العدد 3748 - الإثنين 10 ديسمبر 2012م الموافق 26 محرم 1434هـ

وزير الصحة يستقبل الخبير العالمي في مجال "السكلر" البروفيسور سرجنت ويبحث معه تطوير رعاية المرضى

الجفير – وزارة الصحة 

تحديث: 12 مايو 2017

استقبل وزير الصحة صادق الشهابي الخبير العالمي في مجال مرض فقر الدم المنجلي "السكلر" البروفيسور جراهام سرجنت، والذي يزور مملكة البحرين للاطلاع على الخدمات الصحية المقدمة لمرضى السكلر وتقييمها وتقديم الملاحظات والاقتراحات التي تسهم في الارتقاء بالخدمات المقدمة، وذلك بحضور وكيل وزارة الصحة عائشة مبارك بوعنق، والوكيل المساعد لشؤون المستشفيات أمين الساعاتي،ورئيسة قسم الأمراض الوراثية رئيسة فريق تطوير علاج مرض السكلر شيخة العريض، ورئيسة مركز إبراهيم خليل كانو الصحي والاجتماعي منى الشيخ، ومدير إدارة العلاقات العامة والدولية عبدالعزيز الرفاعي، وعضوا فريق تطوير علاج مرض السكلر علي درويش، وهيام سعيد.

وفي بداية اللقاء، رحّب وزير الصحة بالضيف الزائر، متمنياً له طيب الإقامة في مملكة البحرين، وأن يساهم وجوده في تقديم استفادة كبيرة رعاية مرضى السكلر من خلال نقل خبرته الواسعة في هذا المجال.

وأوضح المسئولون للوزير أن زيارة الخبير العالمي لمملكة البحرين تهدف إلى مراجعة الخطط العلاجية المتبعة لمرضى السكلر، والتعرف على الخدمات المقدمة لهم وتقييمها وماهي الخطة المستقبلية لتطوير الخدمات المقدمة على حسب المعايير المقدمة، وعمل زيارات للأقسام التي تقدم الرعاية الصحية لمرضى السكلر، وزيارة المبنى القائم لمبنى السكلر، وعمل محاضرات تعليمية عن مرض السكلر وطرق علاجه إلى المرضى والطاقم الطبي والتمريضي.

كما قام البروفيسور جراهام سرجنت بعدد من الزيارات والاجتماعات في إدارات وأقسام مجمع السلمانية الطبي، حيث كان في استقباله كبار المسؤولين بوزارة الصحة والمعنيين بمرض السكلر.

وفي بداية جولته في مجمع السلمانية الطبي، عقد الخبير العالمي اجتماعاً مع رئيسة قسم الأمراض الوراثية ورئيسة فريق تطوير علاج مرض السكلر ، حيث تم مناقشة جدول أعمال البروفيسور خلال تواجده في البحرين، وإمكانية اللقاء مع أطباء الباطنية وأمراض الدم الوراثية والممرضات المعنيين بالمرض، حيث سيتحدث عن تجربة جمايكا في علاج الألم والوقاية من مضاعفات مرض السكلر. كما قدم الفريق للخبير العالمي ملخص عن مرض السكلر في مملكة البحرين، وعدد المصابين بالمرض، وعدد المرضى الذين يأخذون العلاج المسكن بشكل مستمر، والبرتوكول والخطط العلاجية المتبعة في البحرين.

بعدها عقد الخبير العالمي اجتماعا آخر مع الرئيس التنفيذي لمجمع السلمانية الطبي ، ورئيس قسم الحوادث والطوارئ وذلك في غرفة اجتماعات إدارة مجمع السلمانية، إذ قدم الرئيس التنفيذي خلاله شرحاً مفصلاً حول نظام المستشفى في تشخيص وعلاج مرضى السكلر والأعداد المترددة على المستشفى من مرضى فقر الدم المنجلي. كما أوضح رئيس قسم الحوادث والطوارئ، ورئيس لجنة الوفيات الدكتور المهزع أن وفيات مرضى السكلر تقع في المرتبة التاسعة من مجموع الوفيات، لافتاً إلى أن اللجنة تحقق في كل حالة وفاة سكلر، وتبينت أن أغلب وفيات السكلر سببها التهابات أو جلطات رئوية، والسلمانية يضم فريق برئاسة جميلة السلمان لدراسة أسباب الالتهابات وطرق تفاديها.

ثم قام البروفيسور يرافقه المعنيين بمرض السكلر بزيارة إلى قسم الحوادث والطوارئ بمجمع السلمانية الطبي، والتقى بالأطباء والممرضين والمرضى، واطلع على كيفية تشخيص وعلاج مريض السكلر منذ بداية دخوله الطوارئ وتسجيله. كما زار وحدة العناية القصوى، وجناح 63، وجناح 52، وجناح 44، وجناح 31 وركز على عدد مرضى السكلر الذي يستقبلهم الجناح شهرياً وطرق التعامل معهم، وتحدث مع المرضى لأخذ تفاصيل المرض وسبب ترقيده ونوع الألم والحالة الاجتماعية (متزوج أو أعزب، لديه أولاد أو لا)، وهل يعرف أسباب تعرضه للألم والنوبات، وتشخيص حالته والعلاج المتبع.

بعدها عقد اجتماعاً مع فريق تطوير علاج مرض فقر الدم المنجلي "السكلر"، تم خلاله التعريف بأعضاء الفريق ومهامهم، حيث قدم الدكتور أشرف رفاعي شرحاً عن طبيعة الألم وأنواعه، وصنفها إلى نوعين، نوع لا يأخذ العلاج إلا عندما يتألم، ونوع آخر يأخذ العلاج المسكن بشكل يومي. كما وتحدث البروفيسور عن الطرق المستخدمة للتقليل أو الوقاية من نوبات مرض السكلر، فأوضح بأن الوقاية أهم من العلاج من خلال إجراء فحوصات للطلبة والتوعية والتثقيف والاتصال المباشر مع المرضى من خلال خط ساخن وتقديم استشارات طبية دون اللجوء للمستشفى.

كما طلب فريق تطوير علاج مرضى السكلر من الخبير العالمي تقييم وضع رعاية مرضى السكلر في مملكة البحرين مقارنة بجمايكا والمجالات التي يمكن تطويرها، كما تم مناقشة وجود أي شرح أو تفسير علمي للمرضى الذين لا يأخذون العلاج المسكن ولا تصيبهم اية آلام، فعلق البروفيسور أنه لا يوجد تفسير إلا أن هذا المريض يتعايش مع المرض ويدون الملاحظات المتعلقة بمرضه ومتابعتها، إضافة إلى الدعن النفسي والاجتماعي الذي يحصل عليه هذا المريض، وطالب بدراسة هذا الوضع للوصول إلى نتيجة علمية في البحرين. وأضاف: "في جمايكا كل مريض يسجل ملخص لمرضه والأمور التي تسبب النوبات والمضاعفات لتفاديها. ولوحظ من خلال الدراسات أن طبيعة مرض السكلر في العالم تقل نسبة الألم والتعرض للنوبات بعد سن 25 عاماً، ومعدل العمر الطبيعي لمرضى السكلر في جمايكا يبلغ 55 سنة، ومن خلال الدراسات ثبت نجاح علاج هايدروكسي يوريا بنسبة 98% في بريطانيا، ولكن في جمايكا لم يُستخدم لكلفة العقار العالية وكذلك كلفة متابعة العلاج، بينما وزارة الصحة في مملكة البحرين تستخدم هذا العقار لمرضى السكلر منذ سنين. وفي جمايكا لديهم مركز خاص لمرضى السكلر متكامل يضم جميع التخصصات المطلوبة، يعتمد في العلاج أولاً على الوقاية والتوعية وتثقيف المريض والمتابعة المستمرة من خلال الدعم النفسي المكثف. ويتم الاعتماد الكلي على الحبوب المسكنة أكثر من الاعتماد على الحقن المسكنة، وهو ذات النظام المتبع في بريطانيا". واوصى بتوفير خط ساخن للتواصل مع المرضى وإعطاء استشارات طبية دون اللجوء للمستشفى، وكذلك أهمية تواجد فريق متخصص مع أخصائي خدمة اجتماعية ونفسية في هذا المجال.

اما بشأن الوفيات، فأشار الخبير العالمي إلى أن للتعرف على سبب الوفاة لا بد من إجراء تشريح لجثة المتوفي مع ضرورة وجود تشريع أو قانون لموافقة أهل المتوفى لتشريح الجثة ومعرفة سبب الوفاة وبالتالي زيادة طرق الوقاية وتقليل اسباب الوفاة. وأفاد بأن أهم أسباب الوفيات لدى مرضى السكلر هي الجلطات الرئوية التي تحدث لمريض السكلر لعمر عامين فما فوق. ثم قدمت رئيسة قسم أمراض الدم الوراثية برنامج تنسيق علاج مرضى السكلر بين مجمع السلمانية والمراكز الصحية، فأشاد البروفيسور بالبرنامج واعتبره خطوة إيجابية لعلاج مرضى السكلر، ولكن يجب ان يتم تحت مراقبة بهدف التقليل التدريجي من أخذ المسكنات وأن يعيش المريض بشكل منتج وفعال. ودعا البروفيسور إلى إدخال المرضى الذين يأخذون المسكنات بشكل يومي في برنامج سحب الأدوية المسكنة وتأهيلهم للدخول في المجتمع كمنتجين بحالتهم الطبيعية.

بعدها عقد البروفيسور جراهام سيرجنت اجتماعا مع فريق السكلر بمركز إبراهيم خليل كانو وقد قدم الفريق خلاله نبذة مختصرة عن تأسيس المركز، والجهود التي يبذلها الأطباء والممرضين لتخفيف من معاناة مرضى السكلر نحو عبر إدخال برامج مثل العلاج الطبيعي وجلسات الاسترخاء، كما ناقش الفريق والبروفسور التحديات التي تواجه الأطباء والمرضى نحو إصرار فئة من المرضى على أخذ نوع معين من المسكنات، ووصول بعض الحالات لمرحلة الأدمان، إلى جانب اكتشاف حالات كانت تتعاطى المورفين بدعائها الإصابة بمرض السكلر .

و أكد البروفسور جراهام سيرجنت على ضرورة توعية المرضى في مملكة البحرين بالاستخدام السليم للأدوية والحرص على عدم إدمان إيا منها مشيرا إلى جامايكا البلد الذي فيه يخشى المصابين من الأدمان على أدوية مثل المورفين والبثادين المخدرة فيطلبون علاجهم بأدوية أخرى وكل ذلك نتاج إلمامهم بالتأثيرات السلبية لهذه الأدوية على صحتهم.وفي هذا الموضوع فقد أكد فريق السكلر على توعيه مرضى السكلر وأسرهم عبر برنامج استشارة وتوعية للذين لا يتجاوز أعمارهم 20 عاما إلا أنهم حتى هذه اللحظة يصرون على تناول هذه الأدوية ويؤكدون أنهم لن يتعرضوا لأي أثار جانبية.

واستعرض فريق السكلر تجربة المستشفى العسكري الذي لا يعتمد على المورفين في علاج المصابين بمرض السكلر، بل يعتمد على أدوية أخرى لعلاج الحالات.كما وبحث الفريق ملف وفيات السكلر حيث أكد الفريق أن هناك بعض المرض لا يقومون بزيارة المركز بشكل دوري للاطمئنان على وضعهم الصحي، وأنهم يلجأون إليه فقط عند إصابتهم بنوبة ألم حادة .

وكان البروفسور سيرجنت قد أكد خلال الاجتماع أن نوبات الآلم التي يصاب بها مريض السكلر لا يمكن أن تؤدي إلى وفاته إلا إذا رفقها مضاعفات.كما وقام البروفسور جراهام سيرجنت الخبير الدولي بعد ذلك بزيارة مجمع السلمانية الطبي، حيث ألقى محاضرة حول مرض فقر الدم المنجلي ( السكلر )، ثم قام بلقاء الأطباء والممرضين القائمين على خدمة ورعاية مرضى السكلر، كما وألتقى بعدد من المرضى.

وفي ختام اللقاء، تقدم وزير الصحة بجزيل الشكر والتقدير إلى الخبير العالمي على هذه الزيارة التي تساهم في الارتقاء بالخدمات الصحية لمرضى فقر الدم المنجلي ونقل خبرته في هذا المجال للأطباء والمتخصصين في مملكة البحرين.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً