العدد 3686 - الثلثاء 09 أكتوبر 2012م الموافق 23 ذي القعدة 1433هـ

الوضع الصعب

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

من الصعوبة جدا أن نطلب استضافة أية بطولة عالمية كانت أو خليجية في ظل الحالة المتردية التي تعيشها الرياضة البحرينية والتي لا تتحمل في الأساس أية تبعات إضافية نظرا للأمراض المستشرية فيها، وأقصد هنا بطولات كرة القدم، إذ أصبحت استضافة البلد لأي بطولة محل شك، في ظل الإمكانات البسيطة التي تمتلكها البحرين لعقد مثل هذه الدورات، والتي بسببها تؤدي إلى حالة من الشلل التام في مسابقات الاتحاد المعني، وهذا ما يحدث على أرض الواقع، إذ أجبرت بطولة الخليج المقبلة «خليجي 21» اتحاد اللعبة على إجراء تغييرات كثيرة في جداول مسابقاتها وملاعبها، بسبب غياب المنشآت القادرة أساسا على استيعاب مسابقات الاتحاد المتنوعة، وليس بطولة الخليج أيضا.

بطولة دولية واحدة لم تؤثر فقط على مسابقة واحدة، إذ استدعى ذلك تحويل المسابقة الأكبر «دوري فيفا» إلى ملعب واحد فقط وهو ملعب المحرق، وياله من ملعب، إذ لم تلعب المسابقة سوى مرحلتين حتى تأجل الدوري بسبب سوء الأرضية أساسا والتي جلبت الانتقادات من كل حدب وصوب.

بطولة دولية واحدة أجبرت الاتحاد على لعب مباريات دوري الظل ولايزال في ملعب لا يشتمل على جميع اشتراطات السلامة فيه، وخصوصا الأمنية منها، وسط الاحتجاجات الشعبية التي تعيشها تلك المناطق بشكل يومي وتؤثر على إقامة المباريات عليه، كما حصل في الأيام الماضية جراء عبوات الغاز التي كانت تسقط على الملعب من مصدر مجهول.

بلد بأكمله تعود أن يلعب على ملعب واحد فقط، وإن تعطل هذا الملعب فإن المباريات تعاني التأجيل أو النقل من مكان لآخر، وكأن الأندية (تشحت) لتلعب، والأدهى من ذلك فإن هذا الملعب يستخدم في كل شيء، غريب أمرنا يا جماعة، فما لدينا سوى منشآت رياضية متهالكة، أندية نموذجية ضعيفة الإمكانات، مراكز شبابية فقيرة، أندية تعاني إهمالا واضحا ومقصودا، كلها أمور تحبط الإنسان البحريني الساعي إلى خير هذا البلد، غير أن آخرين لا يسعون نحو ذلك وإنما يحبون الخير لأنفسهم فقط.

موضوع المنشآت الرياضية أحد الموضوعات المهمة والشائكة التي لو لقيت الاهتمام المفروض من قبل المعنيين، سيكون ذلك بمثابة الطفرة النوعية في رياضة البحرين التي نتمنى لها كل خير، ما بالنا ونحن في دولة تعد من أقوى البلدان المصدرة للنفط ونصرف أموالنا على أمور أخرى، لا نملك حتى مدينة رياضية جديدة واحدة تحمل آمال وتطلعات الرياضيين وتقفز بهم إلى المنافسة مع الجميع، حتى مدينة الشيخ خليفة الجديدة تكاد تكون منشأة قديمة قمنا بترميم ما يمكن ترميمه، وإعادة فقط ما عفا عليه الدهر، وهذا ما يحدث تماما الآن في الاستاد الوطني استعدادا للبطولة الخليجية.

إن موضوع المنشأة الرياضية الخاصة بكرة القدم، أصبح من الضرورات المطالبة فيها الدولة بتنفيذها سريعا، ليس فقط لتحقيق النجاح الكامل في البطولة الخليجية المقبلة، وإنما القصد من هذه البطولات هو الاستفادة في مسابقات كرة القدم المحلية، وبالتالي تطوير كرة القدم البحرينية، إذا ما عرف بأن تطوير وليس «ترقيع» المنشآت الرياضية -كما هو حاصل لدينا الآن- يعد أحد أهم الأمور الضرورية لتقدم وتطور الرياضة في أي بلد، وبالتالي فإن من أهم هذه الأمور التي يجب أن يتم الاتجاه إليها، هو بناء استادين رياضيين لكرة القدم في المحافظات الخمس، في خطة طموحة جدا تخدم كرة القدم في جميع هذه المحافظات، وليس في إحداها، كما يجب تطوير استادي ناديي المحرق والأهلي ليكونا على مستوى جيد لإقامة المباريات، ليكون ذلك طريقا لاستضافة أية بطولة، وتطوير المسابقات المحلية.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 3686 - الثلثاء 09 أكتوبر 2012م الموافق 23 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:25 ص

      عجيب

      ليست الامكانيات وحدها العائق في وجه استضافت اي بطولة ...فهناك الكثير من المعوقات منها عدم وجود اللاعبين في الالعاب فقد كانت البحرين تتميز في العاب الصالات ولكن بعد التطهير العرقي في المنتخب بكل اقسامة اصبح منتخبنا ينافس على المركز الاخير في كل بطولة

اقرأ ايضاً