العدد 3967 - الأربعاء 17 يوليو 2013م الموافق 08 رمضان 1434هـ

الملثمون!

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

قطعاً، شهر رمضان بنكهة السياسة هذا العام، هو ذاته رمضان العام الماضي والذي سبقه. فالبلد ما تزال تعيش أجواء شديدة الحرارة في حراكها السياسي الذي يعطي حرارةً أشد للحالة الأمنية المتوترة في البلد. والنتيجة أن مشهد الاعتقالات والمناوشات المستمرة هو الذي يرسم إيقاع البلد في هذا الشهر، كما سبقه من أشهر، ولا ندري إلى متى سيستمر هذا المشهد المؤلم على كل بحريني.

الاعتقالات التي تتم هذه الأيام بوتيرة متسارعة، إحدى المؤشرات على أن الحل السياسي ما يزال بعيد المنال على أزمة هذا البلد، وأن الحل الأمني يظل هو سيد الموقف، رغم كل الدعوات الصادقة التي توجه من الخيرين في هذا الوطن للوصول إلى مخرج وطني يحقق المساواة والعدالة والإنصاف للجميع.

البحرين، ومنذ العام 1975 جرّبت الحل الأمني مراراً وتكراراً، وكانت الانتهاكات تزداد شراسة كلما اشتدت المطالبات الوطنية للعودة إلى الديمقراطية وإنهاء التمييز الذي يلف مفاصل البلد، ومع ذلك لم تستطع آلة القمع والاعتقالات والمعادلات الأمنية أن تقضي على النزعة الفطرية لدى البحرينيين، حالهم حال كل شعوب الأرض في تحقيق مطالب وطنية عادلة، تحقّق الخير لكل البحرينيين.

النتيجة التي أوصلتنا إليها الحلول الأمنية والمطابخ السرية، هي أنها قسّمت البحرينيين، وحاولت أن تضخ جرعات الكراهية بينهم تحقيقاً للمعادلة المعروفة تاريخياً «فرّق تسد تسيطر تنتصر!».

كلما تقدّم الحل الأمني وازدادت انتهاكات حقوق الإنسان، كلما تأخر الحل السياسي، وكلما تأخر هذا الحل فإن جراحات البحرينيين تزداد عمقاً، وتعقّد الوصول إلى مخرج لما تعيشه البلاد من أزمة، وكلما ازداد الناس يقيناً أن أنصاف الحلول ليست مجدية، وأن البلد تحتاج إلى مخرج حقيقي يحقق الإنصاف والعدل للجميع، ويضمن مستقبلاً آمناً لهم ولأبنائهم، لا وجود فيه لزوّار الفجر ولا العصر من الملثمين!

هؤلاء الزوار من الملثمين، ليسوا قدر البحرينيين، وليسوا هم من سيكتبون تاريخ هذه الأرض، وليسوا هم من سيوجدون المخرج والحل لأزمة هذا الوطن، بل هم على العكس، رغم كل الهلع والخوف الذي ينشرونه، إلا أنهم يزرعون في كل بيت يدخلونه دون إذن قضائي، بذرة جديدة لدى الناس للنزوع إلى الإصرار أكثر للوصول إلى ديمقراطية حقيقية عنوانها الرئيس الأمن حق للجميع.

الاعتقالات، سُحُب الغاز، حبّات الشوزن، التمييز، الطائفية، حملات الكراهية والإقصاء، قطع الأرزاق، هدم بيوت الله، الانتهاكات والتعذيب، هي واقعٌ معاشٌ اليوم، لكنها ليست قدر البحرينيين، وليست مستقبلهم. نحن متيقنون من ذلك، ونعلم قطعاً أن تطلعات هذا الشعب العادلة والخيرة ستتحقق عاجلاً أو آجلاً.

قدر هذا الشعب، سترسمه ديمقراطية قادمة، وعدالة وإنصاف، يأمن فيها الإنسان على نفسه وماله وعرضه، ومستقبل أبنائه. ديمقراطية تساوي بين البحرينيين ولا تصنفهم على انتماءاتهم ومذاهبهم، ولا تقسّمهم في مواطنتهم إلى درجات أولى وعاشرة، ولا تكيل لهم صنوف الانتهاكات بسبب تعبيرهم عن آرائهم ومعتقداتهم وأحلامهم، وحينها فقط، لن تكون البحرين بحاجة إلى ملثّمين يزورون البيوت ليلاً أو نهاراً!

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 3967 - الأربعاء 17 يوليو 2013م الموافق 08 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 9:39 ص

      الحكومة

      ياحكومة الشعب لن يتنازل عن مطالبه كل شى عملتيه هدم المساجد قتل الابرياء اعتقال الاشراف احنه القتل لنا عاده لاكن ماراح نتنازل عن حقوقنه وهيهات منه الذله والله راح ياخد الحق البلد فى ازدياد من ازمته زالحكومة هى السبب

    • زائر 8 | 6:47 ص

      خوفو خفرع من قرع وخوف او شجاعة الملثم زورو

      قد يعرف البعض الفارس زورو الذي نذر حياته لنصرة المستضعفين ومساعدة الناس متى ما كانو في حاجة للمساعدة. تعصيب عيون الناس عن معرفة حقيقة ملثم مثل زورو ليس مثل الملثمين الذين لا يساعدون الناس بل على العكس قد يهاجمون المستضعين ليس لأنهم أقوياء بل لأنهم مستضعفين قاصين عيهم ويقولون ليهم بنحميكم روحوا هاجموا فلان أو علان. يعني يطيعون الناس ويعصون الله خالقهم. يعني يخاف من الناس ولا يخاف من خالقه. ويش فايدة ها الجام أو اللثام. بغطي وجهك عن الناس ربك ما يراك يعني؟

    • زائر 5 | 3:17 ص

      حسبنا الله ونعم الوكيل

      شكرا اخينا ،،، حين أشاهد صور هؤلاء المخلوقات وهي ملثمة وتلبس القفازات وتعالي بيوت الناس يصيبني حالة مختلطة بين التقزز ،، الاستغراب ،، الاستهجان فكيف لشخص ما ان تقبل نفسه له قبل دينه ان يتسلق بيوت الناس على هيئة حرامي إلا يعلم انه كله بعين الله

    • زائر 4 | 3:02 ص

      لا يعرفون سوى الحلّ الامني حتى وان رفض الشعب الخروج عن السلمية

      هم الآن يجبرون الشعب للخروج عن السلمية بكل ممارساتهم التي تجرّ الناس جرّا عنوة وقسرا وقهرا الى العنف بالتعدي على المقدسات والاعراض والتي لم تشهد لها البحرين مثيل والهدف معروف فكل انسان له غيرته على عرضه ومقدساته وحين التعدي عليها لا يهمه بأن يوصف بغير السلمية ولهذا قاموا بما قاموا لكي ينجرّ وراءهم من لا يعي الهدف الاكبر من اعمالهم هذه

    • زائر 3 | 2:43 ص

      كلام سليم

      لا فض فوك

    • زائر 2 | 12:25 ص

      بحرانـي وأفتخر

      الله يسمع منك ياأبوعلـي بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ، وبحق هذا الشهر الفضيل .

    • زائر 1 | 10:21 م

      صدقت يا بن المدحوب

      عاجلا أم آجلا سيكون النصر قريب لكل البحرينيين سنة وشيعة مسيح ويهود عرب وعجم انتصار لكل من عشق البحرين ويحبها ويريد لها الأمان ولا يكون ذلك الا عبر العدل والمساواة والحرية والانضباط الاخلاقي ولا يتأتى ذلك الا عن طريق الديمقراطية الحقه القائمة على المواطنة الحق

اقرأ ايضاً