العدد 3696 - الجمعة 19 أكتوبر 2012م الموافق 03 ذي الحجة 1433هـ

السراب

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

تم الإعلان والتصريح والتأكيد والتشديد ولم تترك أي كلمة يمكن أن تقال في هذا المقام إلا وقيلت، فالبحرنة أولوية قصوى ولكن هذه البحرنة هي بالضبط سراب لا يرى، فشركات كبرى وأخرى متوسطة توظف الأجانب وبعضهم من العمالة السائبة في مواقع عمل يمكن لأي بحريني أن يشغلها، ويتقاضى هؤلاء رواتب مجزية.

ولكن لا عجب ولا غرابة من ذلك، فالشركات التابعة للدولة أو التي تمتلك الدولة جزءاً منها هي الأخرى تسير في الاتجاه نفسه.

إحدى الشركات تقوم بتوظيف أجانب وآسيويين محل البحرينيين المتقاعدين وذلك في إطار تطوير البحرنة، والشركة نفسها تقوم باستئجار عمال وبعد فترة يستقليون من الشركة الأم ليتقاضوا مرتبات تعادل 300 في المئة أو أكثر بعد توظيفهم بشكل مباشر في الشركة.

ولكن ذلك أيضاً لن يستغرب إذا ما لاحظنا عملية البحرنة الكبيرة في عدد من المؤسسات الحكومية ومنها وزارة الصحة وهنا لن أحتاج للكثير من الكلام، فنسبة البحرنة بعد جهد جهيد في مجال التمريض وصلت إلى نحو 60 في المئة أو أكثر ولكن في زيارة واحدة لمجمع السلمانية الطبي ستشاهد ماذا يجري؟

ففي زيارة واحدة لأحد الأقسام بمجمع السلمانية الطبي قمت بها قبل فترة قصيرة كانت الملاحظة التالية «المرضى أجانب ولا أعلم ما إذا كانوا أجانب أم أن لباسهم ولغتهم أجنبية فقط، بالإضافة إلى أن الممرضات من الآسيويين وبعض الأطباء أيضاً أجانب»، وبهذا المنظر والموقف تأكدت تماماً أن البحرنة تسير في الاتجاه الصحيح وأن التصريحات كلها كانت أكيدة وصريحة في عالم السراب.

وصادفت قبل أيام ولي أمر طالبة حاصلة على معدل تراكمي في الثانوية العامة ينقص عن الـ 90 في المئة ببعض الدرجات ليتحدث مستغرباً أن ابنته «لم تقبل في معهد البحرين للتدريب». ويقال وعلى وزارة التربية والتعليم أن تؤكد أو تنفي أن هناك عشرات الطلبة والطالبات من مثلها وهم أدوا امتحانات القبول وحصلوا على درجات جيدة ولكنهم لم يقبلوا، والسبب يبدو أنه السراب؟ سراب الشفافية والعدالة، فالحديث نفسه يتحرك نحو قبول أشخاص لم ينتهوا من الثانوية العامة في برنامج الدبلوما الوطنية. ومطلوب من وزارة التربية والتعليم تأكيدها ومحاسبة المقصرين أو نفسها وإثبات ذلك.

الحج محطة رحمانية

تتلاطم الأحداث في حياة الإنسان، يلتفت يمينه وشماله بحثاً عن مخرج مما هو فيه وقد يتعب نفسه بمشقة كبيرة في طريق ظناً منه أنه يخرجه مما هو فيه إلا أنه في نهاية المطاف يكتشف أن كل ما قام به ما هو إلا شقاء له.

ولأن رحمة الله واسعة شرع سبحانه وتعالى محطات يتزود فيها الإنسان الزاد الذي يساعده على المسير وسط الأحداث المتلاطمة، ومنها موسم الحج الأكبر الذي يستعد حجاج بيت الله الحرام لأداء مناسكه بعد الانتهاء من أعمال العمرة على أن تكتمل قوافل هذه الأيام.

موسم الحج الذي يكون فيها كتف الغني بكتف الفقير، ويكون فيه الضعيف إلى جنب القوي، والأسود برفقة الأبيض، تندك كل الفروقات، وتمسح كل الاعتبارات فعلى الجميع أن يطوف بالبيت ذليلاً أمام الجبار الأوحد والقوي الأعظم، لا يمكن لمتجبر أن يتجبر على ذلك الجبار العظيم ولا لمتكبر أن يتكبر، بل إن الجميع ذليل أمام الله.

نتمنى ألا تتكرر ملاحظات الحجاج السنوية على بعثة الحج البحرينية خصوصاً عن الوضع في عرفة ومنى، سواء فيما يتعلق بالخيم أو بدورات المياه.

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 3696 - الجمعة 19 أكتوبر 2012م الموافق 03 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 1:27 ص

      شريعة الله

      عملت الرسائل السماوية الى تحقيق العدل والمساواة بين البشر الا ان الانسان ولانه مفطور على الشرابتعدعن روح الدين ورسالته السامية ليحقق مصالح دنيوية له ولأسرته او قبيلته وعشيرته ناسيا ان الخالق يراقبه في كل كبيرة وصغيرة
      وما وضعنا اليوم بعيد عن ذلك لو وجدت مساواة وعدالة بين الناس في الحقوق لما لجا البعض للاحتجاج ويقتل في سبيل تحقيق مطالبه البسيطة

    • زائر 4 | 1:18 ص

      الحج والسراب

      مابني على حق فهو حق ومابني على باطل فهو باطل وبين الحق والباطل اربع اصابع وخير ذلك فصل المواطنين وعدم ارجاعهم وحرمانهم والاعلام المبني على الكذب مستحيل يتغير .وامااكثر الضجيج واقل الحجيج ولو أن المسلمين عرفوا قيمة الحج ومابه من عزه وعظمه لصاروا اعزاء وعظماء.

    • زائر 3 | 1:18 ص

      وأخيرا

      و أخيرا هناك من تكلم عن البحرنه الخرافية... سيدي شكرًا، فالخليج بالذات حيث ترخص المعيشة و تزيد المعاشات للأجانب التي تأتي زيادات هل أضعاف مضاعفة بحجة صعوبة العمل "وكأنما قذفوا ليعملوا على فوهة بركان" ... الخليج هو المأمن الآن لحل البطالة الاوروبية، وخصوصا الشركات العالمية، بحجة التوسع والحاجة لخدمات خاصة من قبل عملائها فهم يريدون كوادر عجيبة لا توجد في الخليج!! اين وزارات العمل وتطبيق القوانين.

    • زائر 1 | 12:38 ص

      بارك الله فيك كلامك صحيح

      أن كنت كذلك قبل فترة لا تتعدى الأسبوعين
      ووجدت أجانب يشغلون مكان أبن البلد
      من الجالية الهندية والفلبنية ووو
      ولا يقولون لك وظائف ما فيه

اقرأ ايضاً