العدد 3784 - الثلثاء 15 يناير 2013م الموافق 03 ربيع الاول 1434هـ

قوة مصر قوة للعرب

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

تابعت لقاء رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، الذي أجرته معه قناة «الجزيرة» عند زيارته لمصر في الأسبوع الماضي، وقد تناول رئيس الوزراء موضوعات متعددة قال إنه بحثها مع المسئولين المصريين، منها الموضوع السوري والعراقي، وبطبيعة الحال موضوع العلاقات القطرية المصرية. وهذا الموضوع هو الذي سأخصص له مقالي هذا الأسبوع لأهميته الكبرى ليس لمصر أو قطر، بل للعالم العربي كله.

نقل رئيس الوزراء كلمة لسمو الأمير قال: إنه -أي الأمير- يردّدها كثيراً، وهي قوله: «إذا كانت مصر قوية فنحن نكون أقوياء». أعجبتني هذه الكلمة كثيراً لأنني أؤمن بها ومنذ زمن طويل. وقد كتبت أكثر من مقال حول أهمية أن تتعاون الدول العربية الغنية مع مصر لإنشاء مصانع متنوعة الإنتاج لتكفي حاجة العرب جميعاً من السلاح والطعام واللباس وسواها، لكي لا يستمر العرب عالة على أعدائهم؛ يبيعونهم إن شاؤوا وقد يوقفون هذا البيع في أي وقت شاؤوا، وهنا سيصاب العرب بالشلل التام ثم النهاية المفجعة؛ لأن معظم حياتهم تقوم على ما يستوردونه من الغرب.

وقلت مرة إن المملكة العربية السعودية لو وضعت يدها في يد مصر لاجتمع المال والعقل والأيدي العاملة، ولانعكس هذا قوة عظيمة للبلدين، ومن ثم لكل العرب جميعاً.

كلمة أمير قطر جاءت في وقتها المناسب وفي أكثر من اتجاه، فالحكومة المصرية الحالية أكثر حرصاً على المصالح العربية من الحكومة السابقة، وقد رأينا مواقفها -رغم قصر مدتها- من «إسرائيل» ومن سورية، ومن قضية الأحواز وغيرها من القضايا، التي لم يكن أحد يتحدث عنها بالطريقة التي نراها اليوم! هذه المواقف المغايرة للحكومة السابقة هي التي جعلت «إسرائيل» وأعداءها في المنطقة من سياسيين ومثقفين وكتّاب صحف وإعلاميين وسواهم، يتخذون مواقف عدائية سافرة -ووقحة أيضاً- من الحكومة المصرية، فوصفوها بأبشع الصفات، وضيّقوا عليها بكل ما يستطيعون، ودفعوا أموالاً طائلة لمحاولة إسقاطها أو تشويه سمعتها.. ومن هنا جاءت خطوة قطر الأخرى الاقتصادية، فقد ذكر الشيخ حمد بن جاسم أن قطر وهبت وأقرضت واستثمرت في مصر بمليارات الدولارات، وهذا كله بطبيعة الحال سيساعد مصر على تجاوز الأزمة الاقتصادية التي صاحبت الثورة وما تبعها من محاولات متعددة لإجهاض الثورة بكل الوسائل، ومنها التأثير السلبي على الاقتصاد.

قطر قامت بدورها من منطلق قناعاتها بأهمية استقرار مصر لكل العالم العربي، والحديث عن أهداف سياسية لها في مصر لا يعدو أن يكون نكتة، فقد قيل قبل هذا عن دورها أو دور المملكة في سورية والعراق، ومن طبيعة الفاشلين أن يحمّلوا الآخرين نتائج فشلهم، لكي يستروا عيوبهم ودسائسهم، وما علم هؤلاء أن الحق لا يحتاج إلى دليل.

أملي أن يضع كل العرب وقادتهم أيديهم في أيدي قادة مصر ليكونوا أعزة أقوياء، لا أتباع ضعفاء، فهل يفعلون ذلك؟

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 3784 - الثلثاء 15 يناير 2013م الموافق 03 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 9:35 ص

      أسفاً على مصر

      ياليت الواقع كما تقول يا دكتور. الواقع مختلف تماماً، فثورة مصر التي فجرها الشباب ركبت عليها التيارات والتنظيمات القديمة المعمرة. وهذه هي المشكلة والآن يريدون أن يشترون ثورتها بالفلوس.

    • زائر 2 | 11:41 م

      ??

      مقال مستهلك وأفكار يعرفها الصغار والكبار في البحرين، هذا الطرح يناسب سكان دول أخرى اما المواطن البحريني وقارئ الوسط بالذات لا يحتاج لمثل هذه الموضوعات التي لا تضيف جديد، مثل هذا الموضوع يكتبه الطلبة في مواضيع التعبير

    • زائر 1 | 10:23 م

      تحليل ناقص

      كل الدول العربية وحتى مصر الآن خيارها ليس بيدها من اجلس الإخوان في مصر على الحكم هي أمريكا... هذا للعلم فقط موقف مصر من فلسطين وسوريا موقف مخزي يصب في مصلحة إسرائيل وهي اول الضاحكين بعكس تفسيرك مصر القوية لن يضعفها من يحاول شراء وسرقة ثورتها بالدراهم

اقرأ ايضاً