العدد 3794 - الجمعة 25 يناير 2013م الموافق 13 ربيع الاول 1434هـ

ذاكرة (15)

عبدالجليل السعد comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

عمل خليفة كان تأجير وتصليح الدراجات الهوائية التي كانت هوى وهوس كل أولاد الفريج دون استثناء الكبير منهم والصغير، لذا ترى دكانه مليئاً بالناس خارج الباب من مستأجر أو راغب في تصليح أو مراقبة هذا الحلم الكبير (الدراجة الهوائية). ونادراً ما يجلس خليفة يتجاذب أطراف الحديث مع أحد حتى مع أقاربنا من كبار السن، مع احترامه الشديد لهم عندما يعبرون دكانه، كما لم يزره أحد ولم نعرف له زوجة وأولاد وأب أو أم، وكأنه خرج من حكاية أسطورية كرجل من غير ماضي أو جذور. في أحداث ومظاهرات 1965 يغلق خليفة دكانه وأتذكر أنني استأجرت دراجة وذهبت بها إلى المظاهرات المليئة بالهتافات الجميلة والمعبرة مثل «الله الله يا مفرق المصايب، اضرب رصاص وخلي رصاصك سايب، وإن جاك الموت افتح له صديرك، خليه يكون من جملة المصايب. وحدث أن أمسكتني الشرطة أنا والدراجة وأخذوني للقلعة وفي الطريق ومقابل دكان بوعابد وقفت سيارة الشرطة لشراء زجاجة بيبسي كولا عند نادي المريخ وهناك بيت اثنين من أعمامي. وحدث أن واحداً من ابناء عمي كان واقفاً عند دكان بوعابد فرآني في سيارة الشرطة، فذهب وتحدث مع الشرطي هو وبعض الأصدقاء والذي حدث أن بعضهم يعرفون الشرطي الذي وافق على إطلاق سراحي لتصبح قصة في الفريج حيث عنفني والدي كثيراً وقرر أن يرحلني للدراسة خارج البحرين نتيجة لشقاوتي السياسية. وكانت أحداث 1965 عالماً سحرياً مكتشفاً في فلسفة التعامل بالسياسة من منظار وطني بسيط وعفوي وصادق.

عين حسينوه في المحرق ذاكرة كبيرة وشبه غامضة في تسميتها وموقعها ومدى شعبيتها، فعدا الحسني الذي كانت له شبه عنوان، فكانت مستقراً لحسينوه أو حسنه أو حسينه وهو اسم لا أتذكر منه سوى أنه لامرأة مسكينة هجرها أو طلقها زوجها فجنت، وقضت وقتها حاسرة الرأس وهي تهوم في شوارع المحرق ومن ثم تذهب إلى العين والتي سميت لوجود هذه المرأة في العين لفترات طويلة ومتفاوتة بها. والعين كانت موجودة في الأصل عند قهوة محمود، ولكن الحكومة طلبت من أحمد بوراشد أن ينقلها أو يمد أنابيبها إلى موقع العين علي البحر. وقيل إن العين كانت بدون ظل أو ستر وكذلك كانت حسنوه فتطابقت الصفة في العين والمرأة. عين بن هندي كانت عين شبه خاصة وتقع في فريج بن هندي واللصيق بفريجنا، وكانت العين جزءاً من نخل بوهندي ولم تكن مباحة كعين حسينوه أو باقي العيون في المحرق.

إقرأ أيضا لـ "عبدالجليل السعد"

العدد 3794 - الجمعة 25 يناير 2013م الموافق 13 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً