العدد 3711 - السبت 03 نوفمبر 2012م الموافق 18 ذي الحجة 1433هـ

عبدالغفار: يصعب التغاضي عما تواجهه البحرين من محاولات الزج بها بمعادلة التوازنات الأمنية بالمنطقة

قال مستشار جلالة الملك للشؤون الدبلوماسية ورئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة محمد عبدالغفار أن مشكلات الصراع والتنافس الإقليمي والدولي الراهنة في منطقة الخليج العربي أصبحت تشكل قلقاً دائماً لدى قادة دول المنطقة وشعوبها إذ أنها تجاوزت الحدود المعقولة للتنافس المنضبط الذي يعد نمطاً معروفاً في السلوك الإقليمي والدولي لدول المنطقة والقوى الفاعلة من خارجها ، إضافة إلى تزايد النداءات التي تدعو إلى شن حرب جديدة في هذا الإقليم الذي عانى من ثلاثة حروب مدمرة، الأمر الذي يمثل مصدر قلق وخوف لدى شعوب المنطقة، لافتاً إلى أن ملامح التنافس في الخليج العربي تتشكل من خلال مثلث استراتيجي تتداخل خيوط الصراع فيه وتتشابك على أضلاعه الرئيسية التي تتكون من دول مجلس التعاون والولايات المتحدة الأمريكية وإيران.

وأضاف محمد عبدالغفار في كلمته الافتتاحية بمؤتمر " الصراع والتنافس في منطقة الخليج العربي" الذي انطلقت أعماله صباح اليوم الأحد (4 نوفمبر/تشرين الثاني 2012) بفندق سوفتيل – البحرين أن التحولات التي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط لعبت دوراً في تغيير بعض قواعد المعادلة ضمن المثلث الاستراتيجي، إذ أنه في الوقت الذي حافظت فيه الولايات المتحدة الأمريكية على دورها المحوري العسكري على مستوى الخليج والعالم ، فقد تراجع ذلك الدور نسبياً في العراق.

وأضاف أنه على أضلاع الجغرافية السياسية المتحركة لهذا المثلث الاستراتيجي تمكن التنظيم الإقليمي لدول مجلس التعاون من الصعود على المحور الجيو- اقتصادي مما أدى الى تعزيز قدرات دوله على اتخاذ مبادرات تصب في مصالحها الوطنية وذلك بتحصين جبهتها الداخلية حتى لا تكون عرضة للاستغلال والاختراق من جهات خارجية.

ولفت عبدالغفار إلى أن دول مجلس التعاون قد اتخذت قراراً استراتيجياً في غضون العقود الثلاثة الماضية بتركيز جل جهودها على تعزيز اقتصادها الوطني، وتطوير مؤسسات الحكم ونظمها السياسية من خلال الإصلاح التدريجي وفق خصوصية خليجية تضع في حسبانها التوازنات السياسية والاجتماعية من ناحية، وتجعل من تحسين مستوى الخدمات التعليمية والصحية والتطوير الإداري هدفاً لها من ناحية أخرى.

وأكد أن دول مجلس التعاون الخليجي قطعت شوطاً في ترسيخ التعاون العسكري والأمني فيما بينها وفق الاستراتيجية الدفاعية الشاملة التي تم اعتمادها في قمة الكويت عام 2009، وعملت على تعزيز مفهوم الأمن الجماعي.

وأشار محمد عبدالغفار إلى أن الجمهورية الإيرانية تسعى إلى تحقيق الاعتراف بها كقوة إقليمية قادرة على حفظ الأمن في الخليج العربي، وترى أن السبيل الوحيد لتحقيق أمنها هو تطوير برامج تصنيع عسكرية وتكنولوجيا نووية متقدمة فضلاً عن مد نفوذها في دول الشرق الأوسط بأدوات ووسائل مختلفة. واستطرد قائلاً إن مشكلة إيران لا تقتصر على رغبتها في لعب دور إقليمي مهيمن فحسب، وإنما تكمن معضلتها الأساسية في أنها لا تريد أن تنسجم ولو بنسب متفاوتة مع حقائق السياسة وضروراتها في البيئة الإقليمية والدولية وفقاً للمنظور الذي شكله النظام الإيراني للعالم.

وأضاف عبدالغفار قائلاً أنه قد تم سابقاً فتح قنوات اتصال من قبل واشنطن مع الإيرانيين ولكن سرعان ما كانت طهران توصد أبواب التواصل وتغلق تلك القنوات مع واشنطن بعد لقاءات معدودة ، وقال إن هذا السلوك الإيراني يبين - وفقاً للمختصين في شؤون الخليج العربي- أن إدامة واستمرار التوتر والأزمات تصب في المصلحة الإيرانية في الوقت الراهن، مشيراً في الوقت ذاته الى أن هناك في المقابل ثوابت في السياسة الخارجية الأمريكية تتمثل في حفظ أمن حلفائها، وحماية موارد الطاقة.

وأكد عبدالغفار أنه يصعب التغاضي عما تواجهه مملكة البحرين من محاولات للزج بها في معادلة التوازنات الأمنية والاستراتيجية بالمنطقة ، وخاصة بالنسبة لإيران التي تحاول تقليل خسائرها في الساحة السورية من خلال توجيه سهام خطابها الإعلامي عبر عدد كبير من القنوات الفضائية والصحف التابعة لها ضد البحرين ، حيث تقدر إحدى الدراسات عدد القنوات الفضائية التي تدخل في عداد النفوذ الإيراني بأكثر من 71 قناة فضائية ، إضافة إلى عدد من الإذاعات والصحف والمؤسسات الإعلامية التابعة لها، علماً بأن هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية تمتلك نحو 35 قناة إذاعية وتلفزيونية حكومية، تبث العديد من البرامج باللغة العربية وغيرها من اللغات.

ولفت عبدالغفار إلى أنه في ظل المشهد الإقليمي القلق ينبغي على دول مجلس التعاون تحديد خيارات استراتيجية تتيح لها التفاعل مع أي مستجدات قد تهدد أمنها وأمن المنطقة برمتها، ومن ذلك: استثمار الديبلوماسية الخليجية المتوازنة للتأكيد على أن هذه الدول هي شريك إقليمي يعتد به ، والتوافق على استراتيجية مشتركة للتعامل مع المهددات النابعة من المنطقة لافتاً أيضاً إلى ضرورة إيجاد وسائل عملية للتعامل مع جماعات التطرف التي تمثل تهديداً لأمن واستقرار دول الخليج العربية ، وذلك من خلال التأسيس لمشروع ثقافي يحد من خطر الإيديولوجيات الراديكالية ، ويعالج مشاكل المجتمعات في إطار الهوية الوطنية والانتماء، ويتبنى سياسة خارجية تحسن التعامل مع المنظمات الاقتصادية والسياسية الدولية لتحقيق مصالحها الاستراتيجية الشاملة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 2:30 م

      الحل للخليج الابتعاد عن الحكم الشمولي

      للأننا في القرن الواحد والعشرين وليس في القرون الوسطى يا جماعة إستهدوا بالله.

    • زائر 15 | 9:44 ص

      النورس

      في ظل كل التجاذبات الإقليميه والدوليه نظل نحن في دول الخليج العربي ننتظر المعجزات من الدول الغربيه لإنتشالنا من حروبنا وويلاتنا حتى لو كانت تلك الأزمات هي أصلآ مفتعله من دول الغرب أو حلفائهم في المنطقه.متى يا ترى سترى الدول لعربيه النور على أيدي حكامها وشعوبها؟لم يستفد الأجداد من بترولنا ولا آبائنا ولا نحن فماذا سيكون مصير مستقبل أبنائنا واحفادنا في ظل هذه الحروب المفتعله؟آن الأوان للعمل الجاد على رفاهية الشعوب وخاصةً شعوب الخليج العربي.

    • زائر 13 | 8:50 ص

      ما شاء الله تبارك الله ....

      عند ما يتحدثون عن الاقتصاء ايران في المقدمة هي المشكلة
      عند ما يتحدثون عن عمل الفلك ايران تتامر مع الشمس و القمر عليهم
      عند ما يتحدثون عن العلم ايران اجهل الناس بالعلوم و الباقي هم القمة
      عند ما يتحدثون عن الجبهة الداخلية ايران السبب في شق الجبهة الداخلية
      عند ما يتحدثون عن النفوذ ايران تريد السيطرة على العالم و الكواكب و النجوم
      عند ما يتحدثون عن السياسة الخارجية ايران لا تدرك ما تفعله في سياستها
      عند ما يتحدثون عن الدين ايران متآمرة مع البخاري و مسلم على المسلمين
      عند رضوخ ايران لأمريكا ايران القمة

    • زائر 12 | 8:01 ص

      حوار مباشر

      عجيب امركم ياحكومات....!!!
      لماذا يكون الحوار بين ايران وامريكا عن الاوضاع في البحرين والخليج ؟؟؟
      لماذا لايكون الحوار بين البحرين وايران مباشرة ..؟؟
      ايش الاسباب ؟ السنا دوله مستقله او البحرين مدينه امريكه ؟؟
      لو فقط قوتكم وجبروتكم على الشعب المسكين ؟؟

    • زائر 11 | 7:06 ص

      التوازنات الإقليمية ليس كما تذكرها يا سعادة المستشار

      طرح التوازنات الإقليمية على أن دول الخليج مستقلة بذاتها بعيد عن الواقع, الكل يعلم أن ما دول الخليج تستغلها أمريكا و الدول الكبرى لتطبيق أجندتها مقابل الحفاظ على السلطة في أيدي الحكومات. بالنسبة لإيران و إن اختلفنا معها فهي تعمل بمادئ مرسومة و جلية ولا مكان - عند الحكومة الحالية على الأقل - للتنازل عنها تحت أي مسمى كان (تسويات, تفاهمات, تعاون ... الخ)

    • زائر 10 | 6:53 ص

      ايران

      معظم الردود جائت لأن فيها ايران لا يقبلون ان يمسها شيئ أبداً البحرين يصيبها مايصيبها من تخريب و إضطرابات ولكن لا تتكلمون عن ايران هي مصدرهم الإلاهي ، مضحك مبكي

    • زائر 16 زائر 10 | 10:09 ص

      شماعة قديمة خلاص

      لا أحد تكلم عن ايران غير الوزير ومن حق الجمهور يرد عليه، عدل لو مو عدل. وشدخل ايران بمطالبة البحرينيين بتطبيق المملكة الدستورية التي نص عليها الميثاق؟ احترموا نفسكم علشان الناس تحترمكم. كلمة والثانية قلتوا ايران. كفاية.

    • زائر 9 | 6:22 ص

      لا يحمي الوطن إلا أبناؤه, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

      عندما تعود المياه إلى مجاريها, ويقام حوار صريح ذي مغزى, ينصف فيه كل صاحب حق, ويقتص من الجناة, وتلبى فيه مطالب الشعوب المشروعة التي تتوافق مع الدستور الوضعي والعالمي والإنساني, فبذلك يعم الهدوء, وتقوى شوكة الشعوب, لتقف في وجه أي تدخل خارجي إن وجد, ,,,,,,,,,,, هذه معادلة سهلة لا تحتاج إلى خبير عسكري أو دبلوماسي أو سياسي , ولا تحتاج لقطرة دم.

    • زائر 8 | 6:18 ص

      احنا شعب بحريني مب فارسي

      احنا بحرينين عرب اصليين ليس لنا علاقة بما يحصل مع و في ايران و اذا عندكم مشاكل مع ايران حلوها معاهم ، صحيح احنا شيعة و نفتخر و ايران شيعة بس مو معناها انا احنا متغقين في الرأي او ا

    • زائر 7 | 6:16 ص

      حقاني

      اعطو الناس احقوقها وخل الوصع يستقر الناس تبغي حريه الناس تبغي ديمقراطيه وناس تبغي اشغال بختصار الناس تبغي حقوقها

    • زائر 5 | 6:10 ص

      أرجوا معرفة اسعار الفواكه والخضروات من قبل مستشار الملك الموقر , أي توازنات تتحدث عنها , اي من المقارنات تتحدث

    • زائر 3 | 6:08 ص

      ايران!!!

      ملخص الدراسة
      ايران ... ايران... ايران .... الخ
      الحل هو "الديموقراطية" وتركوا عنكم هالشماعة وهالكلام الي ما يودي وجيب

    • زائر 2 | 6:06 ص

      ....
      نحن الوطنيين وهم الذين يزجون بالبحرين في أتون الخارج...

    • زائر 1 | 5:57 ص

      كل مافي الموضوع

      أن المواطنين يطالبون بحقوقهم فقط، أعطوهم حقوقهم وتنتهي الأزمة

    • زائر 4 زائر 1 | 6:10 ص

      وكل ما في الموضوع تطبيق القانون

      ان الدوله تطبق القانون امتثل للقانون وتنتهي الازمه

    • زائر 14 زائر 1 | 8:52 ص

      ههههه اي قانون

      قانون مناصرة الظالم على المظلوم، قانون الكيل بمكياليين، قانون عقاب المتجمهر ومكافئة القتلة والمعذبين والحرامية، هو لوعندنا قانون منصف جان شفت أحد طلع يطالب بحقوقه بره، بسكم نفاق

اقرأ ايضاً