ما دام لديها كل هذه الحمية و الغيرة على الإنسان. عجبي

اقرأ ايضاً