العدد 3842 - الخميس 14 مارس 2013م الموافق 02 جمادى الأولى 1434هـ

انهيار سد مأرب

عبدالنبي العكري comments [at] alwasatnews.com

ناشط حقوقي

سد مأرب المشهور في اليمن، تدور حوله قصص وأساطير عدة، منها أن الله (عز وجل) سخّر الجن للملك سليمان والذي كان نفوذه يمتد إلى اليمن في عهد الملكة بلقيس، وهم (الجن) الذين بنوا السد الاعجوبة. لكن الحقيقة هي أن سواعد اليمنيين في ظلّ حكم الملكة بلقيس العادل، هي التي بنت سدّ مأرب.

أما الأسطورة الثانية فهي أن سدّ مأرب قد انهار بفعل فأرٍ ظلّ يقرض الأخشاب الموجودة في جسم السد فانهار، لكن الحقيقة هي أن الصراعات والحروب الداخلية في اليمن، ترتب عليها إهمال السد وصيانته فانهار تدريجياً، وتسبّب ذلك في أكبر هجرة في تاريخ اليمن خلال انهيار الدولة السبأية. وقد قُيّض لليمن رجلٌ شهمٌ هو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله)، الذي أعاد بناء السد، وعاد معه الخصب والنماء. وتستخدم كلمة السد تكراراً في التعبير العربي كنايةً عن التلاحم في مواجهة الخصم، سواءً كان الخصم محلياً أو أجنبياً.

وفي الواقع البحريني، فقد تنطحت زعامات طائفية طارئة لتدعي أنها هي التي قادت مكوّناً من الوطن في وجه مكوّنٍ آخر متآمر على الوطن، وأنها حالت دون انهيار الدولة وسقوط البلاد في أيدٍ أجنبية طامعة بفعل تآمر أعوانها في الداخل.

والحقيقة أنها أسطورةٌ أشبه بأسطورة سد مأرب، فتآكل شرعية الدول لا يكون بفعل فأر شبيه بفأر سد مأرب، ولكن بفعل سياسات التمييز والإقصاء والتهميش ضد الأغلبية، مقابل الامتيازات والتمكين بحق الأقلية، حيث لم تعد الدولة جامعةً بتركيبتها وسياساتها.

ورغم كل ذلك فلم تكن أغلبية الشعب المستهدفة والمظلومة والمطحونة والمهمّشة من قبل الدولة، تسعى لتقويضها أو الاستيلاء عليها، بل كانت تسعى لتقويتها وتدعيمها ولكن على أسس سليمة من العدالة والمساواة والروح الوطنية الجامعة.

أما الأسطورة الأخرى، فهي أن الذين قفزوا إلى مسرح السياسة فجأةً، فقد ادعوا أنهم وجماهير الغامق، هم الذين شكّلوا سداً منيعاً أمام الذين استهدفوا الدولة والنظام، وقد تبيّن بجلاء أنهم وباعترافهم، قد استُخدِموا كبيدق من قبل النظام في مواجهة إخوانهم في الوطن، المطالبين بالحرية والكرامة والعدالة. وقد حاولوا إبراز عضلاتهم وحشد أنصارهم بمناسبة مرور عامين على الوقفة الحاسمة المزعومة، فلم يلبّ الدعوة إلا القليلون، وتفرّقت الزعامات المفتعلة تفرّق أيدي سبأ.

من المهم لأي زعيم سياسي، بغض النظر عن موقفه وعقيدته، ألا يدّعي بطولات زائفة، ويختلق لنفسه الأساطير، فنحن في زمنٍ ينكشف فيه أي ادعاء فارغ بسرعة، فلم تعد هناك أسرار مهمة في الحياة السياسية وغيرها.

كما أن على أي زعيم سياسي حصيف أن يعرف حدود دوره وتأثيره وحجمه، وألا يضخّم أياً منها، وقد قالت العرب «رحم الله من عرف قدر نفسه».

إن المصداقية في العمل السياسي كما في غيره من الأعمال، ضرورية على المدى المتوسط والبعيد، والادعاء، وإن كان مفيداً على المدى القصير، فإنه مضر على المدى المتوسط والبعيد، وفي المثل العامي: «روح بعيد تجي سالم»، أي لا تحاول القفز على المراحل في العمل السياسي، واعمل على أن تبني تنظيمك طوبةً طوبةً، واختبر أعضاء تنظيمك من خلال العمل الصعب والمثابر، لا أن تلجأ إلى الشعبوية، ودغدغة العواطف، واعتبار كل عابر يحضر لك اجتماعاً بأنه عضوٌ في تنظيمك يمكن الاعتماد عليه!

إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"

العدد 3842 - الخميس 14 مارس 2013م الموافق 02 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 5:15 ص

      سد مأرب

      لقد بدأ سد مأرب بالإنهيار وهدا ما لاحظناه في الدعوة للتجمع بمناسبة الدكرى السنوية, لقد وعت الجماهير لما كان يهدف له هدا التجمع فبدأت بالتفكك, وما عادت تثق بقيادته لأنه دهبت من أجل حاجة في نفس يعقوب ولما لم تجدها تركته وحتى الدعائم التي يستند عليها ستنئ عنه وتدعه ينهار. (محرقي/حايكي)

    • زائر 8 | 4:31 ص

      الغامق

      عجبتني الكلمة صدق غامق حده

    • زائر 7 | 2:47 ص

      خردة

      هذه تجمعات خردة كما وصفها الناس بفطرتهم السليمة

    • زائر 6 | 2:35 ص

      فئات من المجتمع اذا اصبحوا قريبا من مصدر القرار فهم خطر على الامّة

      فئات المتمصلحين والانتهازين والجشعين واهل الطمع هذه الفئات واخرى شبيهة بها اذا اصبحوا في قريبين من مصدر القرار لأمة ما فإن الله قد أذن بزوال هذه الأمة وربما يكون ذلك بالتدريج ولكنه حتما واقع لأن أمثال هؤلاء عامل أساسي من انهيار
      الدول والحكومات. البعض يظن ان احاطته بهذا النوع من البشر يحميه في حال ان وجود محيط من هؤلاء هو عامل اولي من عوامل الوبال.لأن هذه النوعية دائما تعمل لمصلحتها أولا فجعلها من اولوياتها واذا اصبح التعارض فتقديم مصلحتها على مصلحة الآخري يهد اركان التحالف

    • زائر 5 | 2:23 ص

      أما الزبد فيذهب جفاءا وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض

      الحق والباطل مهما بلغ اوج الباطل فهو باطل وهو زبد زائل حتى لو بلغ الزبد ارتفاع
      برج دبي يبقى زبدا يذهب لأقل هبة هؤاء وهذا ما حصل واما ما ينفع الناس فها هو ماكث في الارض في الشارع يطالب عن حقه غير عابئ بكل ما يحصل له من تنكيل لأنه حق فهو صامد قبالة العواصف المحلية والدولية ولا يبالي ولانه حق فلا يزيده دفع الثمن الا طموحا اكبر في الحصول على المثمن.

    • زائر 4 | 1:17 ص

      لعن الله الجهل وحب الدنيا ولو على حساب الآخرين..........

      التاريخ سجل في ذاكراته من أحب أخلص لوطنه وبارك الله لكم قلبكم الكبير.

    • زائر 3 | 12:14 ص

      نفد الدور وليس له ولاتجمعه اي دور في انقاد البلد

      كان دوره المرسوم هو التحريض وتبيان بان البلد في حالة انهيار لتقوم الاجهزة الامنية والجيش بحركة لانقاد البلد باستخدام القوة الغاشمة لاسكات الاقوات المطالبة بالحرية والعدالة والى الابد وهذه الخطوة لم تنجح وعندما ... ليل نهار ويعاير الحكم والحكومة بانه سبب ... فهو الكذب بعينه واقول هذا الزعيم عايس الدور .........والباقي تعرفونه

    • زائر 2 | 12:05 ص

      احسن مافي هذه الازمة بانها كشفت المستور واوضحت المعلوم ومساكين اصحاب الزعامة المزيفة

      احسن مافي الموضوع بانه لم يتم حرق اوراق الزعامات المزيفة حتى الان لاحظ دولة تملك اسباب القوة من جيش نظامي مدرب ومحترف ويملك اسلحة متقدمة وشرطة تملك اسباب القوة يخرج زعيم المارد الذي خرج من القمقم ويقول هو احد اسباب انقاد ...الله اكبر عليه من هذا ...وهل كانت المعارضة تملك اسلحة واقول من يخالف الاوامر واقصد زعماء المارد في لحظة اي تسوية عندها سيتم كشف مستورهم لوانهم عاندوا.

    • زائر 1 | 11:57 م

      تبرير

      هدم المساجد صح التجنيس صح سرقة أموال الشعب صح تجويع العمال والأطباء والمدرسين والمدرسات بفصلهم والوشاية بهم صح .

اقرأ ايضاً