العدد 3882 - الثلثاء 23 أبريل 2013م الموافق 12 جمادى الآخرة 1434هـ

‏الهندي «خان» والإرهاب الإسلامي!

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

وضع المسلمون عموماً والسعوديون خصوصاً، أيديهم على قلوبهم عند سماعهم ما حدث في بوسطن الأسبوع الماضي، ولم يكن كذلك إلا لأن المسلمين هم المتّهمون دائماً بكل العمليات الإرهابية التي تحدث في أميركا أو غيرها حتى وإن كانوا أبعد شيء عنها! أما السعوديون فبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر فقد أصبحوا في مهبّ كل عاصفة تحدث في أميركا لأهداف سياسية لا تمت للواقع غالباً، بأية صفة، فضلا أن قناة «العربية» ساهمت في تشويه صورة السعوديين عندما ابتلعت الطعم الذي نشرته صحيفة «نيويورك بوست» واتهمت فيه سعودياً ادعت أنه تم القبض عليه وأن الشرطة تحقق معه، فنشرت «العربية» هذا الخبر على أنه حقيقة مؤكدة، ما أسهم في الإساءة للسعوديين عموماً، وللطلبة المبتعثين في أميركا خصوصاً.

وقد أسهم نشر الخبر في تأزم المجتمع السعودي الذي أصيب بالهلع والخوف على أبنائه المتواجدين في أميركا، وقد ثبت بعد ذلك أن كل تلك الأخبار لها أهداف سياسية عبّر عن بعضها الكاتب والمحلل السياسي بقناة «فوكس نيوز» الذي طالب بالقبض على جميع السعوديين الموجودين في الولايات المتحدة وقتلهم! وقد وصفهم بأنهم هم الشر الأعظم على البلاد.

الخلط بين السياسي والديني هو الذي شكّل عند الأميركان والأوروبيين ما يسمى «فوبيا الإسلام» خصوصاً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، حيث برزت كراهية الإسلام على ألسنة بعض كبار السياسيين، فالرئيس الأميركي السابق بوش (الابن) أعلن أنه سيبدأ حرباً صليبية على الإسلام! كما ادعى بأن الربّ هو من طلب منه الترشيح لمنصب الرئاسة لكي ينقذ العالم! ولست أدري سينقذ العالم مِن مَنْ؟ أمّا رئيس وزراء إيطاليا السابق برلسكوني فقد وصف الإسلام بأنه «دين السفهاء»! ولو أن البعض اتهم دين اليهود بمثل ما قال برلسكوني وسواه لقيل إنه «إرهابي عنصري»... ولوضع في السجن.

ومن العجب اتهام الدين الإسلامي بالإرهاب إذا ارتكب مسلم عمل إرهابي، أماً إذا فعل ذلك شخص آخر من أي دين فلا يتهم دينه بالإرهاب، فالصهاينة ارتكبوا أعمالاً إرهابية منذ استيلائهم على فلسطين وحتى الآن ولم نسمع أحداً اتهم الديانة اليهودية بالإرهاب، وعندما ارتكب الأميركي دي?يد كورش عملاً إرهابياً في تكساس راح ضحيته عشرات الأميركان أكثرهم من النساء والأطفال لم يوصف دينه بالإرهاب، ومثله الأميركي الذي فجّر بناية في أوكلاهوما قتل فيه المئات ومع هذا لم يصفه الإعلام الأميركي أو سواه بالإرهاب. أما الأميركان الذين أحرقوا عدداً من مساجد المسلمين في أميركا فلا صلة لهم بالإرهاب! ولم يقل أحد أن هناك إرهاباً مسيحياً!

في ظل هذه الأجواء الملبدة بالغيوم ضد الإسلام والمسلمين، برز الهندي السيد شاروخ خان فأنتج العام 2010 فيلماً أطلق عليه «اسمي خان ولست إرهابياً»، وقد حاول في الفيلم إبراز فكرة أن الإرهاب لا دين له، فهو موجود بين النصارى واليهود والبوذيين وغيرهم، كما أن الإسلام لا يجيز الإرهاب، وأنه دين التسامح مع الجميع كما ان هذا الفيلم يكشف نظرة الأميركان للإسلام. وقد حقّق هذا الفيلم نتائج إيجابية عن الإسلام والمسلمين، وكم تمنيت لو أن الإعلام العربي والسعودي منه خصوصاً، أن ينتجوا أفلاماً جادة توضّح حقيقة الإسلام وكيفية تعامله مع الآخرين، بدلاً من تلك الأفلام الماجنة التي تشوه صورة المسلمين، وصورة السعوديين الذين تنتمي لهم تلك القنوات الماجنة.

الشرطة الأميركية ألقت القبض على المشتبه به الثاني في حادث بوسطن وهو من الشيشان المقيمين في أميركا، ولم يعرف بعد ما هي دوافعه، إن كان هو من قام بذلك العمل، ونأمل أن لا يكون للمسلمين حظ في الاتهامات وأن يكون الأميركان قد تفهموا مواقف المسلمين الحقيقية من الإرهاب وأنه محرّمٌ في دينهم كما أنهم يحرّمون كل من يقوم به.

وكما قال السيد خان... الإرهاب موجود عند جميع أتباع الديانات وسواهم، وحصره في المسلمين ظلم وجهل ولا يمت للحقيقة بصلة.

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 3882 - الثلثاء 23 أبريل 2013م الموافق 12 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 8:37 ص

      كله واحد

      ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم
      في الطقاق خله يقولون اللي يقولونه ناقصنه شي من هالحجي أو بيزيد شي وهم مو أحسن من أبو جهل وربعه

    • زائر 10 | 7:47 ص

      اصبت الهدف

      فعلاً الارهاب لا دين له ويجب ان نتأكد قبل الحكم على اي شخص في الاعمال الارهابية وان تأكدنا يجب ان ينسب الفعل الى الشخص نفسة
      ولكن ظهر لنا في الاونه الاخيرة من يدعي الاسلام
      ويقوم بتكفير الغير ويقوم بتفجير الاطفال والنساء والابرياء هؤلاء يجب ان نعالج افكارهم
      واتمنى من يا استاذي الفاضل ان تكتب عنهم ولو وتدعوهم لتصحيح افكارهم

    • زائر 8 | 5:58 ص

      صراحه

      انا مااتفق وياك صراحه في واجد ارهابيين سعوديين تبع بن لادن والزرقاوى بمساعدة امريكا ومتخصصين بقتل الابرياء خصوصا الش فقط

    • زائر 6 | 5:27 ص

      عندما يحترم المسلمون انفسهم أولا يحترمهم الآخرين

      نشر الكراهية وبث الفرقة ومساندة الإرهابيين في سوريا ومساندة مخططات الأعداء لحرف مسار ثورات الربيع العربي لتحقيق العدل والديموقراطيه. الجلوس على الكرسي في تنفيذ ما يريده أعداء الأوطان لن يطول طويلا. الاسلام أسمى مما يراد له من استخدام لقهر الشعوب. ببساطة طبقوا الاسلام حقيقة وليس قشورا تتحركون أنفسكم وتحترمكم الشعوب قاصيها ودانيها. أوقفوا تصدير كل ما يبت للإسلام من سوء تنجوا وتحترموا.

    • زائر 5 | 3:10 ص

      نلوم من ؟

      معظم افعال وسلوكيات وردة افعال المسلمين متشنجه ان لم تكن مسئه للدين الأسلامي الحنيف . وعوضا عن التحشيد والغضب المؤقت لكلام واغعال الأخرين , ان الأوان ان يتحلي المسمين بصفات وسلوك الرسول الأعضم

    • زائر 2 | 1:25 ص

      ...... مواقف المسلمين الحقيقية من الإرهاب وأنه محرّمٌ في دينهم كما أنهم يحرّمون كل من يقوم به

      يوجد مذهب يكفر كل المذاهب الأخرى ويستحل دماءهم وأعراضهم... وشوارع ومساجد العراق وباكستان وغيرها وغيرها تشهد على ذلك... مقالك استاذ مع كل التقدير غفل او تعامى عن لب الموضوع

    • زائر 1 | 11:02 م

      المعايير

      يصف علم الإجتماع و يؤكد بأن المعايير الإجتماعية تهبط من القوى على الضعيف. عندما تقول إمريكا شيئا يكرره الجميع دون وعى و تغدو من المسلمات. لا نقص فى ما ذهبت اليه "" العربية"". اللاوعى و ما دس فى العقل ينضح بما فيه و ليس التفكير و التعقل. كل ما ننتجه سيء و كل ما يأتى من إمريكا جيد و على هذا الأساس الغلط نلبس مثلهم و نأكل أكلهم و نقلدهم دون وعى. متى يصلنا الوعى؟ الله العالم.

اقرأ ايضاً