العدد 3944 - الإثنين 24 يونيو 2013م الموافق 15 شعبان 1434هـ

مخاوف مشروعة

مريم أبو إدريس comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لم تكد نتائج الثانوية تُعلن حتى طفحت على السطح مخاوف وترقبات لما سيكون عليه الوضع أثناء توزيع البعثات الدراسية على الطلبة المتفوقين. وهو الأمر الذي أُثير بشكلٍ واسعٍ مطلع الأسبوع الماضي حتى اليوم عبر الصحف ومقالات الزملاء، فضلاً عن مواقع التواصل الاجتماعي والأحاديث الخاصة التي لم تخل من طرحٍ للمخاوف التي ترسّبت بفعل عملية التمييز الفاقعة التي مارستها وزارة التربية والتعليم، خصوصاً بعد الاحتجاجات في فبراير 2011.

بالنظر إلى السياسة الخاطئة التي انتهجتها وزارة التربية والتعليم في تعاملها المفرط مع تداعيات الاحتجاجات عبر فصل الطلبة والمعلمين، وعمليات الاعتقال التي طالت أعضاء السلك التربوي بسخاء، ولجان التحقيق والفصل والخصم من الراتب الذي ما زال سارياً حتى اليوم، كلّ ذلك يؤسس بيئةًً خصبةً لتكاثر ونمو المخاوف التي أصلها التعاطي اللامنصف مع فئةٍ معيّنةٍ من المواطنين بسبب مواقفهم السياسية.

في فترة الأحداث انتهجت جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة ذات النهج عبر لجان التحقيق والفصل من العمل، ولكن وزارة التربية والتعليم بالغت في ذلك بشكلٍ مثيرٍ، تاركةًً العبث يطول كل ما يمكن الوصول إليه وعقابه، ولهذا لا يمكن أن يُلام المواطنون اليوم لشعورهم بالاستهداف نتيجةً لكل ما قامت به وما زالت تقوم به وزارة التربية والتعليم.

لم يكن أمر المقابلة الشخصية للبعثات أمراً متّبعاً قبل أحداث 2011، وإقرارها فجأةً في ذلك الوقت مع إخفاء نتائج توزيع البعثات ومعدلات الطلبة، إنما ترك الأمر مفتوحاً للتأويلات التي لا يمكن إنكار مشروعيتها في ظل ملامستها لأهم حدث سيلقي بظلاله على حياة الطلبة المعنيين لسنوات طويلة قادمة، ناهيك عن الأساس الذي بناءً عليه تشكلت هذه اللجنة وحقيقة أهدافها وأعضائها وتكافؤ تمثيلهم لكل أطياف المجتمع، لضمان عدم انحيازها لمكوّن أو حزب أو توجه ديني أو سياسي. وهو الأمر الذي لا يتوفر حالياً في الوزارة لإقصائها معظم المسئولين من طائفةٍ معينةٍ، واستحواذ فئة معينة على مناصب الوزارة، كل ذلك يؤسس للمخاوف التي طفحت على السطح، ولا تستطيع الوزارة إنكار أصلها أو حقيقتها.

إن من المجحف جداً أن تُغتال فرحة الطلاب بتفوقهم ومن بنوه من آمالٍ بالمستقبل، بسبب فرض الوزارة قرارات غير مقنعة، وقد تكون منفذاً لفرض نتائج غير منصفة للبعض. لقد آن الأوان لتتوقف وزارة التربية عن عملية الاستهداف وتعمل على تعزيز المواطنة وتغليب مصلحة الوطن ضد التحزبات والفئويات التي أفرزتها بسخاء تداعيات أحداث 2011.

لا نعرف حقيقةًً كيف سيبدو شكل الوطن بعد سنوات، حين يحصل على بعثة الطب طالبٌ ضعيف قدرات العقلية فقط لكونه من المرضي عنهم، في حين يصبح الطالب المتفوّق في وظيفةٍ دنيا. المستقبل سيأتي حتماً دون المستوى الذي يعصف بنا الآن.

إقرأ أيضا لـ "مريم أبو إدريس"

العدد 3944 - الإثنين 24 يونيو 2013م الموافق 15 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 3:40 ص

      الشهركاني

      اصبتي كبد الحقيقة بقوس كلماتك وسهم قلمك المبدع

    • زائر 6 | 1:52 ص

      المحسوبية

      أختنا مريم بودريس بارك الله هذه الجهود وكما تعرفي ليس قطاع التعليم الذي مصاب
      بفيروس المحسوبية فهناك إنتشار واسع لفيروس المحسوبية في كل الوزارات والشركات والبنوك وليس لدى الشعب المضاد ، وحتى يجد المضاد يحتاج لمجهود يفوق قوة الفيروس وشكراً لكم

    • زائر 4 | 12:37 ص

      مخاوف مشروعة

      لا نحتاج ان ننتظر سنوات لنرى كيف سيبدو الوطن بعد سنوات من فرض سياسة مختلة في توزيع البعثات وغيرها من السياسات الغير عادلة على مستوى البعثات بدأنا نرى تعثر وتسرب الطلبة ممن حصلوا على تخصصات تفوق قدراتهم على مستوى الوظائف ارجعوا الى ديوان الخدمة المدنية ولديه الجواب فضلا عن مستوى الخدمات التي تتحدث عن نفسها في كل وزارة

    • زائر 3 | 11:20 م

      هذه بعثات التربية فقط ماذا عن بعثات جهات اخرى

      جهات تموّل من خزينة الدولة بعثات تمنح اسمها من خزينة الدولة و يحرم الطلاب الشيعة من المواطنين بلا مسوغ دستوري او قانوني

اقرأ ايضاً