العدد 3778 - الأربعاء 09 يناير 2013م الموافق 26 صفر 1434هـ

إلى متى ستستمر الأزمة البحرينية؟

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

قبل يومين (7 يناير/ كانون الثاني 2013) قضت محكمة التمييز بحكم نهائي بإدانة 13 ناشطاً ممّن تقدموا بطعون، وهي القضية التي عرفت بـ «مجموعة الـ21»، وصدرت ضدها أحكام أقصاها السجن المؤبد وأقلها 5 سنوات. وبغض النظر عما جرى من مداولات ونقاشات بشأن هذه الأحكام، إلا أنها تثير في أذهان البحرينيين جميعاً سؤالاً واحداً، هل تعني هذه الأحكام أن الأزمة في البلاد ستبقى إلى الأبد دون حل؟ وإلى متى ستستمر هذه الأزمة؟

الموضوع عندما يطرح، يمكن أن يتناول من وجهتي نظر، الأولى ترى أن الحل الأمني استطاع أن يطيح تدريجياً بأوار الحراك الشعبي، وتستشهد بمقولة أين كنا في فبراير/ شباط ومارس/ اذار 2011 وأين أصبح هذا الحراك الآن؟ وكم يبدو حجمه اللحظة؟ وكيف سيبدو بعد عامين أو اثنين؟

وجهة النظر الأخرى، هي التي تعتقد بأن تغليب الحل الأمني منذ مارس 2011 حتى الآن، لم يكن قادراً - ولايزال - على إنهاء مطالب الناس نحو الديمقراطية والحرية، لأنها مطالب فطرية تنزع إليها كل المجتمعات المتحضرة، وشعب البحرين ليس أدنى من شعوب الأرض وليس أقل شأناً منها، وأن هذا الحل الأمني لن يكون قادراً اليوم ولا في المستقبل على إنهاء هذه الأزمة، وجل ما يقدمه هو أنه يزيد استنزاف هذا الوطن ويعمق جراحات الناس، ويعقّد الأوضاع ولا ينهيها.

وجهتا النظر، تمتلكان في الواقع ما يدعمهما بشكلٍ أو بآخر، غير أن الحل الأمني وإن استطاع أن يقلّل زخم الحراك الشعبي، إلا أنه غير قادر على إنهائه، والدليل على ذلك، هو استمرار الهبات الشعبية في البلاد على مدى العقود الماضية، وقريبٌ منا تجربة الهيئة الوطنية في الخمسينيات التي نفي قادتها إلى سانت هيلانة أقصى المحيط الأطلسي، ثم عاصفة الحركة العمالية في الستينيات، ثم الضربة الأمنية الموجعة إلى الحركة اليسارية في السبعينيات، وتشديد الخناق على الحركات الإسلامية مطلع الثمانينيات، فانتفاضة التسعينيات، كلها حقب غلب فيها الحل الأمني، ومُلئت السجون والمنافي ومورس التعذيب بأبشع صوره، فماذا كانت النتيجة؟ المآل كان أن الحراك الشعبي بعد كل مرحلةٍ يزداد ولا يقل!

لنا أن نعترف أن حراك فبراير 2011 وما تلاه، بغض النظر عمن يؤيده أو يرفضه ويقف ضده، كان الأكبر حجماً وأثراً على المجتمع البحريني، لذلك كان حجم الانتهاكات التي قوبل بها كبيراً جداً بل صادماً للجميع، وأكثر ما آلم الناس فيه بالإضافة إلى فداحة الانتهاكات، حملات الكراهية التي مورست جهاراً ودون استحياء ودون خطوط حمر، ولم يستثن البشر ولا الحجر!

ولكن يبقى السؤال مطروحاً ونحن ندخل عامنا الثالث مما جرى، هل انتهى كل شيء؟ هل استطاع الحل الأمني أن يقبر مطالب أهل البحرين نحو الديمقراطية والحرية والكرامة؟ وهل سيستطيع عبر تقطيع الوقت؟ بالتأكيد لا، وألف لا، لأن استمرار ذلك معركة خاسرة للجميع، لا رابح فيها إلا من لا يريد لهذا الوطن أن يكون سعيداً.

نحن نؤمن بما آمنت به جميع الشعوب على وجه هذه الأرض، بأن كلفة الحلول الأمنية أكبر من كلف الحلول السياسية والنزوع إلى الديمقراطية، ونؤمن بأن شعب البحرين يستحق أن يعيش بكرامة وعزة، وحقيقة لا نعلم إلى متى ستستمر الأزمة في البلاد، لكن جلّ ما نرجوه هو أن يكون غد البحرينيين كلهم، أجمل من يومهم وأمسهم.

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 3778 - الأربعاء 09 يناير 2013م الموافق 26 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 4:41 ص

      التاريخ يشهد

      التاريخ يشهد بأن القمع ونفي الناس الى الخارج للسكوت عن مطالبهم لا يفيد بشيء والشعوب الحرة لا تقبل الذل

    • زائر 10 | 2:44 ص

      تكمله

      فَعليٌّ قالها قولاً بليغاً عنهُ يُؤثَرْ
      إنَّ مَنْ يَطَّلبَ المَوتَ حَياةً يَتحرَّرْ
      وَالذي في دارهِ يُغزَى بسَومِ الذَّلِ يُقْهَرْ

    • زائر 9 | 2:43 ص

      14 فبراير

      ورطوا الربع وخسروا سمعتهم حتي دول الخليج تحاسب لهم وصرنا منبوذين ماذا بقي لينه

    • زائر 6 | 2:03 ص

      بارك الله فيك

      ياليت ترسل هذه المقالات للحكومة الموقرة وبطلب الرد عليها وينشر في جريدتكم واحسنت ايها الكاتب

    • زائر 4 | 1:56 ص

      العرب الى اين

      شعوب الارض تتقدم وتتحضر والعرب للخلف سر ،مؤامرات انتهاكات عنصرية تخلف قتل قمع _ العالم الى الافضل ونحن الى الاسؤ

    • زائر 3 | 12:58 ص

      لا ولن يستطيع الحل الامني اخماد صوت الشعب

      لا زال الشعب متمسكا بمطالبه ويحاول تحريكها واذاعتها بشتى الصور السلمية وهذا ما يحرج السلطة فلا يمكن لسلطة ان تبقى بهذه الصورة والمطالب الشعبية باقية حبسوا نعم عذبوا نعم ولكن ذلك زاد الناس اصرارا على مطالبهم وحتى من لم يكن يتناول السياسة اصبح الآن عضوا فاعلا

    • زائر 2 | 12:40 ص

      لأ تعمم

      لأ تقول أهل البحرين بشكل عام قول طائفتك بروحها ومو كلها بعد أنا شيعيه ومطالبكم ما ابيها

    • زائر 5 زائر 2 | 2:02 ص

      ما تبينها كيفك بس هكذا خلق الله البشر احرار ويطالبون بحريتهم اذا سلبت

      خلق الله الانسان وميزه على خلقه بكرامته وجاءت الديانات السماوية كلها من اجل كرامة الانسان
      من المؤكد هناك من يدمن العبودية لغير الله هذا شيء يخصهم هم ولكن لا يعمّم على باقي البشر

    • زائر 7 زائر 2 | 2:24 ص

      اللهجة

      اللهجة واضحة انش شيعية...

اقرأ ايضاً