العدد 3754 - الأحد 16 ديسمبر 2012م الموافق 02 صفر 1434هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

الدلال الزائد... أمومة متعثرة

يقال «الأم مدرسة»، فهل هي ذات جدران وفصول وكراسي وكراسات، أم هي ألفاظ وكلمات وإيحاءات ورمزيات؟! ترى هل تكون كل الأمهات مدرسة؟ وهل كل مدرسة ذات علوم نافعة؟!

قد تكون كذلك لكنها بلاشك ذات أساليب شتى ومفاهيم مختلفة، فالأمهات متشابهات بحمل لقب (الأم)، لكنهن مختلفات في إدارة مدارسهن التربوية.

(علي) طفل تربى في حضن امرأة تخاف على ضياع ظله، ترتمي كالخادمة طوع أمره... تلتقط ما يسقطه عمدا وهي تبتسم له... تلبي كل طلباته... وتثير المشكلات حينما يتمنع والده عن شراء بعض متطلباته.

علمته أنه حينما يبكي فإنه بلاشك سيحصل على ما يريد، فهي لا تحتمل تقاطر الدموع على وجنتيه... وعلمها هو أن تلبي طلباته بلا تردد... فخضعت له، فمن كسب الرهان؟

بلاشك كان صاحبنا الطفل الصغير (علي) هو من كسب الرهان وانتصر على حواجز والدته المهترئة، فكان أن دللته دلالا مفرطا أفسده إلى حد ما، ذلك أن الحب الزائد والدلال المفرط قد يأتي بنتيجة عكسية فيخلق منه طفلا مكتئبا كثير الشكوك، سريع الانفعال وهذا ما تصنعه أيدي الآباء والأمهات... لذلك يقول الإمام الباقر (ع): «شر الآباء من دعاه البر إلى الإفراط».

كبر (علي) ودخل المدرسة... أصبح عنيفا... شديد التعصب، وقد قبض بيد من حديد على ذلك المنزل وسيطر على كل شيء بصراخه وبكائه وثورة الغضب التي كان يفجرها كلما أراد شيئا؟ أليست أسلحة فتاكه؟ لعائلة مستسلمة وطفل ذكي كهذا؟!، بلى تلك أسلحة فتاكة بلاشك.

واستمرت الأم في استسلامها وانهزاميتها المقيتة... فقط تخيلوا أن يكون المسيطر على العائلة والممسك بزمام الأمور والمتحكم بمصير كل من حوله طفل لم يبلغ الثامنة من عمره... ترى كيف تكون حياتهم؟ فقط أطلقوا العنان لمخيلتكم.

أغدقت عليه تلك الأم حنانا مبالغا ودلالا مفرطا حد الهوس، وكانت تظن بأنها تحرث أرضه بمنجل متوازن وأنه سيثمر رمانا، لكنها للأسف لم تكن تعلم بأنها تغرس سكين الموت في عمق بناء الشخصية السوية... وكما يقول المثل الفرنسي: «ضربة سيف في الماء»، وهي كذلك تضرب بسيفها في الماء، فهل يؤثر السيف في الماء؟ هل من نتيجة؟

كبر علي وكبرت معه فكرة أن كل الأمور رهن إشارته مهما تكن، فهل كان الذنب ذنبه وحده؟ بالطبع لا، فهو بذرة غرستها يدي (الأم) وهناك طريقتين لغرس البذرة... طريقة متأنية حذرة... وطريقة متعجلة خطرة، وأظنها في حالة (علي) فقد تم استخدام الطريقة الثانية، فما تغرسه بيديك تجنيه مستقبلا أمام عينيك. إما تكون شجرة حلوة الثمر أو شجرة قاسية كالصبار أو النباتات الشوكية. أما بذرة الدلال الزائد فلن تثمر أبدا، بل ستتحول إلى نبتة قاسية كلما سقيتها ماء ازدادت قسوة وتفرعت أشواكها وتدلت أغصانها بلا ثمر.

تقول الاختصاصية الاجتماعية بديعة النقشبندي: إن من أخطر الأمور التي يواجهها الشخص الذي لقي دلالا زائدا في حياته هو شعوره بالوحدة الناتجة عن نفور الناس من حوله بسبب خصال سلبية في شخصيته كالكسل وغياب روح المبادرة وعدم الشعور بإحساس الآخرين والتعالي عليهم... كل ذلك يخلق منه شخصا غير اجتماعي يبدو منعزلا وكئيبا.

بلغ (علي) السادسة عشرة من عمره وهو يخوض غمار المرحلة الثانوية... أصبح أكثر تمردا وعصيانا... وبالنسبة للأم المرهقة فقد حان القطاف... تحلم أن يحقق ابنها حلمها الكبير بأن يكمل دراسته ويحقق أملا كادت أن تلامس أطرافه، لكنه أصبح كارها للدراسة وليس لديه أي هدف في الحياة، ذلك أنه يمتلك كل شيء وكل طلباته مجابة، فلماذا قد ينهك نفسه بعذاب الدراسة وتسلسل السنوات المرهقة؟! ومن ثم البحث عن وظيفة ووالديه يغدقان عليه من الخير الكثير؟... ذلك أن التخمة أشد فتكا من الجوع وهذا مثل ألماني... أما من حرم ولو القليل في حياته ستجده يلهث وراء حلمه كالمجنون يعد الأيام والساعات حتى يحقق حلمه بأن يكون طبيبا، مهندسا، معلما، محاميا... أيا كان الحلم.

أم علي شعرت بالإحباط الشديد وهي ترى حلمها يتهاوى أمام عينيها... أسرعت تلملم ما بقي من آمالها المتناثرة، وأحضرت له مجموعة مدرسين خصوصيين إلى المنزل كونه ضعيفا في غالبية المواد الدراسية، وكان مطيعا لأمرها ممتثلا لما تطلب فقط إن هي وافقت على إعطائه (رشوة) لقاء جلوسه إلى المدرسين، فكانت إما تعطيه مبلغا من المال أو تشتري له بعض الأجهزة الإلكترونية، وما شاكل وكانت أن رضخت لذلك أيضا، فما رأيكم؟ هل كان حلا مثاليا؟

ترى هل انتهت الحكاية؟... لا لم تنته بعد، فقد مرت السنوات ولايزال صاحبنا متمردا حتى على نفسه فقد كبرت معه كل تلك الأشياء التي حين تكبر لا تصغر أبدا، وبلغ من العمر 23 عاما. وقد فشل في إكمال دراسته وتنقل من وظيفة إلى أخرى، فلا شيء يعجبه ولا يمكن لشخص مثله أصلا أن يتحمل ضغط العمل مهما يكن... أصبح كالتائه بلا طريق ولا هدى... وأصبح يتسكع بين المقاهي وصالات السهرات الليلة ويبعثر أمواله هنا وهناك (ولم لا؟)، فتلك الأموال ليست نتاج عمله بل من عذابات والده الذي أفنى عمره في العمل في عدة مجالات من أجله.

وبعد أن كبرت تلك الشجرة وأثمرت ثمرا مرا كالعلقم، فهل يمكن تغييرها؟ هل يمكن تحويلها إلى شجرة ذات ثمر حلو المذاق كثيرة العطاء؟

لو سلمنا أنه بالإمكان فعل ذلك فسيكون صعبا، بل أقرب إلى المستحيل، فقد اقتضت الحكمة في تربية الأطفال أن نخلق حالة من التوازن... شيء من الحب والحنان وشيء من المنع وشيء من الردع وكثير من النقاش الهادئ البناء، فلا إفراط ولا تفريط فقط سلمه بيد وخذ باليد الأخرى وعلمه أن الحياة أخذ وعطاء.

تنويه: لست أما مثالية لكنني أطمح أن أكون أفضل.

نوال الحوطة


بعيداً عن السياسة!

تسارع الأحداث وتوترها هنا وهناك وتزاحم النشرات الإخبارية بالأخبار التي تثير الخوف والهلع أحيانا، والحزن والهم أحيانا، يدفعني إلى مراقبة الموقف من بعيد جدا، اكتفي بنشرة أخبار واحدة يوميا، وابتعد كل البعد عن الصفحات السياسية مؤقتا...

- شعرت بالسعادة عندما احتجبت بعض الصحف المصرية عن الظهور، لا أتحدث عن الغاية أو الهدف الذي كانت ترمى إليه بالاحتجاب، لكن فقط لأن يوما من عمر مصر قد مر من دون شائعات أو أخبار تثير الحزن والملل، ومقالات «ردح» تحت مسمى «الرأي»، وتمنيت لو أن باقي من ظهر في ذاك اليوم شاركوهم عدم الظهور.

- قرأت معلومة غريبة تقول ان مضغ اللبان أثناء تقطيع البصل يمنع الدموع!، لم أجربها... لكن أعتقد أنها ستفرح السيدات كثيرا.

- أعتذر عن النقاط التي لا يوجد أمامها أي تعليقات... لكنني فعلا بحثت عن أي شيء يمكنني كتابته بعيدا عن السياسة ولم أجد!

أحمد مصطفى الغر


غناوي العيسى

بحرين

يا كَلْمِهْ تَرْقُصْ بِاْلْلَحَنْ ... وُيا فَنْ ما فُوْقَهْ فَــنْ

يا دِيْرِتِي يا غِنْوِتِـي ... مَعْشُوْقْ قَلْبِي يا وَطَـنْ

وَلْهانْ واْنِهْ بِيْنْ إِيْدِيْكْ ... مِشْتاقْ واتْلَهَفْ عَلِيْـكْ

عِشّاقْ هَاْ الْدِنْيِهْ تَبِيْكْ ... رُوْحِي وُعُمْرِي يا وَطَنْ

عِزِّى وُكَرامَةْ كِلْ هَلِي ... حِصْنِي إِذا غارُوْا عَلَـي

يَحْمِيْكْ رَبِّي اِلْعَلِــي ... وِيْصُوْنْ أَرْضَكْ يا وَطَـنْ

يا أَحْلَى إِسْمٍ في اِلْوُجُوْدْ ... دُرَّهْ وُرُوْحِي لَـجْ حُدُوْدْ

بَحْرِيْنْ يا أَرْضْ اِلْخُلُـوْدْ ... يا رُوْحْ رُوْحِي يـا وَطَنْ

خليفة العيسى

العدد 3754 - الأحد 16 ديسمبر 2012م الموافق 02 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً