العدد 3888 - الإثنين 29 أبريل 2013م الموافق 18 جمادى الآخرة 1434هـ

استمرار آلة التعذيب

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

مهما توالى نفي استخدام عناصر الأمن أسلوب التعذيب أثناء التحقيق مع المتهمين لانتزاع اعترافات معينة منهم، فإن ذلك لا يعني أن آلة التعذيب قد توقفت تماماً، حتى مع الإعلان عن وضع كاميرات للمراقبة في غرف التحقيق في مراكز الشرطة.

فأساليب التعذيب «كتعصيب العينين، وتكبيل اليدين، والإجبار على الوقوف لفترات طويلة، والضرب المبرّح، واللكم، والضرب بخراطيم مطاطية وأسلاك كهربائية على القدمين، والضرب بالسياط وقضبان معدنية وخشبية وأشياء أخرى، والصعق بالكهرباء، والحرمان من النوم، والتعريض لدرجات حرارة شديدة، والاعتداءات اللفظية، والتهديد بالاغتصاب، وإهانة الطائفة الدينية للموقوفين» كما وصفها رئيس اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق البروفيسور محمود شريف بسيوني خلال تقديمه لتقرير اللجنة في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2011 لم تتوقف، وهي مازالت مستمرة حتى اليوم.

ولذلك يمكن تفسير موقف الحكومة من تأجيل زيارة مقرّر الأمم المتحدة الخاص بالتعذيب خوان منديز التي كان من المفترض أن يقوم بها في الفترة من 8-15 مايو/ أيار المقبل لأجل غير مسمى.

منديز نفى في تصريحات له أن يكون هو من طلب التأجيل كما أشارت بعض المصادر الرسمية لدينا، وأكد أن هذا قرار أحادي الجانب من جانب السلطات، وقال: «للأسف هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها الحكومة التهرّب من المسئولية عن تأجيل زيارتي، التي كان من المفترض أن تجرى في بادئ الأمر قبل أكثر من عام».

مقرّر الأمم المتحدة الخاص بالتعذيب والذي يمتلك صلاحيات استثنائية في تخطي جميع الإجراءات في التحقيق الكامل لعدم وجود تعذيب، كما له متابعة قضايا التعذيب حتى لـ 30 سنة سابقة وله الحق بتلقي الشكاوى والقيام بالزيارات الميدانية لتقديم تقريره لمجلس حقوق الإنسان، لا يحتاج لكل هذه المدة - أي العودة لـ 30 سنة للوراء- وإنما يمكنه البدء من حيث انتهى تقرير بسيوني، ليتأكد أن آلة التعذيب في مختلف مراكز الشرطة في البحرين لا تزال تعمل بكامل طاقتها، وأن ما اتخذته وزارة الداخلية من إجراءات للمحافظة على حقوق الإنسان أثناء عملية التحقيق لم تكن بالجدية المطلوبة لوقف ولو جزء بسيط مما يتعرّض له المتهمون، خصوصاً في القضايا السياسية.

قبل أسبوع واحد فقط تم القبض على أحد الأصدقاء، عندما ذهب للإبلاغ عن حادث مرور بسيط، ودون إبراز أمر القبض من النيابة العامة.

الصديق الذي تم احتجازه لمدة 48 ساعة قبل عرضه على النيابة العامة قضى 7 ساعات، منذ الثانية ظهراً وحتى التاسعة مساءً، تحت التعذيب، حيث قُيّدت يداه بالقيد الحديد (الأفكري) وعصبت عيناه، وأجبر على الوقوف طوال هذه المدة، وتعرّض للضرب، والشتم، والتهديد بالقتل من قبل المحققين، قبل أن يتم إعلامه بالتهمة الموجّهة إليه.

جميع هذه الأمور تم توثيقها لدى وحدة التحقيق الخاصة بشكاوى التعذيب التابعة للنيابة العامة.

هذه حالة واحدة من مئات الحالات التي تحدث يومياً، ما يؤكد أن آلة التعذيب لا تزال تعمل ولم تتوقف أو تفكّك بعد.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3888 - الإثنين 29 أبريل 2013م الموافق 18 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 3:58 ص

      شعب البحرين ينكّل به والعالم يتفرّج

      امحك عالم هذا العالم الظالم الذي يرى شعبا اعزل ينكّل به ايما تنكيل ويقف موقف المتفرّج بل ادهى البعض يساعد على ظلمنا والتنكيل بنا ونقول للكل كلمة واحدة
      لن يتنازل هذا الشعب حتى يحقق طموحه غصب عنكم كلكم وسوف لن ننسى مواقف الشرفاء كما لن ننسى مواقف المجرمين ومن ساعد على ظلمنا

    • زائر 8 | 3:26 ص

      أرض الإيمان اصبحت ارض التعذيب والتنكيل والاعتقالات والعالم يشهد

      كل العالم مسؤول عما يحصل لهذا الشعب كل حسب موقعه ومسؤليته عليه
      انكار المنكر الذي يحصل لهذا الشعب الطيب
      كل انسان حسب موقعه يجب ان يقول كلمة الحق ولا يجامل ظالما فهناك شعب
      تنتهك حرماته ويعتدى عليه ليلا ونهارا امام مرآى من اعين العالم
      ان الله سوف يسأل الجميع وكل حسب موقعه ومسؤليته في اي دولة من دول العالم لقد وصلكم خبرنا وتعذيبنا ونحمل الكل مسؤلية ذلك
      وسوف تقفون امام الله مسؤلين ما هو موقفكم حسب مسؤليتكم ولماذا جاملتم على ظلم شعب اعزل

    • زائر 7 | 2:54 ص

      لن يتغير شيء

      وهذا ناشيء من العقلية التي انطبعت على الحجرية والبداوة لمن هم على رأس الهرم فمهما وسموا انفسهم بالديمقراطية والاصلاح هم كما هم وما ذلك الا شعار تجميل وهل يصلح العطار ما افسد الدهر؟

    • زائر 6 | 2:27 ص

      البحرين سوف تحرز المركز الاول في التعذيب على مستوى العالم

      ليس ببعيد وليس بغريب ان تصبح البحرين البلد الاول والاكثر ممارسة للتعذيب الرسمي. اتوقع ذلك رغم التعتيم الاعلامي والتغطية بالاموال والشركات العامة
      الا ان الحقيقة تتضح يوما بعد يوم.
      سأذكركم بذلك قريبا ان شاء الله

    • زائر 5 | 1:20 ص

      نعم اتعديب مستمر

      انا اب احد المخطوفين حيث داهم منزلنا حولي. الساعه 3/15 صباحا حولي 12 رجل ملثم مندون اي ابراز اي تصريح رسمي واخدو يبعثوون حاجاتنا وبعدها اقتادو ابني الي جهه لانعلم عنها وبعد مده ومن خلال اتصالات شخصيه عرفنا في اليوم الثاني انه في اتحقيقات وخلال نقله ال اتحقيقان اشبعوه طرب وركل وكان يركزون علي الرس وفي اتحقيقات عصبو عيناه وطل واقف جهة الجدار لمده طويله وادا حلول الجلوس تعرط لطرب والركل وقد عرض علي النيابه بدون محامي وبدون علمنا

    • زائر 4 | 11:57 م

      سبب تأجيل زيارة مقرر التعذيب

      هو كما قال الدكتور منذر الخور في تجمع ساحة الحرية ان هذا المقرر له الحق في التحقيق واستدعاء اي شخص يذكر اسمه انه قد عذب احد دون مذكرات او اجراءات. فهو مطلق الحرية.
      هل تعرف كم اسم تم ذكره كمعذب وماهي رتبته وموقعه في البلد؟

    • زائر 3 | 11:47 م

      بسيوني رحل مع تقريره

      رحل بسيوني مع تقريره وبقى كل ما ذكره حيا معنا .! واختتم كل التقرير في صفحاته بجرائم يندى لها جبين الإنسانية .! ولا من حسيب لتلك الجرائم ولا من مدان .! بمعنى أن نبل ذاك التقرير بالنسيان وما فيه هو تضليل للرأي العام ..!

    • زائر 1 | 10:24 م

      اذا جل القضايا وجدت الدليل الوحيد الاعتراف اعرف ان التعذيب سائد

      المحققين المحترفين يجمعون الادلة ثم يواجهون بها المتهم فينهار و يعترف لان نكرانه لا معنى له اما في البلاد المتخلفة القمعية فدليل الادانة يرتز فقط و حصريا على الاعتراف المنزوع طبعا بالتعذيب فكيف يعقل ان يعترف شخص بجريمة عقوبتها الاعدام او المؤبد الا اذا وجد الموت ماثلا اماما او هدد في عرضه

اقرأ ايضاً