العدد 3703 - الجمعة 26 أكتوبر 2012م الموافق 10 ذي الحجة 1433هـ

خرافات استقرت طويلاً في أذهاننا (1)

عبدالنبي العكري comments [at] alwasatnews.com

ناشط حقوقي

هناك خرافات استقرت طويلاً في أذهاننا لعدة أسباب، ومنها كثرة تكرارها في الإعلام والخطب والكلام، أو لأننا توارثناها جيلاً بعد جيل من دون أن نمحِّصها، أو أننا نفتقد التقييم والتدقيق العلمي ونأخذ الأمور على علاتها.

من هذه الخرافات؛ أن الجيوش العربية هي سياج الوطن المنيع، وهي حامية السيادة الوطنية، وحارس التراب والمياه والسماء الوطنية. لكن وعلى امتداد نصف قرن من الزمان وباستثناء حرب يونيو/ حزيران 1967 التي انهزمت فيها الجيوش العربية أمام الجيش الإسرائيلي، وحرب أكتوبر/ تشرين الأول المجيدة في 1973 والتي انتصر فيها جيشا مصر وسورية ضد الجيش الإسرائيلي في الأيام الأولى، وليسرق منه النصر بفعل أحابيل أميركا وتواطؤ نظام السادات، وباستثناء حروب التحرير للجيوش غير النظامية في الجزائر والمغرب وليبيا وفلسطين واليمن الجنوبي وسورية قبل نصف قرن؛ فإن أيّاً من الجيوش العربية لم تقاتل لتحرير الأرض، ولم تحمِ الأرض والمياه والسماء العربية. وشنت «إسرائيل» أكثر من حرب ضد الشعب الفلسطيني وضد جيران فلسطين العرب، واحتلت في 1982 بيروت أول عاصمة عربية بعد أن سبق أن احتلت عروس العروبة، القدس، أولى القبلتين.

شاه إيران احتل الجزر العربية الثلاث، والطائرات الأميركية قصفت ليبيا، وقوات التحالف الغربي بقيادة أميركا احتلت العراق، بعد أن قام الجيش العراقي باحتلال الكويت البلد الشقيق. وكما تم احتلال الكويت فإن القوات الكينية الإثيوبية تحتل الصومال اليوم، فيما الطائرات الأميركية من دون طيار تقصف داخل أراضي اليمن بعد أن سبق لها أن قصفت في الصومال، و»إسرائيل» قصفت مفاعل تموز النووي العراقي، وفي طريقها اخترقت أجواء السعودية وسورية، واليوم تهدّد بقصف المنشآت النووية الإيرانية وفي طريقها ستخرق أجواء هذه الدول مجدّداً غير آبهة بأية سيادة أو قانون. كما أن القوات الإسرائيلية لاتزال تحتل جزيرة فرسان العربية في خليج العقبة.

نعم! الجيوش العربية أبدت بسالةً في قتالها ضد بعضها بعضاً، وخصوصاً في الحروب الحدودية بين الجزائر والمغرب، وبين ليبيا ومصر، وبين مصر والسودان... وكانت قمة المأساة احتلال الجيش العراقي للكويت.

ليست هذه إهانةً للجيوش العربية، فأفرادها هم أبناء الشعب، وقد أثبتوا بسالتهم وتضحياتهم عندما خاضوا المعركة الصحيحة بالقيادة الصحيحة؛ لكنهم مثل بقية المواطنين المغلوبين على أمرهم. وقد دأبت الأنظمة على استخدام الجيوش ضد شعوبها عندما تثور أو تحتج، ولا نريد نكأ الجراح أكثر. لكنني واثق بأنه إذا ما توافرت للبلدان العربية نظم ديمقراطية تعكس إرادة الشعوب وتعمل من أجلها؛ فإن الجيوش حينها ستصبح فعلاً سياجاً للوطن وحامي ترابه ومائه وسمائه.

إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"

العدد 3703 - الجمعة 26 أكتوبر 2012م الموافق 10 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 12:30 م

      بشار الاسد

      كأن كاتب نسى ان يذكر جيش نظام بشار الذى يقاتل شعبة بلا هوادة .بدل ما يحرر جولان من اسرائلين اراد ان يحرر سوربا من شعبه كى يبقى هو على العرش الخراب

    • زائر 6 | 7:53 ص

      الجيش والشرطة لهما معنى واحد

      فى العالم الثالث الجيش والشرطة مهامها واحده وهي مواجهة الشعوب بحيث تكون الشرطة الخط الاول والجيش خط الدفاع الثاني ولزيادة الحمايه استحدثت مسميات اخرى

    • زائر 5 | 5:37 ص

      ماذا نتوقع من هذه الجيوش وهي مقسمة:

      تارة بالحرس الرئاسي
      وتارة بالحرس الحزبي
      وتارة باحر الامريري
      وتارة اخرى بالحرس الملكي
      فهي تحراب لمن يدفع لها الرواتب الشهرية.
      وتحمي مصالحها الخاصة.
      قيادات هذه الجيوش هي مخترقة وعميلة
      لذلك هي غفورة رحيم على الاعداء وشديدة العقاب على الشعوب العربية.
      كيف وصلنا الى هذا الوضع نقول الله يعين.

    • زائر 4 | 5:02 ص

      من الخرافات والوهم :

      الحكم الرشيد
      القيادة الرشيدة
      القائد الهمام
      امة عربية واحدة
      دم عربي واحد

    • زائر 3 | 1:52 ص

      الجيوش العربية مهجنة ومحصنة ضد العدو الحقيقة ومأدجلة ضد الشعوب

      جيوشنا مهجنة ضد العدو الصهيوني حيث اصبح هذا العدو شقيقا بل وضد اي عدو خارجي وجيوشنا مأدلجين ومدربين على ان الشعوب هي العدو الاول لذلك خلّوا بالكم منها .... وليست الجيوش وحدها بل حتى رجال الشرطة والامن مغروس فيها عقائد عجيبة غريبة .... فما يتفوه بعض رجال الشرطة يجعل الانسان يستغرب كيف زرع هذا الفهم المقلوب فيهم عن مواطني هذه الدول ولا نستغرب اذا كانت كل اجهزة الدول العربية ما إن يطالب شعب بحقه حتى تصفه بالطابور الخامس والخيانة والانتماء للخارج ان اين حقي

    • زائر 2 | 1:32 ص

      تصحيح

      جزيرة فرسان تقع علي حدود جيزان و انت تقصد صنافر و تيران علي خليج العقبه

اقرأ ايضاً