العدد 3686 - الثلثاء 09 أكتوبر 2012م الموافق 23 ذي القعدة 1433هـ

سور مجلس الشورى المنيع ضد الزيادات المرتقبة

أحمد العنيسي comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ينعقد مجلسا الشورى والنواب في دور الانعقاد الثالث في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2012. والغريب في الأمر أن الجمهور لم يتفاعل مع خبر دور الانعقاد هذا، وكأنه خبر عادي، والسبب كما يبدو قناعة الجمهور بأن المجلسين لا يقدمان ولا يؤخران من قضايا المواطن، وليس لهما دور في السياسة العامة للبلد، ويعملان أحياناً كثيرة ضد المواطن وليس لأجله، والدليل في هذا الموضوع الذي نتطرق إليه.

مع أن الكثيرين من أبناء المجتمع البحريني لم يعقدوا الأمل على المجلس المذكور لمساعدته في حل مشاكله، سواء السياسية أو المجتمعية أو الدستورية أو المالية المتعلقة بالمعيشة، وهذا يشعرنا بالألم والخيبة عندما نجد من يجب عليهم الذود عن المواطنين، يستميتون دفاعاً عن الحكومة مثل جدار برلين.

إذا كانت مختلف الجهات، الشورى والنواب والحكومة، تتكاتف على المواطنين، فيمكننا القول إن هذه الاستراتيجية لا تؤسس لقيام نظام ديمقراطي أو دولة مدنية، مادام هناك شعور عام لدى الشارع بأن كل الجهات الرسمية تعمل على خلاف مصلحته.

لقد دعا الإسلام لإرساء الشورى، لإعطاء الأمة رأيها في القضايا السياسية والاجتماعية والتشريعية، فضلاً عن السياسة العامة والمالية، والأخيرة ترتبط بوضع الناس المعيشي، الذي يرتبط بدوره بالدخل والراتب الشهري. ومتوسط الرواتب للسواد الأعظم من المواطنين لا يتعدى 500 دينار، وبالكاد يغطي مصاريف أسرة تتكون من 4 أفراد في ظل تضخم الأسعار لكثير من المواد.

وإذا كانت بعض الزيادات الأخيرة ساهمت في تخفيف العبء قليلاً عن المواطنين، إلا أن تأثيرها انحسر في ظل ارتفاع الأسعار الجنوني لكثير من المواد الاستهلاكية. ولهذا أصبح المواطن أكثر عجزاً مما سبق في ظل زيادة متطلبات الحياة الحديثة وأعبائها.

حينما كان متوسط الرواتب 200 دينار قبل عشرين سنة، كان سعر كيلو السكر 200 فلس، وكيلو السمك دينار، وكيس الرز ما يعادل 10 دنانير، بينما الآن بعد ارتفاع الرواتب للضعف ارتفعت الأسعار بمقدار الضعف أيضاً إن لم يكن أكثر. فكيلو السمك قفز إلى ما يعادل 5 دنانير، وكيس الرز إلى 24 ديناراً، وعلبة الدهن كانت بسعر 800 فلس فتجاوزت الدينار ونصف الدينار. وقس على ذلك الحليب والخضراوات والفواكه وغيرها من المواد الغذائية. حتى الثوب كانت تُفصَّل بمبلغ 5 دنانير والآن تكلّف 15 ديناراً، والحذاء كان بسعر 5 دينار وأصبح الآن 20 ديناراً، ناهيك عن قيمة تذاكر السفر والسيارات التي قفزت لثلاثة أضعاف التكلفة.

هذه الأرقام تعطي مؤشراً حقيقياً لأعضاء مجلس الشورى بأن المواطن لا يطالب بأكثر من حقه في عيش كريم، وأن لا يقفوا حائلاً دون تحقيق مطالب الناس بتحسين معيشتهم بزيادة الرواتب. فلا يجوز ممن يفترض به الدفاع عن المواطن، أن يساهم في فقره وعوزه.

نتفهم جيداً في تصلب الشوريين في بعض المواقف السياسية بهدف تمرير قوانين تريدها الحكومة كقانون الأحوال الشخصية والتجمعات والمسيرات، والتصدي للقوانين التي تخدم المواطنين كقانون التمييز والقوانين المتعلقة بحرية التعبير، لكننا لا نعذرهم في الوقوف ضد زيادة رواتب المواطنين ورفع سقف معيشة المواطنين، رغم أنه لا يقارن بمستوى حياة أشقائنا الخليجيين.

يؤسفنا القول إن هذه المجالس لا تعمل فيما يخص مصلحة المواطن، وإنما تتصدى لزيادة رواتب المواطنين أو تتفنن في تمييع القوانين وتمطيط الحقوق، وتأجيل الزيادات أو تسويفها بأعذار واهية.

إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"

العدد 3686 - الثلثاء 09 أكتوبر 2012م الموافق 23 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 6:56 ص

      طبعا للقطاع العام فقط

      طبعا الزياده المتنازع عليها للقطاع العام فقط ولكن القطاع الخاص 200 دينار اللي قبل العشرين سنه هي للحين ترى . علما ان اكثر المواطنين يعملون في الخاص .ولاد البطه السوده احنا

    • زائر 7 | 4:18 ص

      كلام صحيح

      نشكرك على المقال الشيق والذي يضرب في الواقع المرير الذي يعشه المواطن في هذا الوطن الجريح.لان جميع النواب المنتخبين بالغفله والشوريين الكل يعمل لصاله وليس لشعب. عجل لماذا الشعب اليوم مصمم على الا يتنازل عن حقوقه برغم عدد الشهدا ولكن يا اخي المصيبه في الناس الذي لم تعي حتى اليوم بان حق الجميع مسلوب,والمشكله الكبرى ان البعض يصدق بعض المشايخ المتمصلحين من هذا الوضع المزري في البلد.

    • قلم أسود | 3:41 ص

      هل لديهم سلطة اتخاذ القرار

      للأسف فإن أعضاء مجلس الشورى معين بالكامل ولعضو المجلس امتيازات ووجاهة يخاف أن يخسرها إذا اعترض على قرارات من يعينه والذي لن يتردد عن اقصاء من يخالفه في الرأي والقرار .
      أما بالنسبة للنواب فلا يقلون خوفاً على اقصاءهم من المجلس عبر أساليب عدة تتخذ في الانتخابات للسيطرة على المجلس ذو الصلاحيات شبه المعدومة فينصاعون ويميلون لأوامر الحكومة التي بدورها ترفض الزيادات إلا حينما تطلبها هي فقط وعندما تعلم أنها زيادة غير حقيقية .
      وكان الله في العون

    • زائر 5 | 3:00 ص

      دكتور لا تتوقع الخير منهم

      وظيفتهم خدمة الحكومة فلا تتعجب من وقوفهم ضدك. ما تشوف اكثر بياناتهم استنكار على الشعب وتلميع صورة الحكومة. وفي يوم اقرار الزيادة سيتفاخرون بالحكومة ونظراتها الثاقبة وحل مشاكل هموم المواطنين... الخ
      ستراوي

    • زائر 4 | 1:37 ص

      سنابسيون

      خل ينعقد المجلسين ويقولون ويسوون اللي يبون احنا وش جانا من وراهم غير البلاوي والله الديره بدونهم كانت واجد احسن

    • زائر 3 | 12:47 ص

      كما ذكرت دكتور

      سوف يتفنون في وضع تقسيم الزيادة حسب جداول الدرجات. مثلا من درجة 1-4 زيادة 15% ، ودرجة 6-10 زيادة 8 %. للاسف ذكائهم يترسخ في اضطهاد المواطن وتمطيط وتأجيل الزيادة.
      حسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 2 | 12:47 ص

      صح إلسانك وقلمك

      الله يكون في العون حياتنا صارت كلها سلف في سلف وأصحاب المعالي النواب والشورى في سبات الا بنغزه من الحكومة

    • زائر 1 | 12:43 ص

      الشيء المثير زيادة الشورى

      تابعنا اقرار زيادة مجلس الشورى التي تم تفعيلها في جلسة واحدة، بينما زيادة الشعب من لجنة الى لجنة ومن مجلس لآخر حتى ينشف ريق المواطن وينازع حت الموت.
      هل هؤلاء يتم أمنهم على مقدرات الشعب!

اقرأ ايضاً