العدد 3918 - الأربعاء 29 مايو 2013م الموافق 19 رجب 1434هـ

رضا الغسرة

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

بعيداً عن الجدل الأمني والقانوني حول القضية المتعلقة بحادثة الشاب البحريني رضا الغسرة، الذي تم اعتقاله في بني جمرة الجمعة 24 مايو/آيار الجاري، أظن أن علينا أن نتحدث بإنصاف عن حالة التشفي التي انتشرت في بعض مواقع التواصل الاجتماعي حولها، لدرجة انه تم نشر صورٍ لحادثة الاعتقال من قبل جهات مجهولة، غير الصور التي بثتها الجهات الأمنية للحادثة ونشر في حاشيتها تعليقات تدل على التشفي والدعوة إلى إعلان مظاهر الفرح.

ما يهمنا في هذه الحادثة هو أن نذكّر أنفسنا والآخرين، أن الحس الإنساني هو الفطرة التي جُبل عليها الإنسان، وأي نزعة إنسانية لاشك أنها تتورع عن إبداء الشماتة بأي حادث مأساوي مهما كانت مبررات الإقدام عليه أو اللجوء له، فلا مبرر أبداً دينياً ولا أخلاقياً ولا عقلائياً مثلاً لاستخراج قلب مناوئ لك وأكل جزء منه، حتى في حرب لا تبقي ولا تذر!

وعلينا ألا ننسى أن رضا الغسرة بحريني، ورغم كل التصريحات الرسمية فإنه ما يزال متهماً، وذلك يعني أن ضلوعه في أي مخالفات قد لا يثبت، وعليه فإنه لا الدين ولا العقل ولا المنطق الإنساني يستطيع أن يجمّل لنا الشماتة في أي إنسان في لحظة ألم، لأننا اختلفنا معه أو مع فكره وعقيدته.

دعوات الشماتة والكراهية التي توغلت كثيراً في البحرين، دعوات خارج الإنسانية ولا يقرها أي منصف، مهما عظمت دوافعها ومبرراتها، بل على العكس من ذلك، إذا كان المنطق المراد تطبيقه هو منطق الدين فلا أسمى من هذا الدين ولا أكثر تسامحاً منه ولا رأفة.

وإذا كنا نتحدث بالمنطق الإنساني، فإن القلب يأسى على كل بحريني مخطئاً كان أو محقاً، يتعرّض للأذى أو الألم، لأننا نؤمن يقيناً أن أبناء هذا الوطن خيّرون، وُلدوا من طينة الرحمة والتواد وليس من هشيم الحقد والشماتة.

نعتقد أنه كان من الأولى أن تبادر الجهات الأمنية إلى فتح تحقيق محايد في طريقة اعتقال الشاب رضا الغسرة على ما في القضية من تعقيدات، ولا نأمل أن يكون مصير هذا التحقيق مصير أي تحقيق سابق كما حدث في قضية الشاخورة أو صفعة الشاب الذي يحمل طفله عند نقطة تفتيش، أو العديد من المخالفات الموثقة بالصوت والصورة والتي أعلنت الجهات الرسمية فتح تحقيقات فيها دون أن تبلغ الرأي العام بنتيجتها.

وبعيداً عن حيثيات قضية الشاب الغسرة، وهي بلا شك قضية مؤلمة لكل بحريني بغض النظر عن الموقف القانوني منها، لأننا ننظر إليها بشكل إنساني بحت، إلا أننا لا نتمنى أبداً أن نرى أية إهانة لأي بحريني على هذه الأرض، ولا نريد أن نسمع عن الانتهاكات الفادحة لحقوق الإنسان. جلّ ما نريده أن نصل إلى وطن لا يرجف فيه الأمل، ولا يخاف فيه الإنسان بسبب رأيه أو معتقده أو طائفته.

نتمنى فعلاً أن تتوقف دعوات الشماتة والكراهية والحقد، لأنها دعوات عمياء صماء، لا تريد الخير لأي بحريني. أبناء هذا الوطن الشرفاء هم الذين ينثرون الحب بدلاً من زراعة الحقد، لأن الحصاد لابد وأن يكون من ذات ما يزرع، فلنزرع خيراً.

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 3918 - الأربعاء 29 مايو 2013م الموافق 19 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 1:31 م

      أحسنت أستاذي الفاضل

      أحسنت أستاذي الفاضل في تناولك لهذه الزاوية من الموضوع ، حيث أصبحنا نشعر بالغربة في وطننا وكأن شركاء الوطن هم أعدى من ألد الأعداء ، اتقوا الله في أنفسكم قبل غيركم ، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا غداً أمام ملك ليس كملوك الدنيا وأمام جبار ليس كجبابرة الأرض يوم لا ينفع مال أو بنون الا من أتى الله بقلب سليم ، هل تعلم أيها الشامت كم من حقد تبثه في النفوس تلك الكلمة التي تطلقها في مواقع التواصل الاجتماعي ، أنت مسئوول عنها وعن كل تبعاتها .

    • زائر 21 | 10:22 ص

      مقال لا يختلف عليه مسلم منصف عاقل

      الكلام المذكور في المقال لا يختلف عليه مسلم منصف وعاقل, لأنه أي المقال يتكلم عن القيم الإنسنانيه والإسلاميه وحقوق المواطن والمواطنه والإنسانيه البحته وهذا شيء محمود مطلوب .. ولكنه أي المقال لا يتماشى مع الحكومه وهو مخالف لمنهجها وعرفها القبلي الذي تسير عليه منذ مارس 2011 , ولك أيها الكاتب الكريم أن تذهب بالقرب من تقاطع البلاد الفديم في يوم مضطرب وفيه مسيره وشغب وتمشي سيراً على الأقدام وسترى كم متر تطير عن الأرض بدون سلام ولا كلام!!

    • زائر 20 | 8:35 ص

      حسبنا الله ونعم الوكيل

      ان ربك لبالمرصاد.. هذا وعد الهي وقد خاب من حمل ظلما

    • زائر 19 | 7:21 ص

      المصلي

      تتكلم عن ظاهرة التشفي هذه الظاهره ليست بغريبه على فئه محسوبه على هذا الشعب الطيب هذه الفئه ترعرعت ونمت وشبت وشابة على تربيه مطفئنه عززتها منابر وصحف ومكينه اعلاميه تعمل ليلاً ونهاراً لتفتيت اللحمه الوطنيه وتدعوا الى الفتنه بالتأليب على طائفه معينه بستهداف ارزاقها والطعن بوطنيتها وحتى بأسلامها وبنعتها بنعوت لا انزل الله بها من سلطان وما جرى للمساجد والمزارات والحسينيات لهوا دليل بأن ظاهرة التشفي ليست وليدة الساعة وانما هي احقاد كانت مكتومه في صدورهم حتى جائت لحظة الأنقضاض على هذه الطائفه للنيل من

    • زائر 18 | 6:51 ص

      انت تتحدث

      انت تتحدث عن اناس ضمائرهم ميتة

    • زائر 17 | 3:02 ص

      سياسة حكومة لن تجني الا مازرعته

      قد لا يعرف الكثير ان اول من شمت هو من نشر صورة المغدور به الشاب رضا، ومن نشر الصورة لا خلاف بانه احد المخابرات التي كانت تقف على مقربة منه، اذا من نشر الصورة وشمت على الشاب المظلوم هو موظف في الداخلية، اذا هي سياسة حكومة قائم على التفرقة وعزل الطائفة، فماذا تريد باقي الطيران غير انها تقبل الضرب على صدوعها من كفوف تملكها !!

    • زائر 16 | 2:16 ص

      هم يرون في الطائفة كلها مجرمة ،ماذا تقول؟

      ماذا تقول ايها الكاتب؟ انهم يرون الطائفة كلها مجرمة لأنها طالبت بحقوقها وقد رموها بابشع التهم وهدموا حتى مساجدها والتي هي بيوت الله الآن تستغرب من فعلهم هذا؟
      لا تستغرب من ذلك فأحيانا يهبط الانسان بمستواه الى مستويات متدينة جدا فلا قيم ولا مباديء توقفه عند حد معين.

    • زائر 15 | 1:51 ص

      سلمت أناملك

      سلمت أناملك أستاذ حسن ونصر الله الشعب البحريني الأصيل المعروف بطيبته وفرَّج الله همكِ يا أم رضا وهم جميع المعتقلين

    • زائر 14 | 1:51 ص

      تاكد يارضا ان شعب البحرين يفتخر بك وامثالك

      هم يعلمون انها كلها مكائد ومع هذا يشمتون ويتشفون فينا وفي دماءنا ولكن صبرا فلابد ان يطلع فجرنا فجر الحريه والانتصار

    • زائر 10 | 12:56 ص

      صباح الخير

      اللهم ارني ذلهم قبل الممات

    • زائر 11 زائر 10 | 1:26 ص

      يمهل و لا يهمل

      ان موعدكم الصبح ...اليس الصبح بقريب

    • زائر 12 زائر 10 | 1:34 ص

      ان الله مع الصابرين

      اصبرو المهم من يصحك في الاخر وسيعتذرون ولن نقبل اعتذارهم بعد كل ماعملوه من قطع الأرزاق والوشاية بزملائهم في الاعمال والشماته والتشفي .

    • زائر 7 | 12:46 ص

      لا تتأمل بلجان التحقيق

      نؤمن يقيناً أن أبناء هذا الوطن خيّرون، وُلدوا من طينة الرحمة والتواد وليس من هشيم الحقد والشماتة.
      إذا كانوا أهل كذلك فمن الذي يقوم بهذا الفعل المشين وهذا التشفي والدعوة إلى مظاهر الفرح ، هل هم المستوردون الذين جثموا على خيرات البلاد والعباد؟ هل هم التكفيريون ؟ هل هم المستفيدون من بقاء الأزمة على حالها؟ هل هم الموتورون بالكره والحقد؟ من يكون هؤلاء الداعين للفرح بمظهر الغسرة وعذاباته؟ لا تتوقع أن يتم التحقيق في هذا الأمر حاله كحال صفعة الشاب في عالي وضرب الشباب في الشاخورة. لا أمل ولا رجاء منهم.

    • زائر 6 | 12:32 ص

      أجهزة الأمن لا عبه لعب في المواطنين ولا محاسبة لأحد والصلاحيات مفتوحة لقوات الأمن

      أبشرك دعوات الكراهية في تصاعد مستمر بفضل الصمت الحكومي على من ينفخ في هذا الإتجاه
      قضية رضا الغسرة وطريقة إعتقاله تتكرر كل يوم نحن في بلد ينتهك القانون فيه جهاراً نهاراً والمواطن يعيش فيه بلا كرامة

    • زائر 9 زائر 6 | 12:50 ص

      للتصحيح

      السبب مو صمت حكومي بل دعم حكومي

    • زائر 5 | 12:17 ص

      ام رضا

      صبرا يا ام الابطال وهنيأ لك ابناءك فهم لم يهدموا مساجد لله ولم يهجموا على بيوت الناس ولا انتهكوا حرمات احد .. ارفعي رأسك وافتخري ويوما ما ستقفين خصيمتا لمن ظلمكم امام جبار السموات والارض

    • زائر 4 | 12:15 ص

      اقسم ان غالبيتهم يعلمون تماما

      ان رضا وغيره براء من هذه التهم والشعب لا يملك ناقة ولا سلاح إلا بعض المغفلين منهم ومن قفل الله على قلبه واتبع الكذابين والمضللين

    • زائر 3 | 12:13 ص

      متهم وقد تسقط عنه التهم

      كما حدث للكثير ومنهم طاقم الاطباء فأين يذهب من عذب ولفق وشمت .. اين يفرون من عذاب الله !!!

    • زائر 1 | 9:58 م

      السلطة تقترب اكثر من التمثيل الأحادي

      خطورة ان المواطن يشعر انه مستهدف على الهوية وان القانون فعليا اصبح بشقين كالاحوال الشمصية

اقرأ ايضاً