العدد 3807 - الخميس 07 فبراير 2013م الموافق 26 ربيع الاول 1434هـ

صدق النوايا وموقف القوى المتحاورة

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ما نرجوه بالفعل هو صدق النوايا من قبل جميع الأطراف، الحكومة أولاً، والجمعيات المؤيدة للوضع القائم، والجمعيات السياسية المعارضة، ثانياً، قبل البدء في الحوار الوطني المرتقب، فبدون النوايا الصادقة لا يمكن تحقيق أي تقدم في اتجاه مصالحة وطنية تعيد للبحرين وجهها السابق.

المصلحة الوطنية تحتم في هذا الوقت بالذات تجاوز الخلافات المذهبية والتخندق الطائفي، والدخول للحوار من أجل هدف واحد هو السير بالوطن نحو مزيد من الحريات والعدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة، وترسيخ مبدأ أن «الشعب هو مصدر السلطات»، وليس من أجل دفع الضرر أو الوقوف في وجه مطالب استحقها الشعب البحريني عبر تضحاياته وآلامه.

ما يحيط الدعوة للحوار من غموض من قبل الجانب الرسمي لا يوحي بأن لدى الحكومة دافعاً ذاتياً لتقديم تنازلات حتى وإن كانت هذه التنازلات بسيطة ولا ترتقي لطموح الناس. فحتى الآن وقبل يومين من بدء فعاليات الحوار، لم يعلن عن الآليات التي سيتم بموجبها إجراؤه، وليس من المعروف من هو الذي سيدير هذا الحوار وما هو مستوى تمثيل الحكومة فيه؟ وكيف سيتم تطبيق ما يتم الاتفاق عليه؟ والذي يعنيه معنى التوافق؟ كل ذلك يجعل من تشكك القوى المعارضة في جدية السلطة مشروعاً، وخصوصاً ما أعلن عنه من أن مخرجات الحوار ستعرض على السلطة التشريعية (مجلسي الشورى والنواب) لإقرارها قبل رفعها لعاهل البلاد، ما يعني أن ما ستخرج به الأطراف المتحاورة لن يكون ملزماً للحكومة، وإنّما يجب أن يمر أولاً عبر السلطة التشريعية التي قد تأخذ به أو تعدله أو حتى تلغيه، وذلك ما يفرغ أي حوار من محتواه!

ما يخص القوى والجمعيات المؤيدة للوضع القائم، ولن نقول عنها جمعيات الموالاة لأنها تغضب من ذلك في حين تصف نفسها وأتباعها بشرفاء الوطن (يعني إحنه شنو؟)! وما تطرحه من شروطٍ لذرّ الرماد في العيون، بعد أن أعلنت عشرات المرات رفضها الحوار مع «الخونة والجمعيات الراديكالية التي تتبع ولاية الفقيه»، ما جعلها في حرجٍ شديدٍ قبال أتباعها. نقول لها إن التشدد في رفض المطالب المشروعة والوقوف حجر عثرة أمام أي مصالحة وطنية، ولعب دور معارضة المعارضة، لن تؤدي إلى الاستقرار السياسي والاجتماعي، وإنّما ستزيد من سخط الناس، وإصرارهم على مطالبهم، ما يعني سقوط المزيد من الضحايا من أبناء البحرين ستكون دماؤهم في رقابكم جميعاً.

وإما ما يخص القوى المعارضة فإن المطلوب منها المزيد من الشفافية وإطلاع الرأي العام على كل ما يدور سواءً على طاولة الحوار أو في الغرف المغلقة، لكي تكون الناس على بيّنة، كما أن على القوى المعارضة أن تشرح لأتباعها موقفها من كل ملف من الملفات المطروحة، وما يمكن التفاوض فيه، أو التنازل عنه.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3807 - الخميس 07 فبراير 2013م الموافق 26 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 3:16 م

      لن يكون حوار

      وهذا يقين في نظري كل ما تراه لعبة سياسية تقول حوار واهل الحوار في السجون تقول حوار والاطباء مقالون تقول حوار والقرى كل يوم تغرق بالمسيلات تقول حوار وكلمات المسئولين كلها متلونة بالوان ..... لاحوار لاحوار لاحوار وسترى ذلك بعينك

    • زائر 13 | 3:04 م

      عقدة

      تقول جمعيات الموالاة تصف نفسها و أتباعها بشرفاء الوطن ( يعني احنة شنو ؟ ) دائماً تظنون ظن السوء في انفسكم و هذة عقدة فيكم و للتتاكد شوف المعارضة راحت تطلب التدخل من روسيا يعني اميركا شيطان و روسيا ملأك

    • زائر 12 | 7:03 ص

      الحوار

      الكل يتكلم عن الحوار هده الأيام والكل يترقب يوم الحوار وما سيفضي إليه الحوار. نحن لا نعلم ما هي النقاط التي سيتحاور حولها المجتمعون, ونحن نعلم أن هناك نقاط حساسة جدا أولها "الشعب هو مصدر السلطات" والسؤال المحير هو هل سيتفق المجتمعون على حل يبحر بالسفينة الى بر الأمان؟ نتمنى دلك. (محرقي/حايكي)

    • زائر 11 | 2:53 ص

      نتائج الحوار معروفة سلفا 16 ضد 8

      من يقال عنهم مستقلون هم في الاساس حكوميون اكثر من الحكومة وسوف يقفون مواقفا اكثر تعنتا من الحكومة لانهم يريدون اثبات ولاءهم لمن اختارهم فاختيارهم ليست عشوائية

    • زائر 9 | 1:57 ص

      مشاخيل

      شكرا لهذا الموضوع الهادف والذي يدعو الى مصالحة وطنية تنقذ البلاد والعباد من هذه الأزمة وتحقيق مطالبة الشعب في الحرية والعدالة .

    • زائر 8 | 1:20 ص

      (شرفاء الوطن) كلمات لها وما لها وعليها ما عليها

      بهذه الكلمات يريدون سلبنا حتى ابسط الحقوق وهي انتماءنا للوطن واصالتنا فيه
      هم يريدون تغيير وتزوير حقائق التاريخ الناصعة بهذه الكلمات ولأنهم لا يعرفون ان التاريخ كتب من قبلهم ولا يمكن لهم تزويره والعالم يعرف من نحن ومن نكون ومن اي الجذور والاصول. وكما يقول المثل اذا اتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل

    • زائر 10 زائر 8 | 2:15 ص

      تعو تعو برو برو

      العنوان يختصر جماعيات معارضة المعارضة

    • زائر 7 | 1:04 ص

      أنا لا أشك بل على يقين

      انا على يقين بأنه ليس هناك ادنى نية لإعطاء الشعب اقل حقوقه ليس ذلك تشاؤما او غير ذلك. انما هذا الاعتقاد نابع من خلال السنوات التي عشناها في البحرين على مدى 4 عقود علمتنا انه لا يمكن ان تعطي الشعب اي شيء من حقوقه الاصيلة.
      وهذا احنا معاكم وراح تشوفوا النتائج لاني قلت هالكلام سابقا وصدق حدسي اما الآن فليس حدسا بل هو من اعتقاد مأخوذ من واقع.

    • زائر 6 | 11:58 م

      جماعة الفاتح ما لهم امان

      جايين باجندة ضد المعارضة انا واحد من القري المحاصرة يوميا بالامن لا اثق ولن ولن اثق بتلك الجماعة ما حييت من بقية عمري. لان من يسكت عن هدم المساجد وهتك الاعراض لا امان له.

    • زائر 4 | 11:43 م

      أحسنت استاذ جميل

      قد بينت نقطة لم ألحظها من قبل وهي .. أن مخرجات الحوار ستعرض على السلطة التشريعية أولاً والتي قد تقبل بها أو ترفضها أو تعدلها قبل رفعها لعاهل البلاد ...ساستغرب وسيتسغرب كل كائن خي به عقل قبول مثل هذا الحوار.....!!!
      ...والمعارضة أذكى بكثير من أن تقبل بمثل هذه الاطروحات...

    • زائر 3 | 11:05 م

      الطائفيه

      مسئله يصعب حلها مادام هناك من يلغي الاخر ومادام الغموض يسود ؟ لنا اقوام لو اسقيناهم العسل المصفى ما ازداد فينا إلا بغضا ولنا اقوام لو قطعناهم بالسيف اربا اربا ما ازداد فينا إلا حبا

    • زائر 2 | 10:59 م

      هذا الرد على التجمع

      هذا الرد منك سيدي على ...وهو في الصميم احسنت وأجدت
      ما يخص القوى والجمعيات المؤيدة للوضع القائم، ولن نقول عنها جمعيات الموالاة لأنها تغضب من ذلك في حين تصف نفسها وأتباعها بشرفاء الوطن (يعني إحنه شنو؟)! وما تطرحه من شروطٍ لذرّ الرماد في العيون، بعد أن أعلنت عشرات المرات رفضها الحوار مع «الخونة والجمعيات الراديكالية التي تتبع ولاية الفقيه»،

    • زائر 1 | 10:33 م

      سمعت ستستورد شحنة حسن نوايا من بلاد الأطياب

      اي حسن نوايا هذه التي ترتجى و الغارات على البيوت بدون أمر قبض تشن بشكل يومي و الممارسات كلها لتأصيل وترسيخ التمييز و العنصرية و الحوار تتنصل منه السلطة و تعز الازمة الى صراع طائفي لا ادري من اين وكيف ستأتي الثقة هل ستأتي فجأة على طاولة الحوار !

اقرأ ايضاً