العدد 3967 - الأربعاء 17 يوليو 2013م الموافق 08 رمضان 1434هـ

أذانٌ على ضفاف التايمز

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

في بريطانيا البلد الذي يشكل فيه المسلمون أقل من خمسة في المئة من مجموع السكان، بدأت قناة تلفزيونية بريطانية يوم الأربعاء (10 يوليو/ تموز 2013) ببث أذان الفجر خلال شهر رمضان في أول سابقة من نوعها لشبكة تلفزيون تمولها الحكومة في بريطانيا، كما قطعت القناة الحكومية التي تختص ببثها الأقليات في بريطانيا بثها المعتاد أربع مرات في أول أيام شهر رمضان لعرض أفلام قصيرة مدة كل منها 20 ثانية لتذكير المشاهدين بموعد الصلاة.

مشهد الأذان كان أكثر من رائع، فقد كان يصور شاباً ملتحياً يتجول في أحياء لندن وهو يؤذن بصوته الجميل مبتسماً، وكان يتجول بين مجتمع متعدد أغلبه غير مسلم، وكان من بين المشاهد أن هذا الشاب بينما هو يصدح بالشهادتين يمر عليه شرطيان ببزتهما، فلا يرمقانه حتى بطرفة عين، فقد كان يتمتع بحرية دينية لا يتمتع بها المسلمون في ديار الإسلام.

وبينما المؤذن البريطاني يصدح بصوته العذب بالأذان متجولاً في المناطق الغنية والفقيرة في لندن، فمرة على ضفة نهر التايمز، وأخرى بين معالم مثل «لندن آي» وبرلمان ويستمنستر، وساحة بكاديللي، استذكرت أثناء مراقبة هذا المشهد الجميل، صوراً مؤلمة كنت أتمنى بأنني لم أرَها في وطني، وهي مشاهد لركام محاريب هدمت، وقد وثقها البروفسور محمود شريف بسيوني في تقريره تقصي الحقائق، وقد أثارت هذه المشاهد حفيظة العالم وعلى أعلى المستويات، خصوصاً عندما أدانها الرئيس الأميركي أوباما، في حين أن الجماعات الإسلامية لدينا التي حرصت على توزيع المصاحف الشريفة في أقاصي الدنيا لم تنبس ببنت شفة، وكأن الركام والحطام كان لأصنام، وليس لمحاريب يذكر فيها اسم الله.

ليس دستور 2002 فقط وليس دستور 73 فحسب وليس ميثاق العمل الوطني وحده كفل الحرية الدينية، وحرية المعتقد، فحتى الرسول الأكرم (ص) ضمن حقوق اليهود والنصارى، وأعطاهم الأمن والأمان في ممارسة حريتهم الدينية، لذلك نحتاج أن نخرج من القمقم الذي حبسنا أنفسنا فيه ومازلنا، لنتعايش كمسلمين، وننفض من على جباهنا غبار المذهبية، وأدران الطائفية، ونعيش معاً، كما كان آباؤنا في زمن نقاء القلوب، وصفاء النفوس.

ومن الجانب الرسمي، فيتعين على وزارة العدل طي هذا الملف كما وجه سمو ولي العهد في زيارته إلى وزارة العدل والشئون الإسلامية، وإن تمطيط الوقت، يعني مزيداً من الاحتقان، ومزيداً من الألم إزاء هذا الموضوع.

وإذا توفرت الإرادة فيمكننا فعل ما نريد، ويمكننا أن نحول مشهد قوات الأمن وهم يحيطون بأسلحتهم أرض مسجد أبي ذر الغفاري، إلى مشهد آخر أكثر إيجابية، ويشبه مشهد الشاب البريطاني الذي صدح بالأذان على ضفة التايمز، واختلط صوته بصوت ساعة بيغ بن في قلب لندن.

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 3967 - الأربعاء 17 يوليو 2013م الموافق 08 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 10:04 ص

      قناة البحرين

      قناة البحرين تحب اتبث الطائفيه لضرب الشعب لا كن الشعب واعى اليهه لمصلحتهم ومصلحة الحكومة مو الاولى تعم الخير علا الشعب هاده المفروض الي تعمله

    • زائر 11 | 6:19 ص

      تجارة عالميه - ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى..

      لا يحب الله الجهر بالسوء، كما لايحب الخيانه ولا يحب التبذير ولا الاسراف ولا الاعتداء..
      اليوم بدعه أو نكته أو من أفلام هولولولو يود.. يقولون أن بريطانيا عضمى صار لها قرنين ونيف وأن عظمتها تمستمدها جلالة الملكة من الشمس، يعني تشتغل على الطاقة الشمسيه أو يعبدون الشمس والظواهر الطبيعية كما الكهنه. اليوم يستشعرون الكهنة بنهايتهم الوشيكة وبكل ما قاموا به سافقا ولن تغفر الشعوب لهم ، لذا كما العادة زيادة نهب اراضي وإستيطان واستيلاء واستثمار كما يزعمون.
      إفلاس وهاوية ماليه أوربيه عالميه عبرانية المنشأ.

    • زائر 10 | 6:09 ص

      العرق السامي - يقولون بعلوهم الى السماء الدنيا لكونهم افضل من الناس

      كيف تقول مسلمون ثم تتحدث ان في المجتمع فيه من يسمو على غيره أليس الدستور يقول بالمساواة؟. هنا إما لم لاحظ الناس أن أصل التشريع لدستور البحرين قول الله – وهذا تذكير المحامين والمدافعين عن حقوق الانسان. فلا يجوز تسميه، بمعنى رفع إنسان على آخر. أما من يدعي أنه قاضي فهذا يعنى إما من عينه أو من رضي بالتعيين أن يكون قاضيا ولا يوجد قاضي الا قاضي تها. خلل في الفكيراو تفسير قاد الى تسفير وكلاهما يحتاج لمراجعة طبيب. لا ندري أسنان أو نفس أو محضر أوراح شريره.. فهل ضنهم صحيح أو إن بعض الضن ليس إثم ولا ذنب

    • زائر 9 | 6:00 ص

      كما عادتها براقش اوحليمة عادت الى عادتها القديمه - تضليل الناس

      دعاية وإعلان عشان يقولون ها شوفوا أن في بريطانيا بتحول الكنائس الى مساجد بس لا تهجمون علينا أو لا تمسون الناس بسوء. العبرانيه ليس في العبرة ولكن في العبره. فلم يتعلم اليهود على مر الدهور . اليوم لا يخفى على أحد أن الانجليز أصولهم من الجرمن أو خليط بربر مع يهود مهجرين من روسيا. يعن العرق اليهودي طاغي. مثل ما كان في اليمن. يهود يعينون ملكه وعلى الشعب طاعتها. ويستخدمون الكهنة والسحرة والشعوذه. أهم ما يهمه هي السلطه عن طريق المال أو السلاح أوالكرسي أو النجاره وإفساد المجتمع وتضليله.

    • زائر 8 | 5:22 ص

      اه اه على مصاحف حرقت ومساجد هدمت

      في بلد البحرين دخل الاسلام فيها بالحوار والاقناع وليس السيف يتم فيها هدم المساجدوحرق المصاحف ولا من احد يثور وينطق بكلمة حق اين دينكم اين اسلامكم يا دعاة الدين ان الذي نحن فيه من فتنة وظلم هو بسبب سكوتنا عن هدم المساجدوحرق القرآن وهتك الاعراض لن ننتصر الابثأرنا لتلك المظالم

    • زائر 7 | 3:58 ص

      ابداع ابو فراس

      مشكلتنا النفوس المريضة التي تكيل بمكيالين
      شكلها الظاهر اسلام وباطنها احقاد تغلوا حمما
      تقدم مصلحة النفس على الوطن باسم الولاء
      تقتات على بقاء الأزمة مدعومة بفتاوى الوهم
      يدعون جهرا نهارا للتفرقة والطائفية ويتهمنك بها
      بل يمارسون الطائفية وأن المتهم بالطائفية !؟
      نسأل الله بحق الشهر الفضيل أن يدهيهم

    • زائر 5 | 3:43 ص

      تبعثرت

      تبعثرت اوراق الوطن بعد تبعثر المساجد وهدمها وحرق المصاحف

    • زائر 1 | 1:06 ص

      آه يا وطن

      شاهدت مقطع الفيديو المشار اليه من بضع ايام و جالت في ذهني انا ايضا صورا لمساجد هدمت و مصاحف بعثرت

اقرأ ايضاً