العدد 3947 - الخميس 27 يونيو 2013م الموافق 18 شعبان 1434هـ

الحل سيكون من خارج طاولة الحوار

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أصبح من الواضح تماماً أن حوار التوافق الوطني وبعد أكثر من خمسة أشهر من الاجتماعات، لم يكن مؤهلاً، لا من حيث عناصره ولا من حيث آلياته، لأن يخرج البلاد من الأزمة السياسية، أو أن ينتج حلولاً تكون محل اتفاق شامل، حيث أصبح الناس متأكدين تماماً بأن هذا الحوار ما هو إلا جدال عقيم ومماحكات لتسجيل النقاط، كلّ طرفٍ على الطرف الآخر.

لا يمكن لهذا الحوار أن ينتج ولو نصف حل، ما دام البعض حتى الآن يتهم الجمعيات السياسية المعارضة بالخيانة والانقلاب والتبعية لإيران، ويقاوم حتى النفس الأخير لئلا تحصل ولو على مجرد مطلب بسيط.

ومع أن الانقلابات لا تقوم بها الشعوب وإنّما يقوم بها الضباط في الجيوش، إذ أننا لم نسمع أن شعباً قام بانقلاب عسكري، وإنّما نسمع كثيراً بأن شعباً قد ثار أو انتفض أو حتى تمرّد ضد الظلم، فإن عدداً من المشاركين في الحوار يصرّون على مصطلح «الانقلاب» لوصف الحراك الشعبي في البحرين ويردّدونه كالببغاوات.

وللأسف فإن من يمثّل الشعب في هذا الحوار لا يمثل إلا نفسه وجماعته، ولا يفهم لماذا بدأ الحراك في فبراير/ شباط 2011 ولماذا هو مستمرٌ إلى حد الآن، ولماذا يقدم هذا الشعب المزيد من التضحيات، كان من المفترض أن يستمع أعضاء السلطة التشريعية إلى الناس، إن كانوا يدّعون بأنهم يمثلون الشعب، وليس جزءًا منه.

وكما استخدم البعض كورقة ضغطٍ لإنهاء التحرك الشعبي ووصفه بالطائفية، وتم إقصاؤه بعد ذلك تدريجياً، بحيث أصبح الآن مجرّد ديكور زائد عن الحاجة، سيعرف البعض الآخر أنه أصغر كثيراً من أن يُؤَمّن على مصير الشعب، وأنه لم يكن إلا لاعباً ثانوياً، يمكن الاستغناء عنه في أي وقت، وما كان دوره إلا لكسب المزيد من الوقت لترتيب الأوراق.

لقد أخفقت حتى الآن جميع المحاولات للقفز على المطالب المحقّة للناس، ولم يؤدِ الحل الأمني إلا إلى المزيد من الخسائر، كما فشلت الحلول المفروضة من جانب واحد، وبات من المسلّم به أن إنهاء حالة الحراك الشعبي لن تتم إلا من خلال خطوات إصلاحية حقيقية.

لذلك بات الآن واضحاً أن أي حل من الممكن أن يطرح سيكون من خارج طاولة الحوار، دون أن يكون للأغلبية الممثلة فيه أي دور أو حتى رأي، والأيام المقبلة ستثبت ذلك حتماً.

وستثبت الأيام المقبلة كالعادة، أن من كان يعارض أيّ تقدمٍ في مسار الحوار ويرفض تقديم أي تنازل، كما كان قبلاً يعارض الدخول في الحوار مع من سمّاهم الخونة، أنه أول من سيبارك ويشيد بما سيطرح من حلول حتّى وإن كانت عكس ما كان ينادي به.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3947 - الخميس 27 يونيو 2013م الموافق 18 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 6:56 ص

      صدقت يامحا ي

      صدقت ياأبها الكاتب الشريف كيف يكون الإنقلاب من شعب أعزل الإنقلاب من الجيوش والضباط وليس من الشعوب هؤلاء ليسوا مثقفين ومتعلمين هؤلاء متسلقين يريدون الجاه والمال ولايريدون الخير للطن والشعب لان ببساطة هم يعتاشون على تأزم الأوضاع يحصلون على أعلى المراتب والرشاوي على حساب الشعب الفقير ولكن أليس الصبح بقريب والظلم لايدوم والله ينصر المظلوم ولوبعد حين

    • زائر 12 | 6:27 ص

      لم يكن إلا لاعباً ثانوياً، يمكن الاستغناء عنه في أي وقت، وما كان دوره إلا لكسب المزيد من الوقت لترتيب الأوراق.

      نعم لقد اجادوا الدور المرسوم لهم بكل خبث ونذالة وعلى المكشوف وهم يعرفون مسبقا بان هذا الدور ما هو الا دورا مؤقتا لذلك في نظرهم لابد من اجادته بدقة متناهية وهي فرصة لان تتكرر لذلك لابد من استغلالها للاستحواذ على اكبر قدر من المغانم من الاموال والعطاياء والارضى والمناصب الغير مستحقة لاهله وعشيرته وطائفته وحزبه وحتى خليلاته وجواريه ولم ولن يكون يوم قد فكر مما هو حرام او خيانة للوطن والمواطنين ونسوا او تناسوا ان يوم الحساب عسير وان الله يمهل ولايهمل ، وحسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير.

    • زائر 11 | 5:47 ص

      زمن ما قبل 14 فبراير 2011 انتهى.

      مع الاحترام البالغ لكاتب المقال، يبدو ان هناك شبه اتفاق غير معلن معناه: ان الجميع في البحرين تعبوا من الازمة، وان اي حل سيكون جيدا بحد ذاته بعد (عقم الطاولة)!!. يجب ان لا يمرر اي حل يقفز على دماء الشهداء وعذابات السجناء وتجويع المفصولين وخنق البيوت بالغاز وسرقة الناس وترويعهم وهدم المساجد والاعتداء على حرية المعتقد والتمييز الطائفي البغيض وجحيم التجنيس الحاضر، والفساد المستشري وثقافة الافلات من العقاب، زمن ما قبل 14 فبراير 2011 انتهى. ولا مكان لحل كخدعة الميثاق الوطني.

    • زائر 7 | 4:11 ص

      نعم

      نعم ..نعم ....نعم ...الحل من خارج الحوار ...وماهذا الخوار الا لترضية الرموت كنترول والضحك على ذقونهم وايهامهم بان لهم اهمية ...وهكذا يضخمونهم حتى تكبر الاناة عندهم فيصبحون طواغيت ومن ثم يحاح بهم وبعدها سيكتشفون بانهم ( وهم ) .

    • زائر 6 | 1:30 ص

      حوار على طريقة أفلام رعاة البقر

      قال قال الراوي يوما ما ستالين عن المشاكل التي يفتعلها البشر لبعضهم البعض. فما دام في ناس في مشاكل. إشلون نتخلص من الناس أو من المشاكل؟ بينما قال أبو صالح وأبو صالح صادق إن لم تستحي من ربك فافعل ما شئت والحساب يوم الحساب. يعني عطهم أسلحه وخل كل واحد يقتل الثاني ولا تتمشكل مع فلان ولا علان. ويش بعد خربانه مو؟

    • زائر 5 | 1:19 ص

      لا يتعلمون من التسعينات

      عندماطالبنا بالبرلمان اتهمونا بالخونه وعندما حصلنا على البرلمان بفضل دماء الشهدائنا اول من جلس هم وبلا تعب والان ايضا وبعد مده من انتصارات الشعب المظلوم ودماء الشهداء يركضون لياخذوا ويتهموا ويشتموناوهؤلء لا يتغيرون يا قهر قلبي على دماء شهدائنا

    • زائر 4 | 1:12 ص

      من سلسلسة أفلام أيام زمان قال جحا أحسن للناس يبعدون عنهم السلاح ويعود الى رشدهم لأن الجن قالت سفيهنا على الله شطاطا. وما دام مصدر التشريع عندكم كلام الله فما يحتاج تتسرعون وتتابعون خطوات الشيطان وتدابحون لأن القتل والاعتداء والعداوات بين المسلمين اليهود من يديرها ويوشوون ويوسوسون الى الناس ويشغلون الناس بحروب ويبيعون عليهم أسلحه. يعني مثل ما قام به الدجال بن لادن طلع سفياني بس حاط لحيه ويقول الله وأكبر بس يقتل. إشلون يصيرإسلام يهودي؟

    • زائر 3 | 11:22 م

      نظارتك نظيفة

      كم مرة تنظف نظارتك كل يوم لترى الأمور بهذا الوضوح؟ عجيب نظرتك نظيفة و صحيحة الى هذه الدرجة. رجاء إبعث لنا إسم المحل الذى إشتريت منه نظارتك حتى نوصفها لكل الأطراف.

    • زائر 2 | 10:40 م

      ما شكل الدولة التي يريدونها ديمقراطية ام شمولية واذا كانت ديمقراطية فما هي الوسائل الكفوءة لانجاز الديمقراطية وان مطلبهم دولة شمولية فاعتقد ينبغي عليهم الانزواء و ترك شأن المحادثات لمن يضعون ثقتهم فيهم بقيادة البلاد نحو الشمولية المذلقة

اقرأ ايضاً