العدد 3916 - الإثنين 27 مايو 2013م الموافق 17 رجب 1434هـ

جائزة عيسى لخدمة الإنسانيّة

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

أنشئت جائزة عيسى لخدمة الإنسانية بموجب مرسوم ملكي في العام 2009، تكريماً للأشخاص والمؤسسات التي غيرت العالم بغض النظر عن عرقهم أو ديانتهم أو ثقافتهم أو معتقداتهم أو مواقعهم الجغرافية. وتشمل الجائزة 11 فئة، من بينها: الإغاثة والتصدي للكوارث، التعليم، والتسامح الإنساني. وتعد هذه الجائزة الأولى من نوعها في العالم العربي.

وقد ورد في الكلمة السامية لحضرة صاحب الجلالة العاهل المفدى الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بمناسبة الدورة التأسيسيّة الأولى لهذه الجائزة، في الحفل الكبير الذي أقيم يوم الأحد 26 مايو 2013 بمركز الشيخ عيسى الثقافيّ، توضيحاً للأبعاد السامية لهذه الجائزة حيث قال: «اعتمدنا هذه الجائزة وأصدرنا مرسومنا بإحداثها وتحديد شروطها، حرصنا أن تكون جائزة يُكافأ الفائز بها، بغضّ النظر عن أي اعتبار عقائدي أو جغرافي أو قومي، غايتها المثلى الحث على خدمة الإنسانية. جائزة تتعدى الحدود المكانية، أسسناها لتكريم أجمل ما في الإنسان وتحرينا أن تكون خالصة لتقدير العمل الإنساني، ما يعكس سعينا الأكيد لكي يكون شعب البحرين مثالاً للانسجام والتآخي على أساس العلاقات الإنسانية المتينة، ليعيش في أجواء الانفتاح الديمقراطي، من خلال تثبيت دعائم التعايش، والتكاتف، والتسامح».

وهي فعلاً كذلك لما يحمله مضمون جائزة عيسى لخدمة الإنسانية من قيم معنوية عالية و إسهام في تحسين حياة البشرية حول العالم. وهي إلى ذلك، تبرز رؤية البحرين وتوجهاتها الداعمة للإنسانية والداعية للسلام وللتواصل السمح والمنفتح مع العالم، والمستمدة من خصال المغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة وشمائله الإنسانية حيث كان «أميرا وقائداً، أباً للجميع، أخاً للجميع، صديقاً لكل فرد من أبناء شعبه وإنساناً كبيراً، أحبه واحترمه العالم كله فأعطانا من رصيده الإنساني ما سيبقى ماثلاً على مرّ الأجيال، فكان أصدق تجسيد لما في البحرين من وفاء وتسامح وتحضر». وبذلك، تظل مملكة البحرين منارة تضيء سبل العاملين المخلصين من أجل إرساء أسس التعايش وإشاعة فضائل الخدمة الإنسانية والمواطنة العالميّة.

وتؤكد هذه الجائزة، وهذه المبادرة الإنسانية الخالدة، طبيعة أهل البحرين وعاداتهم الخيرة، في التكافل والتضامن والشعور بمعاناة أخيهم الإنسان في أي مكان من هذا العالم. ولا تكتفي جائزة عيسى لخدمة الإنسانية بتكريم من يكافح ويسعى من أجل تحسين ظروف البشرية، وإنما تشجّع أيضاً الأعمال الإنسانية لدى أجيال المستقبل، حيث تعتبر هذه الجائزة أفضل استثمار في نشر المبادئ الحسنة؛ ذلك أنّ التقدير الذي يصاحب الجائزة ينير طريق الشخص الذي استحقها، ويساعد أطفالنا أن يفهموا أنّ العظمة تكون في تقديم الرعاية للآخرين أكثر من أن يقدّموها لأنفسهم.

وإذا كان معيار اختيار الفائز بالجائزة «التزام بالمبادئ الإنسانية وإيثار الآخر ومدى النجاعة في مساعدة الناس المحتاجين» كما بيّن البروفيسور يان بولسن رئيس هيئة الترشيح للجائزة في كلمته، فإنّ الدكتورة جميلة محمود رئيسة مؤسسة «منظمة ماليزيا الرحمة» الفائزة بالجائزة تستحقّها عن جدارة نظير إسهاماتها المتعددة في خدمة الإنسانية وحرصها على تقديم صورة متحضرة وحقيقية للمرأة المسلمة تجسد من خلالها قيم ديننا الحنيف ومبادئه السمحاء التي تنادي لإحياء البشرية وحماية الإنسانية. وإسهام جميلة محمود في مجال الإغاثة للبلدان المتضررة، هو بحد ذاته، أبلغ وسيلة لنشر ثقافة العمل التطوعي خارج الحدود الوطنية، وثقافة التكافل بين المجتمعات لخدمة الإنسانية، دون تفرقةٍ أو تمييزٍ أو اعتباراتٍ جغرافية.

وقد أسست الدكتورة جميلة محمود منظمة «ماليزيا الرحمة» مع أربعة متطوعين آخرين استخدموا أموالهم الخاصة للانطلاق في رحلة غيّرت مجرى حياتهم. وتعد المنظمة واحدةً من بين المنظمات الأهلية الدولية القليلة جداً العاملة في جنوب العالم، وهي تركز على توفير الإغاثة الطبية والتنمية المتعلقة بالصحة المستدامة ونشاطات تقليص المخاطر في المجتمعات الضعيفة في حالات الأزمة والحالات الطبيعية على حد سواء.

ومن أعمال جميلة محمود التي يحتذى بها تأسيس مركز لرعاية الأمومة والمرأة العام 2004 بدارفور في السودان، بالإضافة إلى قيام «منظمة ماليزيا الرحمة» بإعادة بناء 13 مركزاً صحيا تحت قيادتها بالتعاون مع وزارة الصحة بميانمار بعد إعصار العام 2008، وبعد كارثة التسونامي في ديسمبر/ كانون الأول 2004 وما تبعه من زلزال ضخم في مارس/آذار 2005، وساهمت بمساعدة أهالي جزيرة «أتشيه» التي تعتبر أحد أفقر مجتمعات أندونيسيا من خلال وضع خطة لتوفير الخدمات الصحية المطلوبة وإعادة بناء مركزين صحيين وترميم مستشفى «جونونج» على الجزيرة.

وأخيراً، وكما قال وزير الخارجية المغربي، وعضو لجنة الترشيح بجائزة عيسى لخدمة الإنسانية، لقد تجاوزت جميلة محمود التصورات النمطية السائدة عن المرأة المسلمة، وقدّمت نموذجاً ساطعاً من خلال عملها وتفاعلها يتجاوز الفروق الجنسية والعرقية والدينية.

إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 3916 - الإثنين 27 مايو 2013م الموافق 17 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 2:37 م

      وهو كذلك

      وتؤكد هذه الجائزة، وهذه المبادرة الإنسانية الخالدة، طبيعة أهل البحرين وعاداتهم الخيرة، في التكافل والتضامن والشعور بمعاناة أخيهم الإنسان في أي مكان من هذا العالم.

    • زائر 5 | 4:44 ص

      هو كذلك

      لقد تجاوزت جميلة محمود التصورات النمطية السائدة عن المرأة المسلمة، وقدّمت نموذجاً ساطعاً من خلال عملها وتفاعلها يتجاوز الفروق الجنسية والعرقية والدينية.

اقرأ ايضاً