العدد 3943 - الأحد 23 يونيو 2013م الموافق 14 شعبان 1434هـ

عمل محفوف بالمخاطر لقوات الامم المتحدة في دارفورر

يحرك شرطي اندونيسي ببطء مصفحته العسكرية التابعة للامم المتحدة متوجها الى مخيم ابو شوك غرب السودان حيث يعيش 75 الف نازح من ضحايا النزاع الدائر منذ عشر سنوات في دارفور.

والشرطي اندي كورنياوان مكلف حماية المدنيين في القوة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي بدارفور التي يبلغ عديدها 20 الف رجل ما يجعل منها احدى اهم مهام حفظ السلام في العالم.
وشهدت اعمال العنف القبلية وايضا المواجهات بين الجيش والمتمردين تزايدا منذ بداية العام في دارفور ما اجبر 300 الف شخص على الفرار.
وفي الاجمال تضم منطقة دارفور 1,4 مليون نازح فروا من المعارك بين السلطات وقبائل دارفورية تعارض الهيمنة الاقتصادية والسياسية لنخب عربية.
وكتب في القسم الخلفي من مدرعة الامم المتحدة باللغة الاندونيسية "عنيف مثل ثور جريح". وهي رسالة هدفها ردع كل من يحاول مهاجمة الطاقم المكلف حماية شرطيين غير مسلحين قدموا من عدة دول لتدريب الشرطة السودانية.
وقتل اكثر من 40 من عناصر قوة الامم المتحدة في دارفور خلال قرابة خمس سنوات. واخرهم كان عنصرا نيجيريا قتل في 19 نيسان/ابريل. ونفت الحكومة السودانية التي اشير اليها باصابع الاتهام اي تورط لها في مقتله.
ويقول الباكستاني جعفر علي مسؤول الوحدة المحلية لشرطة الامم المتحدة "عملنا يتمثل في حماية المدنيين من خلال حضورنا المادي على الارض".
في الاثناء كان فريق بعد الظهر الذي يؤمن احدى الحصص الثلاث اليومية، يعقد اجتماعا مع رئيسه اليمني خالد الريامي لتلقي الاوامر.
و قال الضابط اليمني لزملائه القادمين من مصر وتنزانيا وملاوي وسيراليون "اليوم سنتوجه الى منطقتي أ وب".
وفي مقرهم علقت مذكرة تذكر بواجب التحلي بسلوك مثالي بالنسبة لممثلي الامم المتحدة "حيثما ذهبتم ومهما فعلتم (تذكروا) لا توجد مسوؤليات صغيرة".
ويبدأون بزيارة عبد الوهاب شيبه احمد القائد المحلي للشرطة السودانية.
ويوضح الضابط الاردني في القوة الدولية محمد علي الداجي انهم يعملون معا "في محاولة لاستعادة الثقة بين النازحين والشرطة السودانية".
لكن الشرطي السوداني يرفض القول ان العلاقات بين الشركة والنازحين سيئة.
ويتعين على قوات المهمة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي ان تواجه ارتياب النازحين. وقال مشارك في لقاء تم مؤخرا بين دبلوماسيين ومسؤولي الامم المتحدة في مدينة الفاشر المجاورة ، ان الاعضاء العرب في مهمة حفظ السلام "ليسو مقبولين في المخيم والنازحون يعتقدون انهم في صف الحكومة".
وبعد لقاء الشرطيين السودانيين يستمع الفريق الى شكاوى ادم علي وهو شيخ محترم في المخيم، التي يعدد فيها حاجات النازحين وبينها بالخصوص الامن والماء والعلاج والتعليم.
ويقول شرطي اندونيسي آخر "بمرور الزمن تحسنت علاقاتنا مع الناس" مشيرا الى ان وحدته لم تضطر لاطلاق ولو رصاصة واحدة منذ بداية مهامها في دارفور قبل سبعة اشهر.
وغير بعيد منه كان شرطي باكستاني يسال اطفالا عن دراستهم في حين كانت شرطيات تحاورن نسوة المخيم.
وللتمكن من جلب الماء والحطب من خارج المخيم تتولى قوة حفظ السلام مرافقة النساء لحمايتهن من اي هجوم.
وعلاوة على مهمة تنسيق عمل قوات الشرطة في مخيمات النازحين، تتولى القوة الدولية الافريقية تامين الوصول الى المساعدات الانسانية في دارفور وحماية المدنيين والنهوض بحقوق الانسان.
وعبر محمد بن شمباس قائد القوة عن الاسف للعدد "الكبير جدا" للاسلحة في دارفور موضحا ان البطالة والصعوبات الاقتصادية هي ايضا من اسباب الخروج عن القانون والعنف في مخيمات النازحين.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً