لم يأت صعود فريق سترة لكرة القدم لمصاف أندية الأضواء من فراغ أو بضربة حظ، إنما جاء بعمل جماعي سواء من الإدارة أو الجهازين الفني والإداري والأهم من اللاعبين الذين قدموا مستوى مميزا ساهم بالعودة للعب مع الأندية الكبيرة.

ظروف صعبة يعيشها النادي أهمها قلة الدعم والمردود المالي الذي يحصل عليه النادي، بدءا من ضعف الميزانية مروراً إلى الإهمال الكبير من الشركات المحيطة بهذه الجزيرة التي تكتفي بتوزيع «السموم» عبر أدخنتها، فضلاً عن تواجد الكثير من المؤسسات ووكالات السيارات التي تتجاهل دعم الأنشطة الاجتماعية والرياضية في نادي سترة وهو واضح منذ سنوات طويلة.

سبق أن طالبت في هذه الزاوية أن تنتبه الحكومة لقطاع الرياضة بزيادات الميزانيات المخصصة للأندية، لأنها المسئولة الأولى عن هذا القطاع، لأن ضعف الميزانية لا يطور من عمل المنشآت وإنما يجعلها تصارع الأمواج القوية التي تؤدي إلى «الهلاك» وتبحث عن دعم من مؤسسات وشركات، وبالمناسبة فإن بعض المؤسسات والشركات تدعم (أحياناً) قطاع الرياضة لكنها تفضل ناديا على حساب آخر.

بالعودة للجزئية الثانية من هذه الأسطر، يوجد في جزيرة سترة أكبر وأشهر المصانع على مستوى العالم، لكنها دائماً ما تصد الأبواب في وجه النادي عندما يطلب منها دعم أنشطته الرياضية والوقوف معه في محنته الصعبة، وهو أمر غريب منها وخصوصاً أن هناك اضرارا كبيرة يعاني منها غالبية سكان الجزيرة الكبيرة بعطائها.

فريق سترة وضع همومه خلف ظهره، وركز على مهمته بالصعود التي نجح فيها، ولعل أبرز ما أهل سترة للعب مع الكبار، الروح القتالية التي تنغرس في نفوس اللاعبين الذين سعوا بأن يمثلوا سترة بأكملها بأفضل صورة ونجحوا في ذلك بكل حرفنة واتقان.

إدارة النادي مطالبة بتحسين الوضع الآن، والتفكير من الآن بوضع خطة للفريق لإثبات نفسه بأنه يستحق منذ زمن طويل اللعب في الدرجة الأولى وعدم الهبوط لدوري الظل، لأن هناك نجوما بارزين قدموا مستوى مميزا مع الفريق طوال الموسم الجاري، ويجب على الإدارة أن لا تنتظر قرب انطلاق الدوري والبحث عن لاعبين لتطعيم الصفوف لأن هذا المنوال كانت تسير عليه الإدارة الستراوية منذ سنوات طويلة وتكون سبب بتراجع الفريق.

سترة يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة وسيعطي رونقا مميزا للدوري في الموسم المقبل وخصوصاً ان دورينا الكروي يعاني من غياب الجماهير، وأعتقد أن صعود البحارة جاء لصالح دورينا.

أخيراً... أبارك لأبناء جزيرة سترة هذا الانجاز المشرف رغم الظروف الصعبة التي عاشها الفريق طوال الموسم، وأتمنى أن يجتهدوا من أجل تقديم مستوى أفضل في الموسم المقبل وعدم التفكير بالبقاء ضمن الأندية كبيرة فقط إنما المنافسة على تحقيق المراكز المتقدمة وأنا على ثقة بأبناء الفريق بتقديم المستوى المميز.