العدد 3730 - الخميس 22 نوفمبر 2012م الموافق 08 محرم 1434هـ

بوادر حرب على المياه في اسيا الوسطى

 تثير مشاريع السدود الكبرى في جمهوريتي طاجيكستان وقرغيزستان الصغيرتين اللتين تنقصهما موارد الطاقة ردود فعل في آسيا الوسطى حيث بدت بوادر "حرب على المياه" تلوح في هذه المنطقة غير المستقرة من الاتحاد السوفياتي السابق.

واحتد الجدال في الاشهر الاخيرة في اطار هذا النزاع الطويل الامد بين البلدين الجبليين اللذين تنبع منهما موارد المياه الرئيسية في المنطقة الى جانب جارتهما القوية اوزبكستان على مستوى ادنى.
وفي صلب الخلاف مشروعان هائلان لبناء محطات كهرمائية وضعت الخطط لها قبل عقود في الحقبة السوفياتية وتم تناسيها بعد انتهائها لكن تم انعاشها منذ عدة سنوات.
منذ عدة اعوام بدأت طاجيكستان التي تواجه كل شتاء نقصا كبيرا في الطاقة وتفرض تقنينا قاسيا للكهرباء حتى في العاصمة دوشانبي في بناء سد روغون على نهر فخش الذي كان مهملا في التسعينيات بسبب حرب اهلية.
وفي حال الانتهاء منه سيشكل السد البالغ ارتفاعه 335 م اكبر بناء من نوعه في العالم. ويفترض ان يحل مشاكل نقص الكهرباء وكذلك ان يسمح بتصديرها الى باكستان عبر افغانستان في اطار مشروع كازا-1000 لتبادل الكهرباء بين وسط وجنوب اسيا.
اما قرغيزستان فتسعى من جهتها الى بناء سد كمبراتا-1 على نهر نارين والبالغ ارتفاعه 275م تم التخطيط له في حقبة الاتحاد السوفياتي.
لكن اوزبكستان المجاورة لا تعجبها تلك الخطط حيث تخشى من عواقبها على صناعة القطن لديها التي تعتمد على مياه الري التي تستقيها من المجاري الواردة اليها من البلدين، ما قد يؤدي الى ازمات اجتماعية.
وتحذر طشقند من مخاطر الزلازل في المنطقة.
واعتبرت صحيفة نارودنو سلوفو الرسمية الاوزبكية في الشهر الفائت ان سد روغون قد يلحق خسائر باوزبكستان بقيمة تصل الى 600 مليون دولار سنويا.
ومارست طشقند كل ما في وسعها من ضغوط كانقطاعات منتظمة لتسليمات الغاز وعرقلة مواكب شحن السلع للتأثير على جارتيها.
وحذر رئيس اوزبكستان اسلام كريموف بنبرة حادة في مطلع ايلول/سبتمبر من تحول التوتر الى "حرب" فعلية على المياه.
واعتبر المحلل السياسي الطاجيكستاني عبد الغني محمد عظيموف ان "طشقند بدأت ترص قواها وتحاول اقناع بلدين اخرين هما كازاخستان وتركمانستان الغنيين بالمحروقات ويقعان ما دون منابع المياه بموقفها".
ولموازنة ذلك تسعى طاجيكستان وقيرغيزستان الى جذب روسيا التي لا تتوانى عن استغلال الخلاف لمصالحها الاستراتيجية الخاصة وتتلاعب ببراغماتية بهذه الخصومات.
ودعمت موسكو مشروع قرغيزستان وبدأت شركة روسهيدرو بناء اولى المحطات الكهرومائية الاربع في البلاد.
لكن الكرملين ابدى غموضا بخصوص رد روغون. فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين اكتفى في زيارة اخيرة الى دوشانبي بالاعلان عن "النية في المشاركة في مشاريع اقليمية للطاقة" من دون تحديد مقصده.
غير انه اشار الى ان طاجيكستان يمكنها استخدام "قدراتها الكهرومائية لصالح التنمية الاقليمية".
ووهذا الدعم هو احد التنازلات والحجج الكثيرة التي اجازت لروسيا الحصول على تمديد مهلة استئجار قواعدها العسكرية على اراضي قرغيزستان وطاجيكستان بالتوالي حتى 2030 و2042.
ومع توقيع هذين الاتفاقين "دخل النزاع الطويل الامد مرحلة جديدة" بحسب المحلل السياسي الطاجيكي صائم الدين دوستوف.
لكن "في حال عدم التوصل الى حل مشترك فسيحصل شرخ" في المنطقة على ما اكد محمد عظيموف.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً