العدد 3842 - الخميس 14 مارس 2013م الموافق 02 جمادى الأولى 1434هـ

لمن لا يستفيد من التجارب... يكفي النظر للشارع

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في العام 2010 طالبت بعض الأصوات الحكم بإعطاء بعض المكاسب للمعارضة في داخل البرلمان من أجل أن تثبت لجماهيرها، أن قرارها بالمشاركة في العملية السياسية قرار صائب ويمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية حتى وإن كان البرلمان البحريني يعاني من إعاقة شبه كاملة.

هذه الأصوات حتى وإن كانت محسوبة على الحكم فإنها تنبهت للمأزق الذي وصلت إليه البحرين، بفرض حالة من الديمقراطية المنقوصة، (قولوا ما تشاءون ونفعل ما نشاء)، فالكثير من الملفات المفصلية لم يتم حلها، أو حتى مناقشتها بشيء من الجدية، ما يؤكد عدم استعداد الحكم لتقديم أي تنازلات حتى وإن كانت بسيطة.

فعلى رغم مرور 6 سنوات - في ذلك الوقت - على بدء التجربة النيابية فإنها لم تستطع أن تقدم للناس شيئا يذكر، ليس من الناحية السياسية فقط، وإنما من جميع النواحي الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية.

هذه الأصوات تنبهت وحذرت من أن عدم الاستمرار في الإصلاحات يمكن أن يحرج القوى المعارضة المشاركة في العملية السياسية أي الجمعيات السياسية المعتدلة، ما يبعد الشارع عنها ويهيئ لظهور قوى سياسية أكثر تشددا وتطرفا، ولكن أحدا في السلطة لم يأخذ ذلك على محمل الجد.

فملفات، كملف أملاك الدولة التي تم نهبها في وضح النهار، حيث بينت لجنة التحقيق البرلمانية في أملاك الدولة أن هناك أكثر من 65 كيلومترا مربعا قد تم نهبها من الدولة وتحولت إلى أملاك خاصة، وملف التجنيس السياسي، الذي غير من التركيبة الديمغرافية في البلد وخلق مشاكل عديدة، وملف الإصلاحات الدستورية، والدوائر الانتخابية العادلة، وملف الإسكان الذي وصل عدد قائمة الانتظار فيه إلى أكثر من 52 ألف أسرة بحرينية، وتدني المستوى المعيشي للغالبية العظمى من المجتمع، كلها ملفات ظلت عالقة ومغفلة ولم يتم حلها.

وذلك ما أدى إلى خروج الناس إلى الشارع في فبراير/ شباط من العام 2011، ساخطين ليس فقط على الحكومة وإنما على القوى المعارضة أيضا التي لم تستطع أن تقدم لهم شيئا.

الوضع يتكرر الآن مع بداية حوار التوافق الوطني، وكأن الجميع لم يستفد من التجربة السابقة في إغفال المطالب الشعبية، ومحاولة التحايل عليها، والإصرار على عدم تقديم أي مخرج من الأزمة، فمحاولة تعطيل الحوار، ووضع العراقيل، والاستمرار في لعبة التخوين، لن يحرج فقط القوى المعارضة الداخلة في عملية الحوار، وإنما سيعمق من الأزمة الدائرة ويزيدها اشتعالا، ولربما يدخلها في مرحلة أكثر خطورة إن فشل الحوار في الوصول إلى حلول ترضي طموح الناس، وليس توافقات لذر الرماد في العيون.

إن من يراهن على عامل الوقت لتمييع المطالب الشعبية، لابد أنه واهم، ولا يقرأ الوضع السياسي في البحرين قراءة صحيحة، ويكفي النظر لما حصل في الشارع البحريني أمس وتجارب الدول الأخرى.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3842 - الخميس 14 مارس 2013م الموافق 02 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 6:41 ص

      اشارة مهمة جدا

      لفته مهمة من الكاتب ربما تناسيناها في غمرة السنتين واحداثها الجسام..فهذه الحقيقة..ان حركة 14 فبراير هو نوع من التمرد على نهج الجمعيات وعلى الوضع القائم الغير قابل للتغير بطرق الجمعيات..فجاء ذلك وسط ذهول من الجميع..ومن يظن انه بالقبضة الامنية او بتمييع المطالب والتذاكي عليها سيجح فهو واهم ومغبون..فحركة الشعوب لايمكن التنبؤ بها وحركة التاريخ لايمكن ان يضبط ايقاعها احد وفق امنياته او اطماعه..بل بالعكس..لقد ساعدت القوى الرافضة للتغيير في دفع الشعوب لخيارات اصعب..وبذلك انهارت دول وامبراطوريات.

    • زائر 13 | 5:23 ص

      مؤدن في خرابه

      لقد قلتها " قولوا ما تشاؤن ونفعل ما نشاء " هل تظن سيتغير شيئ مادامت هده المنظومة موجودة؟ لا أقول أنك واهم ولكن مؤدن في خرابه. (محرقي/حايكي)

    • زائر 12 | 3:46 ص

      مناكفة الشعوب يدفعها الى مزيد من الاصرار

      لم يعد الزمن كما كان ولم تعد حلول القمع صالحة في هذا الزمان ولم يعد كذب الكذابين ينفع كما نفع ايام زمان فكل شيء اصبح على المكشوف والكذب يفضح صاحبه ومحاولة اللف والدوران على الشعب لعب في الوقت الضائع ومحاولة التضليل الخارجي وعكس الواقع بصورة مختلفة تكذبه الصور ومن لا يتعظ من المواعظ يسقط في شرّ اعماله ومن يحاول تجريم خروج الصبية فليبتعد ان اعتقال اهليهم انصاف الليالي من البيوت ومن ومن ومن

    • زائر 11 | 3:29 ص

      مشاخيل

      الحل الأمني والعقاب الجماعي وممارسة جنود الداخلية هوايتهم المفضلة برش بيوت الآمنيين من المواطنين بالغازات السامة الخانقة بحق الأطفال والمسنين دون مبرر سواء أنهم تعاطفوا مع مطالب شعبهم السلمية والشرعية والعادلة ، ارحمونا .... لسنا حشرات ولاحيوانات ، نحن شعب أصيل كريم .

    • زائر 10 | 3:04 ص

      تشكر استاذ

      قراءة صحيحة استاذ .. ولكن لا حياة لمن تنادي

    • زائر 9 | 2:44 ص

      من الذي يستفيد من التجارب؟ ومن الذي يستفيد من التاريخ ؟ كم من القصص سردت في القرآن ولماذا؟

      القرآن سرد كثيرا من القصص ولم يكن سرده للتسلية وانما عبرة ولكن لمن هذه العبر؟ هنا مربط الفرس العبر يعتبر بها اولي الالباب وليس اولي المطامع والجشع والاستحواذ هؤلا من المستحيل ان يديروا ويعملوا فكرهم في القصص والعبر بل
      ان على قلوبهم اكنّة. والسبب في هذا الرين الذي غلّف قلوبهم هو الكسب المتواصل من السيئات (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون)

    • زائر 8 | 2:16 ص

      اعتقدوا خطأ وسوف يعتقدون خطأ ويرتكبون اخطأء اكبر حتى تحل الكارثة

      سلب الحكمة أمر من الأمور التي جعلها الله بسبب عصيان العبد وتعديه وظلمه
      فبسبب هذه الاعمال وغيرها يسلب الله الحكمة من المسؤل او غيره
      فيصبح ما يعتقد انه خير له هو وبال عليه كما حصل ذلك بالنسبة لفرعون فرغم انه قيل له ان هناك من سيبعث نبيا وتكون نهاية ملكك على يديه فعمد الى قتل الاجنة في بطون امهاتهم الا موسى اقتضت حكمة الله ان يربيه في بيته ويهتم به
      رغم انه هو السبب في نهاية ملك فرعون لا غيره وبالفعل تمّ ذلك.
      فلله المشيئة وسوف نرى بإذن الله

    • زائر 6 | 1:13 ص

      صدقت يا أستاذ جميل .....

      والتاريخ يعيد نفسه والقليل من يعتبر مما سبق لغفلة أو ...........................

    • زائر 5 | 12:40 ص

      ... اغلبهم من ثقافات يغلب عليها العنف

      امتاز مجتمع البحرين بالسكينة ورفضه للصدام ربما الطبيعة الخضراء و العيون و البحر الساكن غير العاصف ترك على اطباع الناس اثرا و يتطبع القادم باطباع البحرين و سمة اهل البحرين التسامح فالمجتمع الوحيد في الخليج تتجاور فيه الكنيسة مع المسجد دون شعور الناس بأي حساسية ولكن مع تغيير التركيبة السكانية و ت.... شعوب من مناطق قبلية في ...و...و...و... تغيرت الطباع فصار حل خلاف بسيط يتم بالسلاح الابيض و انتشر السطو المسلح و من الطبيعي حين تكون لديه مطالبات مع الحكم لن يختلف اسلوبه عما اعتاد عليه

    • زائر 4 | 11:52 م

      عين الحقيقة هذا ماحدث

      اليك عزيزي الكاتب مقترح التعديلات الدستورية بعد اربع سنوات عجاف ومحاولة اقناع تم التوافق عليها وفي لحظات يرفضونها لان من قدمها هي جمعية الوفاق وعندما انزلت عليهم بالبرشوت سجدوا واحنوا الهامات ووافقوا عليها اليسوا يعملون بالربموت كنترول واقول سبب المشاكل من هندس هذه الدواءر واقول هم ياخدونها للتدويل بغباء منقطع النظير.

    • زائر 3 | 11:45 م

      لأن الناس ملت الوعود ولو لم يكن إلا الإسكان مشكلة قائمة والمشاكل كُثر دستور دوائر ظالمة .. حكومة

    • زائر 2 | 11:20 م

      صدقت يا استاذ

      البحرين امس على كف عفريت وانا اتسال مع نفسي كيف باستطاعة هؤلاء الصبية سد جميع منافذ القرى بهذه السرعة هل تعمل معهم الجن وتساعدهم على ذلك ؟ لا ادري ولكن المؤشرات تقول بان هؤلاء سيطورون من اساليب احتجاجاتهم ومقاومتهم للسلطة ولن يقتصرو على سد الشوارع وحرق الاطارات ورمي المولوتوف بل سينتقلون الى مرحلة خطيرة جدا اذا لم تقم السلطة بالاصلاح الفوري

    • زائر 1 | 11:15 م

      تقرأ الناس عن حوادث سرعة مميتة وقد تراها بأعينها في الشارع، ولكن البعض يستمر في السرعة حتى يقع هو في حادث خطير.. العبر كثيرة ولكن القليل يعتبر..

      إن من يراهن على عامل الوقت لتمييع المطالب الشعبية، لابد أنه واهم، ولا يقرأ الوضع السياسي في البحرين قراءة صحيحة، ويكفي النظر لما حصل في الشارع البحريني أمس وتجارب الدول الأخرى..

اقرأ ايضاً