العدد 3924 - الثلثاء 04 يونيو 2013م الموافق 25 رجب 1434هـ

أكباش فداء

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ربما هي المرة الأولى التي يخرج فيها رجلا أمن متهمين بقتل مواطن خلال الأحداث السياسية التي تشهدها البلاد، للحديث صراحةً أمام المحكمة، ويقولان حقيقة مرة، ربما لا يجهلها الجميع، ولكن لم يسمعها أحد من على لسان المعنيين أو المتهمين بشكل علني، ومن أفراد أمنيين، يعيشون تحت «وطأة الخوف».

رغم استغرابنا من قرار المحكمة الكبرى الجنائية الثالثة بإخلاء سبيل شرطيين متهمين بقضية مقتل الشهيد حسين الجزيري الذي فارق الحياة في (14 فبراير/ شباط 2013)، وذلك بكفالة 500 دينار لكل منهما، وفي حال عجزهما عن سداد المبلغ يتم تجديد الحبس لهما لمدة 20 يوماً ويمنعان من السفر، خصوصاً أن الجريمة قتل، فإن للقضية جانباً مختلفاً نتناوله على لسان المتهمين من أفراد قوات الأمن. فقد أكد الشرطيان أمام المحكمة التي وجهت لهما تهمة القتل، أنهما كبشا فداء في القضية، خصوصاً أنه في يوم الواقعة كان هناك العديد من رجال الأمن الذين يملكون سلاح الشوزن الذي استخدم ذلك اليوم. وقد أنكر الشرطيان في تحقيقات النيابة العامة تهمة الاعتداء المفضي إلى الموت التي وُجّهت إليهما، ونفيا تسببهما بأي شكل كان في وفاة المواطن الجزيري.

صحيح أن الشرطيين لم يفصحا عن حقيقة مدلولات الكلمة التي قالاها أمام القاضي، وهل كانا فعلاً يقصدانها بشكل واضح وصريح، أم أنهما أطلقاها من دون وزنها وفهم مدلولاتها، فكلمة «كبشا فداء» تعني أنهما «استخدما» للتستر على آخرين، وبالتأكيد ممن هم أرفع منهما منزلةً ورتبة، أو ممن هم من أبناء هذا البلد، ومن الذين لا يُراد أن تطالهم يد العدالة.

قضية الشرطيين وتصريحهما تمس جوهر، قضية مهمة من قضايا حقوق الإنسان في البحرين، وتوصية مهمة من توصيات تقرير لجنة تقصي الحقائق «توصيات بسيوني»، وكذلك توصيات مجلس حقوق الإنسان «توصيات جنيف»، ألا وهي محاسبة كبار المسئولين عن انتهاكات حقوق الإنسان التي حدثت في البحرين، وكذلك سياسة الإفلات من العقاب، والتي تتهم دول أجنبية ومنظمات دولية الحكومة البحرينية بتعزيزها.

ذلك الموضوع أيضاً كان صلب حديث عضو اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق السير نايجل رودلي في جلسة الاستماع الخامسة التي عقدتها لجنة الشئون الخارجية في مجلس العموم البريطاني في (14 مايو/ أيار 2013) للبحث في طبيعة العلاقات بين بريطانيا وكلٍّ من السعودية والبحرين، عندما أكّد على أن الوضع السياسي في البحرين كان سيكون أفضل لو طبقت توصيات لجنة تقصي الحقائق، مشيراً إلى أن الإفلات من العقاب يمثل عقبةً رئيسيةً أمام الإصلاح، بالإضافة إلى عدم وجود إجراءات لمعالجة جذور الانتهاكات.

بالعودة إلى حديث الشرطيين، سنكتشف المزيد، إذ أكّدا أيضاً وبحسب روايتهما أمام المحكمة «أنهما من دون أي تحقيق معهما بخصوص الواقعة من قبل الجهات الأمنية تم اختيارهما بشكل عشوائي، وطلبوا منهما كتابة إفادتهما بخصوص الواقعة، في الوقت الذي ليس هما من قام بالواقعة، وإن لديهما عوائل في البحرين والتزامات».

التحقيقات التي أجريت من قبل في الحادثة كانت تبحث عن من أطلق على الجزيري من الشرطة، ولم تبحث عن من أصدر الأمر من المسئولين، بل ذهبت لاعتبار الضابطين المسئولين عن قيادة القوات في ذلك الوقت «شاهدين» واكتفت بسماع أقوالهما في هذا الشأن.

يقول السير نايجل رودلي في شهادته التاريخية أمام لجنة الشئون الخارجية في مجلس العموم البريطاني، وباعتباره أحد أعضاء لجنة تقصي الحقائق في البحرين، إن معظم من يقدمون إلى المحاكم من رجال الأمن بتهمة القتل هم من غير البحرينيين.

عند هذه الشهادة يمكن التمعن جيداً في مقولة الشرطيين أمام المحكمة، وشعورهما بأنهما كانا «كبشي فداء».

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3924 - الثلثاء 04 يونيو 2013م الموافق 25 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 26 | 2:09 م

      رائع

      مقال موفق

    • زائر 23 | 5:58 ص

      لماذا

      لماذا الضابطين المسئولين شاهدين، أليس هم من اصدروا الاوامر؟ ولو لم ينفذ الشرطيين الامر؟ سيحاكمان ايضاً لمخالفتهم تلك الاوامر

    • زائر 22 | 5:56 ص

      أسد من أسود الفاتح

      ههههههههه، خلك من ربعنا وركز على ربعك

    • زائر 25 زائر 22 | 6:20 ص

      ما تستحي وتكررها اسد من اسود الفاتح

      يقول المثل الحياء نقطة اذا سقط سقط صاحبها: اسد على من على شعبك وبني جنسك ولماذا فقط لانهم طالبوا بحقوق هي لك قبل ان تكون لهم؟ حقوق منحهم الله اياها ولا يحق لأحد سلبهم اياها.؟
      اسد وأسد تكررونها ولا تعلمون انكم مآخذين على هذه الفزعة الظالمة ألا ترون
      الإخوة الشرفاء من اهل السنة كيف يقفون المواقف المشرّفة وينطقون بالحق.
      فقط انتم من يضع العصي في الدولاب ويقف ضد اي مشروع انساني يعطي لهذه الناس حقوقها. ثم ماذا تقول لربك يوم الحساب انا كنت اسدا ولا أسأل عن من افترستهم لأنني اسد

    • زائر 21 | 5:15 ص

      نحن متضررين ايضاً

      نحن مقربون من رجال أمن شعرنا بمخاوفهم الحقيقية من جعلهم في الواجهة دائماً

    • زائر 20 | 5:13 ص

      شكراً

      شكراً على هذا المقال الذي سلط الضوء على جانب مخفي من الحقيقة

    • زائر 19 | 4:51 ص

      مقالك يا أستاذ هاني مو خوش.. مع احترامي

      أستاذ هاني لم تبدع في المقال ولم تصب كبد الحقيقه!! لأن المسئول الأول والأخير هو رأس الحكم ويجب أن نشير عليه بالبنان ونترك الصغار وكبش الفداء جانباً ونسمي المجرم بإسمه الحقيقي.

    • زائر 17 | 3:04 ص

      صعبة يقولون كبشا فداء سواء يقصدونها او لقنوها !

      ما هو جزاؤهم وحسابهم بل هو استخفاف بدماء الشعب

    • زائر 14 | 2:34 ص

      محاسبة المسمار وترك المطرقة=من حادك يا مسمار

      أدخل المسمار في الخشب: المسمار نائب فاعل وليس هو الفاعل:
      المسمار لا ينجر ولا ينفذ في الخشب من دون مطرقة ومحاسبة المسمار وترك المطرقة فهذا من السخف والاستخفاف بعقول بني البشر صغيرهم وكبيرهم
      حتى لو جئت لطفل صغير وجلست معه تحاسب المسمار لماذا ادخل في الخشب ولاحظ ان الفعل مبني للمجهول وان المسمار نائب فاعل وليس هو الفاعل
      اذا كيف نمسك بنائب الفاعل ونترك الفاعل الاصلي؟

    • زائر 13 | 1:47 ص

      انت ارهابي ومجرم ومخرب ومدعوم من دولة خارجية فقط لانك تطالب بالعدالة والكرامة والعزة

      في هذا البلد القانون يجوز لك قتل اي متظاهر او معارض او شخص يطالب بحقوقه لكن القانون لا يجوز لك ان تطالب بحقوقك المشروعة ولا القانون العادل ولا الكرامة ولا الحرية أنت مجرم في نظر القانون في البحرين

    • زائر 12 | 1:45 ص

      اعتراف

      يعني يعني يعترفون الشرطه انه معظم الشرطه تستخدم سلاح الشوزن وبكثره. اكثر من باقي الاسلحه الي تستخدم الي حق تفريق المتطاهرين. والحكومه لهل الدرجه مستهينه بلموطن. الشعب اذا صادهم شي يطلعون المطلوبين في نفس اليله ويتم التشهير بهم في وسائل الاعلام الحكوميه يوم ثاني واذا الشرطه تقتل مواطن يطلع براءه سبحان الله

    • زائر 10 | 1:30 ص

      ياريت

      اخبرونا من يقوم بهذا الكم الهائل من الاجرام ، التفجير القتل الحرق قطع الشوارع ؟؟ اليس لديكم مسمى لذلك !!

    • زائر 15 زائر 10 | 2:42 ص

      الجو حار

      برد علي روحك خصوصا لأصحاب البشره الداكنه اقعد في البيت ياالخال .

    • زائر 16 زائر 10 | 2:56 ص

      مكيال العبودية مائل

      قصدك نفس الذي يحدث في تركيا ويفعله المصريون ومن قبل أهل تونس، حتى لو لم يصل إلى مرتبة (الجهاد في سورية) حيث قطع الرؤوس ,اكل الأكباد ونبش القبور وتفجير العلماء والمصلين في الجوامع..

    • زائر 18 زائر 10 | 4:07 ص

      يازائر 10

      ذبحتنه كأنك وحدة...... ضاربين فلوسها، حبيبي غلق الشوارع وحرق الإطارات ليس بإرهاب، بل إنها وسيلة من وسائل الإعتراض. الإرهاب هو من يدعم المجرمين ويحرض على قتل المسلمين كما تفعلون في سوريا...فهمت يا عاقل

    • زائر 24 زائر 10 | 6:08 ص

      وما ظلمونا ولكن أنفسهم يظلمون

      معظم من يقدمون إلى المحاكم من رجال الأمن بتهمة القتل هم من غير البحرينيين.
      ماذا تفهم من ذلك مرتزقة كذراع تبطش لا ضير أذا اطر الامر أن تبتر ليسلم الرأس
      ضد من أبناء جلدتك هذا أن لم تكن منهم

    • زائر 8 | 12:52 ص

      رد زائر 6

      الهم لا ترضي عنهم الولاه أبد كلمات قالها الحسين وصابت برغم من تحريف الذي أصابها

    • زائر 7 | 12:48 ص

      أنهما كبشا فداء في القضية

      قال بسيوني
      الافلات من العقاب
      محاسبة كبار المسؤولين

    • زائر 6 | 12:01 ص

      موعد الحساب الحقيقي فريب جدا

      شكرا أستاذ هاني على هذه اللفته ولكن لقد أسمعت لو ناديت حيا.... هؤلاء لايعيرون الحياة الآخرين أي اهتمام كما أنهم بشعورهم المغرور بالقوة (وهي مؤقته طبعا) يعتقدون أن لاحساب ولاكتاب،ولكن هيهات..يوم الحساب آت وستشهد البحرين محاكمات يندى لها الجبين الصبح قريب آت

    • زائر 5 | 11:34 م

      فصام أو خصام شخيه في حياة لفداويه

      من أسماء قرى البحرين الى قاطنيها وفصام شخصي أو مزدوجات أو مزودات فداويه. فتفيد إحصائيات مدغشقر عن البحرين أن هناك قرى كثيره في البحرين. كان يعيش فيها فدائيون ما تعرف تسئل مال دارين يقولون أهلنا في البحرين، أما مال لبديع فيقولون أهلهم في شبه الجزيره. عاد هنا مسأله وهناك إزدواجية سببت إنفصام في الشخصيه. ومن شاكلة وما أكلت وشابهت ها القريه الا الزلاق وجو وعسكر... شلون تنقاس وكيف تنوزن؟

    • زائر 4 | 10:35 م

      خوف أو خل أو سندويش جبن

      الشرطة متورطة لكن الضابط خايف يبين أنه لا يريد أن يظهر بساله وشجاعه. وينك جيش سري وما فوقق فوق و زر إوبالك .. أكيد سيكون عند الشجاعة الكافيه ليعترف ليش ضرب المتهمين علشان يعترفون بالباطل وبعدين يحبسهم.
      متى ما كان هناك من وَجّهَ وهناك مُستشار أمني أجنبي فيكون الاعلى الذ أعطى الاوامر مذنب ومن سمع توجيهاته ومن باع السلاح متورط ومن إشترى.

    • زائر 3 | 10:28 م

      فدوة وفداوية زمان أول

      واحد نصب خيمه وآخر نصب فخ أما الأخرين فحفروا حفرة ووقعوا على عقود وباعوا الجمل بما حمل. عاد إذا طاح الجمل كثرة سكاكينه. يعني تتعاونون على البر أو على التقوى من باب كبش إنعيمي فالبداوه وفداء .. شوية فداويه على فدائيون بمعصيه باينه مثل التجسس والإعتداء بالقول وباللسان ولا خلوا شيء نسوه ما نهاهم عنه ربهم بس سووه. يعني من وين يغفر ليهم ربهم إذا ما نهى عنه لم ينتهوا وما أمرهم إمتنعوا.. لا ندري إسلام جاهلي من أمريكا أو من وين جابينه؟ هذا عاد يحتاج من بنك اسلامي وسلف ودين بالدين. اليس كذلك؟

    • زائر 2 | 10:27 م

      للاسف

      للاسف ندعي الاسلام كوننا مسلمين
      فجميع الدول الاسلاميه تقتل متظاهرينها
      وتستخدم اسلحة حرب ضد التظاهرات
      ودول اوربا تحافظ على اراواح شعبها عند التظاهر باستخدام المياه او المطاط
      وهم يرفقون حتى بالحيوان
      اما نحن المسلمين حدث ولا حرج

    • زائر 1 | 10:09 م

      اسوأ تقرير تحقيق ذاك المسمى بسيوني

      نجحت امريكا بتجنيب الحليف تحقيق دولي بمخرج لجنة المحقق بسيوني لتمييع التحفيق و السيطرة على مخرجاته من الخطأ قبول المعارضة بالتعاطي مع محققيه لانهم منحىوه فرصة لانجاح مهمته

اقرأ ايضاً