العدد 3743 - الأربعاء 05 ديسمبر 2012م الموافق 21 محرم 1434هـ

المرأة العربية تجتاح صناعة الأفلام

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

في الوقت الذي يُعقَد فيه مهرجان ترايبيكا الدوحة للأفلام السينمائية لعام 2012، يعرض هذا الحدث السنوي لمعهد الأفلام في الدوحة، وهو واحد من أكبر مهرجانات الأفلام في الشرق الأوسط، بعضاً من أفضل الأعمال في السينما العربية والعالمية خلال الشهور الإثني عشر الماضية. من بين مجموعة «الأفلام العربية الطويلة»، هناك فيلما «رافية: أمهات الطاقة الشمسية» من إخراج جيهان نجيم ومنى الضيف، و «الجمرات» من إخراج تمارى ستيبانيان.

الواقع أن النساء رائدات في صناعة الأفلام في الشرق الأوسط. وقد نَمَت العلاقة بين المرأة في الشرق الأوسط والسينما وأصبحت أكثر ثراءً وغنى، وأصبحت متأصّلة في تقاليد المنطقة النشطة في إنتاج الأفلام. ومن بين أفلام نادين لبكي، التي ربما تكون أشهر صانعة أفلام عربية وممثلة مشهورة في الشرق الأوسط، الفيلم الذي كتبت له السيناريو وأخرجته، وهو فيلم «كراميل» (سكر بنات)، الذي صدر عام 2007 وعُرِض للمرة الأولى في مهرجان «كان» للأفلام. «كراميل» رواية معقدة ودقيقة مبنية على فرضية شائعة: مجموعة منتقاة من النساء يجتمعن بشكل منتظم في صالون شعر. يتعمّق الفيلم في مناطق لبنانية اجتماعية حساسة من خلال استكشافات تتمحور حول مواضيع تتعلق بالدين وما بعد الاستعمار.

عُرض فيلم نادين لبكي الثاني، الذي كتبت له السيناريو وأخرجته ومثلت فيه، في مهرجان «كان» للأفلام عام 2011، وعنوانه «وهلأ لوين؟»، ويشكّل دراسة أعمق من سابقه للهويات الدينية في لبنان. في قرية يتركز اهتمام الرجال فيها على خلافاتهم وفروقاتهم الدينية كمسيحيين ومسلمين، تتجمع النساء من الجانبين لإقناع الرجال خفية لتجنّب العنف.

مثله مثل كراميل، يركز «وهلأ لوين» على حياة النساء العاديات التي تتأثر بواقع لبنان الاجتماعي المعقّد الذي أفرزته عقود من الثورات السياسية. أفلام نادين لبكي مفعمة بالأمل، وفي الوقت نفسه تملك وعياً ثاقباً بالمعيقات أمام لبنان يتمتع بالسلام الداخلي.

تملك مفيدة طلاطلي، المعروفة عالمياً بفيلمها الذي صدر عام 1994 عن تونس في نهاية حقبة الاستعمار وعنوانه «صمت القصر»، تملك التميز بكونها أول امرأة عربية تخرج فيلماً طويلاً في العالم العربي. وبعد إسقاط الرئيس زين العابدين بن علي عام 2011، تم تعيين طلاطلي وزيرة للثقافة في الحكومة التونسية الانتقالية. إن تعيين طلاطلي في منصب حكومي بعد ثورة تتمتع بشعبية كبيرة هو أمر له معانٍ هائلة بالتأكيد.

ومن النساء الرائدات في مجال السينما الفلسطينية آن ماري جاسر، أصبحت جاسر بعد إطلاقها فيلم «ملح هذا البحر» أول امرأة فلسطينية تخرج فيلماً طويلاً. تتابع أحداث الفيلم قصة «ثريا» وهي امرأة فلسطينية أميركية شابة تسافر إلى يافا للمطالبة بممتلكات جدها المتوفى المالية، لتكتشف أنها صودرت منذ فترة طويلة من قبل الحكومة الإسرائيلية.

أتمّت جاسر فيلمها الطويل الثاني «عندما رأيتك» في الأردن عام 2011، وهو يسرد قصة عائلة فلسطينية لاجئة تعيش في أعقاب حرب عام 1967. تحيك جاسر ببراعة سرداًً يرن صداه على صورة تمثيل شخصي للتبادلات الثقافية، وتحافظ وجهة نظرها الفريدة على تركيز قصصها على كيف أن جميع بني البشر متماثلون من حيث المبدأ، بغضّ النظر عن نوعهم الاجتماعي أو بلدهم الأصلي. تصور جاسر في «ملح هذا البحر» على سبيل المثال امرأة إسرائيلية شابة تتعاطف مع وضع ثريا الغريمة، رغم أن المرأة الإسرائيلية تقيم الآن في منزل أجداد ثريا.

تمثل نساء مثل لبكي وطلاطلي وجاسر جزءاً نعتز به رغم صغره من بين صانعات الأفلام العربيات. طالما كان إنتاج الأفلام وتوزيعها أمراً حيوياً في الشرق الأوسط ولمدة طويلة، ونمو صناعة الأفلام يزداد بالتأكيد في أعقاب ثورات العام 2010. في هذه الأثناء وفي الغرب، تشكّل الأفلام القادمة من المنطقة نوافذ ثمينة مثيرة على المجتمع العربي المعاصر.

بوجود رعاية حكومية لصناعة الأفلام في كل دولة عربية تقريباً، يستطيع العالم أن يتوقع رؤية مشاركة أعظم في إنتاج الأفلام من قبل نساء عربيات، يشاركن بشكل كامل في صنع أفلام تعكس قضايا النوع الاجتماعي والدين والسياسة المعقدة التي تخترق حياتنا اليومية.

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3743 - الأربعاء 05 ديسمبر 2012م الموافق 21 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً