العدد 3791 - الثلثاء 22 يناير 2013م الموافق 10 ربيع الاول 1434هـ

الشباب... القوة الأساسية خلف الربيع العربي

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

قريباً ستحل الذكرى الثانية على ثورة 25 يناير/كانون الثاني في مصر كما حلت من قبلها بأسبوع الثورة التونسية في 14 يناير في نفس العام 2011، وهي ذكرى مستمرة لأن حراك التغيير في الشارع العربي مازال مستمراً، ولا يبقى في بلد دون سواه؛ لأن تطلعات وحاجات أجيال اليوم اختلفت عن أجيال الأمس.

هكذا يقرؤها المراقبون والمهتمون بشأن بلدان المنطقة العربية من الخليج إلى المحيط؛ إذ يرى منهم أن مقاومة ذلك لن تنفع ولكن ستهلك الدولة في ظل استمرار التجاهل والعناد الذي يكبل شريحة كبيرة من المجتمع ألا وهي الشباب ومدى جدية حكومات المنطقة في التوصل إلى تسوية مع المعارضة والشارع.

ومن الملاحظ أنه لا يختلف من بلد عربي لآخر؛ فالدعوة إلى الحرية والكرامة كانت هي ذاتها في كل ميدان وعاصمة عربية، وإن تجزئة وتصنيف ذلك بحسب المزاج العربي، الذي مازال يعيش بعقلية أمنية، لن يغير من الواقع شيئاً، عدا أن الأجيال ستتمسك بما تطالب به وربما تتطرف بسبب تطرف الحكومات التي تلجأ إلى الحلول الأمنية وليس إلى الحلول والتنازلات السياسية التي تسمح بالتعددية والمشاركة.

إن ما يحدث في الساحة العربية يؤكد تشدد الحكومات إزاء ما يطالب به الحراك الشعبي الذي مازال يخرج في الشوارع رغم القمع ورغم المواجهات مع الحكومة التي تزداد أساليبها عنفاً يوماً بعد يوم، مما جعل البعض يرد بالعنف كردة فعل لقمع الحكومة القامعة لصوته، بينما هناك من يرفض هذا المبدأ، أي مبدأ العنف، ويصر على السلمية، وهو ما خلق اليوم فجوة بين الأجيال والفصائل المطالبة بالتغيير الحر وبالتعددية السياسية؛ لأن جيل اليوم شهد إراقة الدماء وغير مستعد لقبول النظام بشكله الحالي، وآخر يريد تغييراً في الحكومة وإصلاحاً جذرياً يسمح بالتعددية وبدستور معدل يحفظ حقوق المواطن على أساس العدل والمساواة ولا يصنفه ضمن تصنيفات أخرى.

وهو ما نبهت إليه وكيلة وزارة الخارجية الأميركية تارا سونشاين في الكلمة التي ألقتها بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى (16 يناير 2013) بواشنطن، عن أهمية فئة الشباب في مرحلة ما بعد ثورات واحتجاجات الربيع العربي، إذ قالت عن الشباب والمنطقة العربية: «أود التحدث عن كيفية استخدام هذا الانخراط العميق والمُعقد، الذي نسميّه الدبلوماسية الأميركية العامة، في مثل هذه المنطقة المعقدة للغاية، والمتحركة والمتقلبة بسرعة، ولماذا يتعين علينا مضاعفة جهودنا على الرغم من التحديات التي تواجهنا. أولاً، دعوني أقدم بعض المعلومات الخلفية. قبل سنتين فقط، في الدوحة، نبّهت الوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إلى أن أسس المنطقة كانت – واقتبس كلماتها الآن – «تغرق في الرمال». منذ ذلك الحين، وفي مختلف بلدان المنطقة، شاهدنا المتظاهرين ينزلون إلى الشوارع ويستخدمون الإنترنت»، مضيفة «لقد شاهدنا دكتاتوريات طال وجودها تتهاوى، وانتخابات تنافسية وحرة، ونواحٍ أخرى من الانتقال الديمقراطي، وبصورة مأساوية، نزاعاً دموياً في سورية والنظام يهاجم مواطنيه. هذه القصة الإنسانية التي سرعان ما عُرفت بـ (الربيع العربي)، لا زالت فصولها تتبلور، أما السرعة التي تكشفت فيها، ولا زالت تتكشف، فلا يجوز أن تصرف انتباهنا عن تقدير الوتيرة المتأنية التي يتطلبها التقدم الديمقراطي».

سونشاين رات أن حكومات المنطقة لا يجب أن تكون في منأى مما يحدث في الشوارع العربية من قبل الشباب، فالتغيير قادم ويجب التأقلم، والجميع شركاء في التغيير، ومن الضروري عدم إقصاء أي طرف، «إننا نعرف أن التغيير الإيجابي والمستدام في هذه المنطقة سيأتي نتيجة العمل الشاق والمُنسّق من جانب المواطنين، والقيادات السياسية، والمنظمات غير الحكومية، والشركاء الآخرون الذين يكرسّون جهودهم في سبيل قيام مجتمعات تعددية وشاملة. وندرك أيضاً أنه لا يمكننا أن ندع التحديات تحول دون المضي قدماً، والقيام بانفتاح دبلوماسي واحد، واتفاق متعدد الأطراف واحد، وبرنامج واحد، وتبادل واحد، وشراكة واحدة، وتجارة أو استثمار واحد، في كل مرة»، مضيفة «وتركز دبلوماسيتنا العامة على الشباب، إنهم القوة الأساسية خلف الربيع العربي، وإنهم عناصر تغيير مستقبل المنطقة. إنهم القيادات الناشئة والمبدعون الذين يستطيعون قيادة بلدانهم واقتصاداتهم نحو الإنتاجية والفهم العالمي الأكبر».

سونشاين وصفت الشباب العربي، بأنه هو من يقف خلف الربيع العربي، وهو القوة الأساسية الداعمة للتغيير، وعدم الاستماع لحاجاته ومطالبه والتعامل معه ومع من يختلف في الرأي بالقمع سيجعله أكثر إصراراً بل وتحوله من طالب سلمي إلى داعم إلى العنف كمبررٍ لردة الفعل التي واجهها عندما خرج في الشارع، وهو ما قد يؤسس إلى تطرف في الشارع في مقابل تطرف السلطة التي لا تسمح إلا بسماع صوتها، ويدخل الدولة والمجتمع في مرحلة صراع من نوع آخر.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 3791 - الثلثاء 22 يناير 2013م الموافق 10 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:31 ص

      الشباب هم من سيقود حركة التغيير

      نعم الشباب هم الدينمو والمحرك في الربيع العربي وهم من سيعيد لهذه الامة كرامتها وعزتها بعد ان عانت من الخنوع والخضوع

اقرأ ايضاً