العدد 3752 - الجمعة 14 ديسمبر 2012م الموافق 30 محرم 1434هـ

التفاهم العراقي الأميركي عبر صفحات «الفيسبوك»

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

سنحت لي الفرصة السنة الماضية للتدريس في جامعة بالسليمانية، وهي مدينة كردية تقع في شمال العراق. درّست الأدب الإنجليزي لما يزيد على مئتي طالب جامعي، وأسست صداقات عديدة، من بينها أساتذة وإداريين وطلبة وجيران.

معظم هذه الصداقات من المسلمين، أصبح العديد منهم أصدقاء على الفيسبوك، وبقينا على اتصال، بغضّ النظر عما إذا كنت في الولايات المتحدة أو الشرق الأوسط، ما ساعدني على إدراك قوة الصداقة والعلاقات عبر العالم، بما يخلق جواً من السلام والتفاهم.

تعلّمت أثناء وجودي في العراق الكثير عن العقيدة والثقافة الإسلامية، وهو ما أكّد ما كنت أتوقعه بأن المسلمين العراقيين هم مثلي تماماً ومثل غيري من الأميركيين. هم يحبون عائلاتهم ويحبون الله ويبحثون عن السلام والعدالة في العالم. ربما تكون لهم أعياد دينية مختلفة ورموز مختلفة واحتفالات وممارسات مختلفة، ولكن على المستوى الأوسع، نحن وحدة واحدة متحدة تحت مظلة أعظم من خدمة الآخرين وخدمة الرب خالقنا جميعاً.

أصبح الإعلام الاجتماعي شائعاً، ولكن قدرته على زيادة الوعي العالمي وتيسير التفاهم عبر الثقافات لا يتم تقديره بشكل كافٍ. تصل الاشتراكات في الفيسبوك حوالي المليار من الناس، ولدى معظمنا «أصدقاء» في دول أخرى حول العالم. تصل وسائل الإعلام الاجتماعي مثل الفيسبوك والتويتر واليوتيوب والتملر والرديت وغيرها، الناس عبر كوكبنا وتخلق فرصة للمواطنين «الدبلوماسيين» للانخراط في نشاطات بناء السلام على المستوى الصغير كمدخل لبناء التفاهم عبر العلاقات.

يعطي الفيسبوك وغيره من المنتديات الإعلامية الناس الذين لا يملكون القدرة على السفر، سبل الوصول إلى أصدقاء المراسلة الإلكترونية. لم يكن إيجاد أناس عبر العالم لبناء صداقات معهم أكثر سهولةً في يوم من الأيام.

تمكن هذه العلاقات ملايين الناس من التواصل مع الآخرين عبر الفروقات العنصرية والعرقية والدينية والثقافية والوطنية والاقتصادية. باختصار، تمكن هذه العلاقات من التواصل بين أناس ما كان بالإمكان أن يتلاقوا لولاها. وهي تعطينا فرصاً لبناء علاقات يمكنها أن ترعى سياسات السلام، لأننا نعرف الآن واقع الأصدقاء على الطرف الآخر من الكوكب، بينما كان الآخرون في الماضي بعيدين وكانت حياتهم غير متعلقة بحياتنا.

وراء الوصول القوي للإعلام الاجتماعي، نملك اليوم القدرة على الحفاظ على، وتطوير مستوى من التفاهم لهؤلاء المشاركين في نزاعات وقضايا بعيدة عبر عيون أصدقائنا.

يمكن لتواصلنا أن يتراوح من تحيةٍ بسيطةٍ إلى حوارٍ كبير. يرسل لي أصدقائي المسلمون، بمنتهى السهولة، تمنياتهم بعيد ميلادي وأعياد الميلاد والفصح، وأرد عليهم بتمنياتي في أعياد ميلادهم وأعياد الفطر والأضحى.

تمكنت كذلك من عقد حوارات معمّقة مع أصدقاء فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الأخيرة في الولايات المتحدة، وما عنى ذلك بالنسبة لسياسات الولايات المتحدة.

بعد الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي بليبيا يوم 11 سبتمبر/ أيلول، تسلّمْتُ مئات الاعتذارات، رغم أن أصدقائي كانوا على بعد مئات، بل آلاف الأميال وقتها، ولم يكن لهم ما يربطهم بذلك العنف.

بالمثل، كتبْتُ الكثير عن شريط الفيديو العدائي، «براءة المسلمين»، مذكّراً أن ذلك ليس هو الأسلوب الذي يفهم فيه غالبية الأميركيين أو المسيحيين الإسلام، معتذراً عن إعداد هذا الفيلم، رغم أنه لم تكن لي علاقة به. تعتبر فرصة ثمينة أن يكون للإنسان شخص يمكن الاتصال معه للمساعدة على عقلنة ما يبدو أنه هجوم أو انتهاك للمعتقدات.

هذه النقاشات الحقيقية، التي تجري إلكترونياً عبر تقدم كبير في التكنولوجيا، تقدّم للعالم فرصةً لتأسيس علاقات وإجراء الحوار وتحقيق السلام، حيث نرى أنفسنا أعضاءً في أسرة واحدة كبيرة ممتدة. ويظهر لنا استخدام هذه الأساليب لتشجيع علاقات إيجابية وحوارات بديلاً لاستخدام التكنولوجيا لصنع أسلحة موت ودمار، أكبر وأسرع وأكثر قوة وبطشاً.

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3752 - الجمعة 14 ديسمبر 2012م الموافق 30 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً