حينما تبوأ القطري محمد بن همام رئاسة اكبر الاتحادات الاسيوية واهمها في اكبر قارات العالم، تعاطفنا معه وابرزنا تحركاته، وسلطنا الضوء على خططه وافكاره، وأشدنا بكل خطوة خطاها نحو تطوير لعبة كرة القدم القارية، وذلك من منطلق انه انسان عربي قادم من بلد شقيق يربطنا بشعبه اكثر من رباط مقدس. وحينما صعد المصري حسن مصطفى الى رئاسة الاتحاد الدولي لكرة اليد شعرنا بالفخر لانه عربي يقود لعبة الاقوياء التي انطلقت من اوربا الشرقية لتغزو العالم بمتعتها وفنها الشائق، ويكاد الرئيس دخيلا على اللعبة لانه انسان عربي وهناك من معقل اللعبة من يكره الاسلام والعرب ويتمنى ازاحته من الرئاسة اليوم قبل الغد.

وهو نفس الامر الذي شعرنا به ونحن نشاهد ابطال شمال افريقيا (المغرب والجزائر وتونس) الذين سطروا اسماءهم في اكبر المحافل الرياضية في العالم وهي دورة الالعاب الاولمبية الصيفية، ومازالت الذاكرة تحمل لحظات الفرح لابن المغرب سعيد عويطه وزميلته نوال المتوكل ابرز من سطر تلك الانجازات الاولمبية.

وحينما سقط بن همام صريعا بالضربة القاضية من المحكمة الدولية من على كرسي الاتحاد الاسيوي شعرنا بالانزعاج، وكانت اولى تبريراتنا النفسية التي طرحناها على الورق بأنها مؤامرة اوروبية لابعاد منافس عربي على كرسي رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم في خطوة محسوبة من عصابة «الفيفا» الذي تسيطرعليه وعلى منجم الذهب البراق .

هدا الشعور اتمنى ان يساور كل رياضي عربي يتمنى ان يتبوأ العرب مراكز قيادية على المستوى العالمي وخصوصا حينما يكون المنصب رئاسة الاتحاد الاسيوي عضو اللجنة التنفيذية لـ «الفيفا» والذي يسعى للمنافسة عليه 3 مرشحين عرب في ظاهرة اعتبرها عجيبة غريبة قد تفسح المجال للمرشح التايلندي المدعوم من اتحاد الاسيان (11 صوتا) بالاضافة الى استراليا.

فنحن نعيش تحت مظلة واحدة اسمها مجلس التعاون الخليجي التي انطلقت مسيرته العام 1981 ووضع قادته مبادئ للمجلس طالبوا بتحقيقها على ارض الواقع، يعد ابرزها التنسيق والتكامل في مختلف المجالات، والترابط بين جميع الاعضاء، وصولا الى وحدتها وتوثيق الروابط بين شعوبها.

لذلك فإن السؤال الذي اطرحه على قادة الرياضة في دول مجلس التعاون الخليجي في هذه المعركة الانتخابية التي تدور بين 3 مرشحين من ابناء المجلس، هل تحقق التنسيق والتكامل والترابط الذي رمى اليه القادة قبل 42 عاما في هذه العملية الانتخابية؟