العدد 3770 - الثلثاء 01 يناير 2013م الموافق 18 صفر 1434هـ

الولايات المتحدة تتجنب "الهاوية المالية" وارتفاع البورصات العالمية

اقر الكونغرس الاميركي مساء الثلثاء قانونا جنب الولايات المتحدة تدابير تقشف صارمة عرفت باسم "الهاوية المالية" ليحقق الرئيس باراك اوباما بذلك انتصارا بفرض ضريبة اعلى على الميسورين ولكنه اجل لبضعة اسابيع ملفات اخرى شائكة.
وبدت الاسواق مرتاحة لاتفاق اللحظة الاخيرة وسجلت ارتفاعا مع بدء العام الجديد.

فبعد يوم اغلاق الثلثاء بمناسبة عيد رأس السنة فتحت بورصة وول ستريت على ارتفاع حيث كسب مؤشر داو جونز 1,57% وناسداك 2,54%.
وعند حوالى الساعة 15,00 (14,00 ت غ) ارتفعت بورصة باريس 2,15% في اعلى مستوياتها منذ تموز/يوليو 2011، ولندن 2,35% حيث تجاوزت للمرة الاولى منذ الموعد نفسه 6000 نقطة.

وفي هونغ كونغ اغلقت الاسواق جلستها الاولى في العام بارتفاع 2,89%.
وليل الثلثاء بعيد الساعة 23,00 (04,00 تغ الاربعاء) اقر القانون في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون بعد 24 ساعة على اقراره في مجلس الشيوخ حيث يشكل الديمقراطيون اغلبية.
ويقضي الاتفاق بزيادة الضرائب على الاميركيين الميسورين (رفع الضريبة من 35 بالمئة الى 39,6 بالمئة للعائلات التي يفوق دخلها السنوي 450 الف دولار).
لكنه يترك عددا من المسائل معلقة بشأن الاقتطاعات في النفقات العامة ولا سيما في القطاع العسكري والتي تأجل استحقاقها لشهرين وهي تنذر بمعركة جديدة بين البيت الابيض والمحافظين.
ورحب اوباما باقرار القانون، مؤكدا انه حقق بذلك احد وعوده الانتخابية بجعل النظام الضريبي اكثر عدالة.
وفي تحذير لخصومه الجمهوريين الذين قد يسعون الى تعويض خسائرهم بعدما اضطروا الى القبول بزيادة الضرائب على الطبقات الميسورة، اكد اوباما انه سيرفض التفاوض معهم على شروط زيادة السقف القانوني للمديونية، وهو ما يتوجب القيام به في الربع الاول من العام 2013، مقابل زيادة سقف الديون الحكومية.
وقال اوباما في تصريح مقتضب ادلى به للصحافيين قبيل الحادية عشرة والنصف مساء الثلثاء "ان احدى ركائز حملتي الانتخابية كان تغيير مادة في قانون الضرائب تميل كثيرا لصالح الاثرياء على حساب الطبقة المتوسطة".
واضاف "لقد فعلنا ذلك هذا المساء بفضل اصوات الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس"، وذلك بعد عشرين دقيقة على اقرار مشروع القانون في مجلس النواب بعد مجلس الشيوخ.

وايد 257 نائبا القانون الذي عارضه 167 منهم.
وصوت مجلس الشيوخ الذي اجتمع عشية رأس السنة لاول مرة منذ اكثر من اربعين عاما لصالح القانون باغلبية ساحقة من 89 صوتا مقابل 8 اصوات معارضة.

وتوصل الى التسوية نائب الرئيس جو بايدن مع زعيم الاقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل.
وايد قسم من الجمهوريين القانون على الرغم من رفضهم المبدئي لاي زيادة ضريبية، لان البديل كان سيؤدي الى ما يعرف ب"الهاوية المالية" التي تنص على زيادة الضرائب على مجمل المكلفين الاميركيين تقريبا واقتطاعات كبيرة في نفقات الحكومة الفدرالية وخصوصا من ميزانية الدفاع.
وقطع اوباما اجازته في ارخبيل هاواي في المحيط الهادئ غداة عيد الميلاد لادارة هذه الازمة التاسعة له مع الجمهوريين في الكونغرس.
وقبل مغادرته البيت الابيض للعودة واكمال اجازته مع عائلته، قال اوباما "ان ما آمله خلال السنة الجديدة هو أن نركز على ان نرى مدى قدرتنا على التوصل معا الى رزمة مماثلة لهذه ولكن من دون كل هذه المبالغة ومن دون الوصول الى الهاوية، والا نخيف الناس بهذا القدر".
واضاف اوباما محذرا "في الوقت الذي ساتفاوض فيه حول أمور عدة، فانا لن اخوض نقاشا آخر مع هذا الكونغرس حول ما اذا كان ينبغي او لا ينبغي عليهم دفع الفواتير التي راكموها من خلال القوانين التي مرروها"، مذكرا بما حصل في صيف 2011 عندما كان هذا النقاش وراء قرار وكالة التصنيف الائتماني ستاندرد اند بورز خفض درجة تصنيف الولايات المتحدة.
واضاف اوباما "دعوني اكرر ما قلته. لا يمكننا ان نمتنع عن دفع الفواتير التي حملناها لأنفسنا".
وتابع "اذا رفض الكونغرس أن يعطي حكومة الولايات المتحدة القدرة على استيفاء هذه الفواتير في الوقت المحدد، فستكون النتيجة كارثية على الاقتصاد ككل، واسوأ بكثير من تاثير الهاوية المالية".
وبعد شهرين من اعادة انتخابه لولاية ثانية واخيرة من اربع سنوات، حصل اوباما على ما كان يسعى اليه، وهو انتهاء اجل الهبات الضريبية الموروثة من عهد سلفه الجمهوري جورج بوش.
لكن كان على اوباما ان يخفض سقف مطالبه، وقد ابدى بعض الديمقراطيين خيبة املهم لانه دافع خلال حملته عن زيادة الضرائب على الاسر التي يزيد دخلها عن 250 الف دولار سنويا وليس عن 450 الف دولار.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً