صرح النائب الثاني لرئيس مجلس النواب الشيخ عادل بن عبدالرحمن المعاودة رئيس الوفد البرلماني المتواجد حاليا في بريطانيا أن الوفد البحريني اجتمع مساء أمس الأول مع اعضاء من مجلس اللوردات ومجلس العموم برئاسة السير توماس دوشرتي عضو مجلس العموم ومن الجانب البحريني عادل المعاودة وبدء دوشرتي حيث تم بحث سبل تعزيز العلاقة بين البلدين الصديقين والتعاون على الصعيد التعليمي والثقافي والتجاري اضافة الى مساهمة بريطانيا في حفظ واستقرار السلام في منطقة الخليج العربي على اعتبار ان هذه المنطقة استراتيجية وحساسة لتواجد احتياطات ضخمة من الثروات الطبيعية من النفط والغاز.

وأشار المعاودة في حديثه عن الأوضاع في البحرين وارتفاع مستوى العنف الذي تقوم به الجماعات الإرهابية ضد المواطنين ورجال الأمن، مؤكدا ان المعارضة رفضت الكثير من الدعوات لوقف التصعيد واستخدام الشارع في الضغط لتحقيق المطالب والجلوس على طاولة الحوار واستخدام القنوات الصحيحة.

ومشيرا المعاودة ان قوات الشرطة لا يحملون اي سلاح واقصى ما يتم استخدامة قنابل مسيلة رغم كل ما يتعرضون له من مخاطر تهدد حياتهم في معظم الاحيان من قبل المتظاهرين الذين لايترددون من استخدام قنابل المالوتوف والاسياخ الحديدية مع اسلحة مطورة محليا لاطلاق اسهم حديدية ادت الى قتل بعض الشرطة والحاق اصابات بالغة بآخرين. ومع ذلك مارست قوات حفظ الامن اقصى درجات ضبط النفس.

وأضاف المعاودة أن مملكة البحرين تشهد الان بدء الحوار بين الأطراف المعنية ولم يحدد وقت للانتهاء من الحوار لاتاحة الفرصة لحل جميع المشاكل، رغم محاولة لبعض لعرقلة مسيرة الحوار، الا اننا نامل ان يستمر الحوار حتى تتحقق الاهداف المرجوة، مؤكدا المعاودة أن الجمعيات السياسية الاسلامية السنية لم تتخذ مواقف متشددة وذلك من اجل حفظ التوازن والدفع نحو انهاء الازمة السياسية.

ويضم الوفد البرلماني البحريني النائب الشيخ عادل المعاودة رئيس الوفد، وأعضاء الوفد (أعضاء لجنة الصداقة البحرينية البريطانية المشتركة): النائب محمود المحمود، النائب عبدالحميد المير، العضو نانسي خضوري، والعضو هالة رمزي، كما وشارك الوفد في اجتماعاته سفير البحرين لدى المملكة المتحدة أليس سمعان، التي كان لجهودها وتحركاتها أبرز الأثر في نجاح الزيارة.

وفي اجتماع مع عضو مجلس اللوردات وزير أول للدولة البارونه وارسي أشار المعاودة بأن الهدف من زيارة الوفد البرلماني البحريني توضيح الحقائق وكشفها للرأي العام ومجلس العموم واللوردات البريطاني، وقد اشادت البارونة وارسي بعمق العلاقات البريطانية البحرينية واهتمام بريطانيا بالبحرين، مشيرة إلى ان هناك بعض الضغوطات التي يواجهها البرلمانييون البريطانييون بما يخص مواقفهم من الوضع في البحرين، وعلق المعاودة ان الرسالة التي أوصلناها الى اعضاء مجلس اللوردات والعموم بضرورة الانصات الى جميع الاطراف المعنية لبيان الحقائق وعدم الانصات فقط الى طرف واحد، ومؤكدا المعاودة بأن الأولويات في البحرين الآن تتجه نحو ترسيخ الامن والسلام وان الجميع يتفق على ان الاسلوب لحل جميع المشاكل يتأتى من خلال الحوار.

كما أوضح المعاودة في الاجتماع على أن الفكر الوسطي التي يتعاطى على اساسها الاسلاميين في البحرين ودول مجلس التعاون في رسم توجهاتهم السياسية الداخلية والخارجية وذلك من منطلق ادراك اهمية الوسطية في تحقيق مصلحة الشعوب وتطوير العلاقات الايجابية مع الجميع دون افراط وتفريط، وأن الجماعات الإسلامية على علاقة جيدة بالأنظمة وذات مسئولية وطنية وتنظر لثوابت الأمة والاعتبارات الإقليمية.

منوها المعاودة بأن الوفد البحريني الحالي هو دليل على التعددية والتسامح والتنوع الذي تشهده مملكة البحرين، وموضحا إلى أن وجود مجلس الشورى بجانب مجلس النواب في المشروع الإصلاحي بمملكة البحرين أوجد التوازن وضمانة التمثيل لكافة فئات وشرائح ومكونات المجتمع البحريني.

ومن جانبها أكدت سفيرة مملكة البحرين لدى المملكة المتحدة أليس سمعان ان القواعد العسكرية المتواجدة في البحرين، ليست لحفظ أمن البحرين فقط، لأن عملياتها تغطي منطقة استراتيجية اضافة الى مساهمة هذه القواعد مثل القاعدة الامريكية في البحرين في دعم الاقتصاد المحلي.

وعلى صعيد متصل اكد اللورد ديفز وهو وزير دفاع سابق في حكومة البريطانية انه على علم بان تواجد القوى الغربية دائما مرحب به حسب علمه من قبل حكومة وشعب البحرين ويرغبون في استمرار تواجد هذه القوى.

وعن اسباب تفاقم حالة الاحتقان الطائفي ذكر المعاودة ان ما يحدث على الساحة السياسية في البحرين والمنطقة القى بظلاله على شعوب المنطقة وساهم في تفاقم حالة الاحتقان الطائفي، مؤكدا انه لا توجد تفرقة على أساس الطوائف والاديان في البحرين.

وفي مداخلة لعضو مجلس الشورى نانسي خضوري على المناقشة استعرضت بايجاز مستوى رعاية الدولة واهتمامها بالتعليم المدرسي والجامعي على اعلى المستويات، ومثال على ذلك برنامج المنح الدراسية للمتفوقين الذي يرعاه صاحب السمو الملكي ولي العهد.

وعلى ذات الصعيد تطرق النائب عبدالحميد المير إلى الحديث عن مستقبل التبادل التجاري بين البلدين، وركز فيه على كون البحرين مركز مالي وفرت واوجدت المملكة لدعمه الانظمة والقوانين التي ميزها في المنطقة في هذا الجانب، مشيرا لبعض الاحصائيات عن حجم التعاون بين الشركات البريطانية والبحرينية والتي يأمل ان تزداد وتتطور مستقبلا.

وعلى جانب آخر ذكر اللورد توماس ان قرار جلالة الملك بتشكيل لجنة تقصى الحقائق قرار شجاع ولم تحذو من قبل اي دولة على خطوة مماثلة ونتمنى ان تتنتهي الازمة السياسية قريبا في البحرين.

وفي سؤال من عضو مجلس الشيوخ البارونه هوبر عن مهام البرلمان العربي كون المعاودة عضو في هذا البرلمان، افاد المعاودة ان طموح الدول الاعضاء في هذا البرلمان ان يرقى في مهامه ومسؤولياته الى المستوى البرلمان الاوروبي والهدف من انشاءه المساهمة في تحقيق التكامل والتعاون على كافة الاصعدة وتوحيد الروءى.

وعلى جانب آخر ذكرت عضو مجلس الشورى هالة رمزي فايز ان قوانين كثيرة تم تشريعها وهي متعلقة بحقوق الانسان وقطعت مملكة البحرين شوطا كبيرا في هذا المجال .

وكان الوفد البرلماني البحريني قد قام بزيارة الى مدينة بورت سموث يوم الخميس الماضي لزيارة الى شركة BAA لصناعة السفن الحربية، اطلع خلالها على صناعة اكبر حاملات الطائرات في العالم، وتم ايضا زيارة القاعدة البحرية الحربية في بورت سموث.