أدانت فرنسا اليوم الثلثاء (11 ديسمبر/ كانون الأول 2012) "الملابسات" حول استقالة القائم بأعمال رئيس وزراء مالي ، شيخ موديبو ديارا ، والتي تردد أنها كانت تحت ضغط أفراد من الجيش ودعت اليوم أيضا إلى تشكيل حكومة جديدة سريعا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية في باريس فيليب لاليو في بيان إن فرنسا "قلقة إزاء الوضع في باماكو" بعد اعتقال ديارا وإجباره على الاستقالة من قبل أفراد من الجيش تمردوا في وقت سابق هذا العام .وذكر المتحدث في بيان :"يتعين على النظام العسكري الحاكم سابقا وقف تدخله في الشئون السياسية في مالي".وقال لاليو إنه :"يتعين على رئيس مالي ، ديونكوندا تراوري ، أن يعين حكومة جديدة سريعا تحظى بأكبر تأييد من الشعب المالي" ، وأضاف أن التطورات "تؤكد ضرورة نشر قوة أفريقية لارساء الاستقرار".ومن ناحيته ، أعلن الجيش في مالي اليوم الثلثاء أن ديارا اضطر للاستقالة بعدما أقام علاقات سياسية لم يوافق عليها مسؤولو الحكومة ولا الجيش.

وكان ديارا أعلن استقالته وحكومته في كلمة بثها التليفزيون في وقت مبكر اليوم بعدما اعتقله الجيش في منزله. وأفاد المتحدث باسم الجيش بأنه جرى إطلاق سراح ديارا بعد توقيع الاستقالة.ونفى الجيش التقارير الأولية اليوم بأن الجيش ، وعلى رأسه الكابتن أمادو هايا سانوجو،أجبر ديارا على الاستقالة ، لأن الجيش يعارض تدخلا بقيادة أفريقية في شمال مالي ، وهي منطقة تعرضت لسيطرة عدة جماعات مسلحة منذ أوائل العام الجاري.وقاد الكابتن مجموعة عسكرية أطاحت بنظام الرئيس السابق أمادو توماني توري في آذار/مارس الماضي ، واستغل المتمردون المسلحون حالة الفوضى وفرضوا سيطرتهم على المنطقة الشمالية.

وسلم سانوجو السلطة إلى حكومة مدنية للرئيس الانتقالي ديونكوندا تراوري بعد مرور أسبوعين ، غير أن مراقبين قالوا إنه لا يزال يتمتع بنفوذ في العاصمة.وكان ديارا ، القائم بأعمال رئيس الوزراء منذ نيسان/أبريل الماضي، دعا إلى تدخل عسكري دولي في شمال البلد الذي يديره انفصاليون إسلاميون على صلة بالقاعدة منذ حزيران/يونيو الماضي ، وهو ما يعارضه سانوجو.وجاءت استقالة ديارا بعدما اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على إعداد بعثة تدريب عسكري إلى مالي تهدف إلى مساعدة باماكو في استعادة السيطرة على شمال البلاد.وأعلن الاتحاد الأوروبي أن الاستعدادات مستمرة لإرسال البعثة رغم الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء اليوم .