العدد 373 - السبت 13 سبتمبر 2003م الموافق 17 رجب 1424هـ

حقوق المعوقين جزء أساسي من حقوق الإنسان

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

من بين كل التهنئات التي افرحت قلوب القائمين على صحيفة «الوسط» كانت هناك رسالة من حسين الحليبي... احد رجالات البحرين الذين أنعم الله عليهم كثيرا على رغم انه من المكفوفين.

رسالته اشارت إلى وقوف «الوسط» مع أصحاب الاعاقات، وتخصيص صفحة اسبوعية (كل ثلثاء) بعنوان «انجازات»، تبرز مواهب اصحاب الاعاقات وانجازاتهم وخدماتهم للمجتمع وكيف يتخطون الصعاب. وضمن العاملين في صحيفة «الوسط» لدينا عدد من اصحاب الانجازات الذين يعملون في قسمي الصف الالكتروني والتحرير، ونشعر بالفخر بما يقدمونه من عمل وعطاء.

اصحاب الاعاقات لديهم طاقات كبرى تعطي، في بعض الاحيان، أكثر من الذين ليست لديهم اعاقة. فواحد من أكبر علماء الفيزياء في زماننا، هو البريطاني ستيفن هوكنغ، اعطى الانسانية واحدا من افضل التفسيرات للظواهر الكونية وبحوثه الفيزيائية من افضل من لدى الانسانية اليوم.

كتاب هوكنغ «A Brief History Of Time»... وغيره من الكتابات نالت الجوائز الكبرى بينما هو لايستطيع الحركة أو التحدث إلا من خلال اجهزة الكترونية موصلة ببعض اجزاء جسمه التي تتحرك.

أما على المستوى السياسي، فهناك وزراء معوقون في دول اوروبية مثل فرنسا وبريطانيا تسلموا مناصبهم بكفاءة عالية. وحاليا فإن وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلانكيت من المكفوفين، وكان قبل ذلك وزيرا للتربية لمدة اربع سنوات ما بين 7991 و1002. بل ان الدورات الرياضية لأصحاب الاعاقات لا تنقطع، ونشاهد الموهوبين في الرماية، الكريكت، سباق الدراجات الهوائية، كرة القدم، الجودو، رفع الاثقال، السباحة، التنس الارضي وتنس الطاولة... وغيرها من الالعاب التي يستطيع اصحاب الاعاقات الانجاز فيها بما يفوق تصور الكثيرين. وتطور الامر في بريطانيا إلى تشكيل «لجنة حقوق المعوقين» قبل عدة اعوام، مع صلاحيات تنفيذية واسعة تهدف إلى اخبار المعوقين بحقوقهم، وتوجههم الى الوظائف، وتراقب نسبة الذين يتم توظيفهم في المؤسسات والشركات، وتتأكد من ان جميع المرافق العامة تحتوي على تسهيلات للمعوقين سواء كان ذلك داخل دورات المياه او داخل قاعات السينما... حتى أن هناك سينما للمكفوفين، إذ يقوم احد المعلقين المتخصصين بالتعليق صوتيا واصفا ما يجري في الفيلم بأسلوب شيق. وعندما تدخل مؤسسة كبرى مثل هيئة الاذاعة البريطانية BBC تجد عددا من المعوقين هم الذين يحررون وينتجون البرامج الاخبارية والمتنوعة بحيث لا يمكنك، وأنت تستمع إلى البرنامج، ان تتصور ان من يقف خلف ذلك الانتاج هو شخص يحتاج إلى المساعدة في جلوسه وقيامه... ان قيمة اي مجتمع هي في مدى حمايته لبعضه الآخر وتوفير الرعاية له، وتعويض من يفقد واحدا من الامور المعتادة بما يمكِّنه من الحياة الكريمة وتجاوز الصعاب.

ان الخدمات الطوعية المتوافرة لأصحاب الاعاقات تستحق كل تقدير، ونحن بحاجة إلى مزيد من الرعاية المتطورة والقوانين والآليات التي تحمي حقوق المعوقين. فحقوق الانسان تشمل جوانب كثيرة ومنها حقوق المعوقين، سواء كان هؤلاء من الذين ولدوا مع الاعاقة او انهم اصيبوا بها بعد ولادتهم لأي سبب كان.

نحن بلا شك أفضل بكثير مما كان عليه الوضع قبل ثلاثين سنة، ففي تلك الازمنة تتحول حياة الشخص إلى مأساة لمجرد ضعف بسيط في النطق او المشي. أما اليوم فنحن الى الأمام ولكننا يجب ان نطالب بالحقوق الكاملة للمعوقين، ونأمل ان نشهد اليوم الذي يتسلم فيه احد المعوقين (المنجزين) احدى الوزارات او المهمات الكبرى كما هي الحال في بلدان اخرى.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 373 - السبت 13 سبتمبر 2003م الموافق 17 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً