العدد 3735 - الثلثاء 27 نوفمبر 2012م الموافق 13 محرم 1434هـ

لا تستغرب

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

ألا يثير استغرابك كثيرا حال الفريق الأول لكرة اليد بنادي التضامن وقدرته على مجاراة الفرق الكبيرة على رغم الخسائر البشرية التي يتكبدها قبل بداية كل موسم بمغادرة أحد لاعبيه البارزين؟ سؤال أحببت أن انطلق به في حديثي عن الوضع الغريب الذي تعيشه كرة اليد في هذا النادي ولاسيما في السنوات القليلة الماضية.

قبل 4 مواسم غادر اللاعب محمد ميرزا للنادي الأهلي بصفقة دائمة، قبل أن يلحقه حسن شهاب الموسم الذي يليه لثلاثة مواسم، لكن هذه المرة بعد خراب مالطة «كما يقال» في الصفقة الأولى، وفي الموسم الذي يليه تعرض أبرز لاعبيه – اقصد هنا محمد مكي، محمد علي جواد وعلي ميرزا على التوالي- للغياب القسري نتيجة الأوضاع السياسية التي عاشتها البلاد، مع تواجد زميلهم أحمد يوسف خارج الملعب تارة للإصابة الطويلة وأخرى للاحتراف، لكن الفريق على رغم ذلك تمكن من البقاء ضمن الثمانية الكبار، بل وأحرج الكثير من الفرق الكبرى خلال مباريات الدور الثاني.

كل ذلك من دون أبرز لاعبيه، فكيف سيكون يا ترى حال الفريق مع تواجد كل هؤلاء، لكن على ما يبدو ليس مقدرا له المنافسة على المراكز المتقدمة جدا، لسبب أو لآخر، يعرفها تماما القائمون على كرة اليد في هذا النادي، وجاء انتقال علي ميرزا الأخير للنادي الأهلي أيضا لينهي تماما كل الآمال بوجود فريق يمكنه على أقل التقادير الوصول إلى المربع الذهبي، بل وربما المنافسة من جديد على المركز الأخير ضمن الثمانية الكبار كما حدث الموسم الماضي الذي حقق فيه الفريق الفوز بصعوبة كبيرة في المباراة الأخيرة التي ضمنت له 24 ألف دينار، قيمة الفرق الكبرى.

ما الذي يدعو هؤلاء اللاعبين يا ترى لأن يهاجروا لأندية أخرى؟ سؤال إجابته بالتأكيد عند الكثيرين ستكون طلبا للمال، لكن ليس هذا كله ما يدعوهم لمغادرة النادي الذي ترعرعوا فيه، نعم يأتي المال في المقام الأول، لكن هؤلاء اللاعبين لو تحصلوا على فتات من الميزانية الكبيرة التي يتحصل عليها النادي وهي 24 ألف دينار للعبة كرة اليد فقط، لما طلبوا المغادرة وتمنوا أن يصلوا باسم قريتهم إلى أعلى المنصات، لكن السياسة الغريبة التي يدار بها الفريق واللعبة في هذا النادي تدفع بهم للتفكير في طلب الانتقال.

بعد كل ذلك، ماذا يريد مجلس إدارة النادي من هذا الفريق، إذا كان يريد المنافسة على المراكز المتقدمة، فلماذا كل هذا التبذير في اللاعبين المتميزين، حتى وصل الحال لبيع أحد لاعبي فريق الناشئين الموهوبين، أما إذا كان هم مجلس الإدارة هو المشاركة فقط في الدوري من أجل الفوز بالميزانية المحددة، فلماذا لم يترك باقي اللاعبين «يترزقون» كعلي يوسف المرغوب فيه منذ سنوات في عدد من الأندية ومحمد جواد، الذي تلاحقه الأندية وبالتالي يحصلان عن بعض الأموال التي تعينهم في حياتهم، ما دام الفريق لن ينافس، وخصوصا أن الأخيرين ليسا بمستوى الذين تمت إعارتهم والموافقة على انتقالهم.

السياسة التي تدار بها اللعبة غير مفهومة تماما، والحديث بأن النادي غير مستعد للتفريط في أي لاعب في الوقت الجاري، لضرورة وجود كل اللاعبين خلال الموسم الجديد للعودة للمنافسة، ضحك على الذقون، لأن النادي قادر بتقديري أن يجعل فرقه، كباربار مثالا حيا وكبيرا للحب الذي يعيشه اللاعبون لكيان ناديهم على رغم المغريات الكبيرة التي يتحصلها لاعبوه، بقوا نظير بعض الفتات، لكن أن تمنع أي فلس عن هؤلاء اللاعبين وهو حقهم، بالتأكيد سيطلبون المغادرة، خارجيا وليس داخليا، لأن إدارتهم تطبق بالضبط عدم استعدادها للتفريط في أي لاعب.

سياسة بيع اللاعبين في كل موسم من شأنها إيقاف طموح الفريق في النهوض والمنافسة، وهذا بالتأكيد يتحمله مجلس الإدارة بالدرجة الأولى والجمعية العمومية أيضا، لا نعترض على الانتقالات لأي فريق كان، إلا أنه لإيقاف ذلك طرق عديدة، وأقصد المالية منها، ليعود الفريق منافسا، وسط هذا الحال لا تستغرب، فقد ينافس الفريق هذه المرة على المقاعد الخلفية.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 3735 - الثلثاء 27 نوفمبر 2012م الموافق 13 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً