العدد 3976 - الجمعة 26 يوليو 2013م الموافق 17 رمضان 1434هـ

تمييز... عنصري!

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

بلا تردد ودون نقاش عقيم طال أم قصر، أجد شخصياً، وهذه قناعتي، أن أي دولة، حكومة، منظمة، مجموعة، تيار، تقول وتكرر بأنها ضد الطائفية وضد العنصرية وضد التمييز، فإن الطائفية والعنصرية والتمييز يغمرها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها!

مجرد التكرار الكريه الممل المستخدم للاستهلاك الإعلامي، والنفي الممجوج، ما هو إلا وسيلة واضحة لامتثال ما يمكن أن يقع تحت: «اللي على راسه بطحه يتحسسها».

وبطحة «التمييز والطائفية والعنصرية» تلك أيضاً، يتحسّسها كتاب وإعلاميون ومشايخ «طين». بل يتحسسها رؤساء وحكام وسياسيون، ومن لف لفهم من نواب وناشطين وحقوقيين مزيفين ذوي «فزعة»، لكنهم في النهاية، كمن يشاهد وجهه في المرآة ويضحك على نفسه من شدة كذبه. ولعلني أجد ابتسامتهم على خبثهم، تشبه ابتسامة الفنان عبدالناصر درويش، مع فارق أن عبدالناصر يشيع الفكاهة والبهجة والأنس بتلقائية، وهؤلاء ينشرون التفاهة والخبث والحقارة بتلقائية.

قد تكون للحديث مناسبة وقد لا تكون! فالتمييز العنصري يعد شكلاً من أشكال الممارسة المضادة للكرامة الإنسانية، لا سيما في البلدان العربية والإسلامية التي من المفترض أن تكون أبعد ما تكون عن مثل هذه الأفعال الإجرامية الحقيرة، لكن هناك مناسبة! فبعد غدٍ الاثنين، 29 يوليو/ تموز، هو اليوم العالمي للتنوع الثقافي ومحاربة التمييز العنصري، وبالطبع، هناك من وضع ذلك اليوم على الروزنامة كفرصة لإصدار التصريحات الصحافية والبيانات الإعلامية، ولربما وجد بعض عتاة وأكابر العنصرية والتمييز والطائفية في هذا القطر العربي أو ذاك، المجال واسعاً لأن ينظم ملتقىً أو محاضرةً أو حتى يلعلع في أحد الشوارع محتفلاً بهذه المناسبة ومشيداً بمعانيها وأبعادها، وداعياً إلى الاستفادة من مضامينها ومؤكداً خطورتها على المجتمع، ومنوهاً إلى أهمية العمل لمحاربتها، ومدعياً أنه أول وآخر واحد في العالم كله... على استعداد لأن يقدّم نفسه فداءً في سبيل القضاء على العنصرية وهي متأصلة فيه، والطائفية (وهو من أكابرها) والتمييز (وهو الذي يعيش ويتنفس ويترزق عيشه عليه).

اليوم العالمي للتنوع الثقافي (ولهذه المفردة مغزى) ومحاربة التمييز العنصري (وربطه هذه أيضاً له مغزى)، يختلف عن اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري والذي يصادف يوم 21 مارس/ آذار من كل عام، فربط التنوع الثقافي بمحاربة التمييز العنصري يعني أن المجتمعات الإنسانية تنطلق من احترام الثقافات والأفكار والآراء والأديان والطوائف، ولربما هو أشمل من اليوم الدولي للقضاء على التمييز. فتلك مناسبةٌ تعود إلى 21 مارس من العام 1960 عندما أطلقت الشرطة الرصاص على مظاهرة سلمية ضد قوانين المرور المفروضة من قبل نظام الفصل العنصري في مدينة شاربفيل بجنوب أفريقيا، فقتلت 69 متظاهراً. وقتها دعت الأمم المتحدة إلى مضاعفة جهودها من أجل القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، وتم إبطال العمل بنظام الفصل العنصري، وألغيت القوانين والممارسات العنصرية، ليس في جنوب أفريقيا فحسب، بل في بلدان عديدة، وتم بناء إطار دولي لمكافحة العنصرية يسترشد بالاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري.

الغريب العجيب في الأمر، أن أولئك الناس، الذين تصدوا لمظاهر الفصل العنصري والتمييز والطائفية والإجرام على الهوية لم يتباهوا بالدين أو بالقومية والقيم والرجولة، وهم يواجهون كل تلك الأشكال من الجرائم التي يعشقها ذوو الميول الدموية الوحشية من البشر، فمن صفات التمييز العنصري كما يطرح الباحثون في موقع (فضاء سيرتنا) أنه «يعمل في قنوات خفية في وسط المجتمع الواحد، فتارةً نجده تمييزاً ضد المرأة وتارة ضد القبيلة وتارة ضد الفرق الرياضية وحتى المثقفين أنفسهم يصيبهم هذا الفيروس الاجتماعي الذي لم يترك لا جنوب الكوكب ولا شماله، فيا ترى ما هي الأمصال التي تمكن البشرية من التخلص منه وعدم انتشاره؟ وهل نحن كوطن عربي بإمكاننا أن نتغلب عليه إن أصابنا في يوم ما أو هل هو معشش بيننا ولا ندري؟». لتأتي الإجابة بأن المجتمعات العربية والإسلامية، ومن بينها فئة الشخصيات والقيادات والرموز (فئة) تتباهى بالكرم والرجولة والعروبة والإسلام والقيم المتوارثة، وهي مصابة بهوس كل تلك الجراثيم التي تبثها في المجتمعات وتدعمها حكومات ونفوذ وأموال... التمييز العنصري والطائفي المقيت في المجتمع العربي مدعوم من الحكومات وأقطاب قوى في غالبه، وإلا لكانت القوانين (الحبر على الورق) كفيلة بوأده.

«محاربة العنصرية فعل يومي، وهي تبدأ بالعمل على اللغة لتطهيرها من الألفاظ والمفردات ذات المدلول العنصري»، وتستند قطعاً على ترسيخ مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين، أياً كان دينهم ومذهبهم ولونهم.. هذا جزء من الكلام الملون الذي نسمعه من حكومات وأرباب وأهل الطائفية والتمييز والهوس العنصري. الحقيقة المؤسفة، هي أن الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، لا يخلو من أشكال التمييز العنصري، ومع أن البعض يركز في تقديم الأمثلة على الحرب الأهلية في لبنان وقضية دارفور، لكن هي أشمل من ذلك وأكبر، بحيث لا يمكن أن نستثني قطراً عربياً أو إسلامياً، إلا وتمارس فيه هذه الأمراض. في الحقيقة، لا أزال معجباً بهاش تاق الشرق_الأوسط_للأمراض_العقلية.

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 3976 - الجمعة 26 يوليو 2013م الموافق 17 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 26 | 8:26 ص

      انا بدي فقرة توضح فيها علاقة التنوع الثقافي بالتمييز العنصري

    • زائر 25 | 7:57 ص

      روووووووووووووووووووووووووععععععععةةةةةةةةةةة

    • زائر 24 | 12:05 م

      شكرا شكرا

    • زائر 21 | 8:20 ص

      soso salouma

      ما هو اشكاله

    • زائر 20 | 8:38 ص

      تقصد من

      علي سلمان في كل خطاباته يقول أحبتي والسنه وما في فرق ومن هالكلام هل مقالك ينطبق عليه أيضاً

    • زائر 18 | 8:03 ص

      بلا هرار ما في عنصرية

      العنصرية ابدا ولا وطوطت اهني اذا التوظيف نصف .... اسمهم جعفر و كاظم وعلى على هالمنوال و المالية و الاسكان و السجل السكاني و التربية والداخلية حتى كبار الموظقين اغلبهم بين عبد الحسين و عبد علي و مكي و يش تبغون بعد و البعثات راحت الى المجاميع العالية منكم

    • زائر 17 | 7:34 ص

      ياأهل البحرين التمييز إستشرى فـي المجتمع الحرينـي بسبب .....والأن يستشري فـي بقية الوزارات والشركات الكبرى التـي يرأسها " ممن يدعون الموالاة ) هذا هو وبإختصار شديد ، علماً بأن هذا التمييز مبارك من المسئولين الكبار .

    • زائر 15 | 7:29 ص

      التمييز في البحرين

      التمييز في البحرين قانون جار ومنفذ بدقة ولكنه غير مكتوب
      انا احد ضحايا التمييز وعلى استعداد نشرها للعالم بالوثائق التي املكها وخصوصاً وزارتنا التي تعرفونها
      وزارة التربية والتعليم الغارقة في وحل التمييز الى رأسها

    • زائر 14 | 7:20 ص

      فعلا

      التمييز واضح جدا وفي ابسط المعاملات

    • زائر 8 | 4:33 ص

      تمييز عنصري

      أحسنت استاذ وكذلك الحال علي من يقول سلمية سلمية و اخوان سنة وشيعة من يقول السلمية فالارهاب بغمرة الي أعلي راسة ون يقول اخوان سنة وشيعة فالطائفية تغمرة الي أعلي راسة فليس بينهم فرق من يكرر العبارت هو من يتجاوزها

    • زائر 9 زائر 8 | 6:22 ص

      هناك الصادق وهناك الكاذب

      كل من يحمل شعار إخوان سنة وشيعة والسلمية فهو مؤمن بها يوفقه الله؛ ومن يحملها كاذبا سيخزيه الله؛ لكن كيف بالله عليك اذا الحكومة هي تقتل وتسفك وتتعلق بالتمييز والطائفية... فكر بتجرد واتق الله

    • زائر 11 زائر 8 | 6:37 ص

      بلقيس

      أنت تعرف نفسك جيداً بأن كل ما تقوله أكاذيب تحب أن تصدقها لأغراض أنانية. ولكن تأخذك المكابرة والعزة بالإثم. راجع نفسك جيداً وارجع لضميرك ولو لمرة.

    • زائر 13 زائر 8 | 7:15 ص

      الحمد لله

      زائر 9 لا يكفي ان تؤمن بها قولا" و لاكن تطبيقا" في هذة الحالة تصبح كالمنافق او صاحب التقية انتمنا ان لا تكون منهم

    • زائر 16 زائر 8 | 7:32 ص

      رد على زئر 8

      احنا وين ونته وين .ماتدر عن روحك الله يهديك وتعرف الحقيقه.lol

    • زائر 5 | 2:33 ص

      مواطن مع وقف التنفيذ

      انا مواطن مت وقف التنفيذ

    • زائر 7 زائر 5 | 3:35 ص

      الطائفية جاءت مع الاسلام السياسي

      حينما كانت الحركات الوطنية في الوطن العربي تحت قيادة التيارات القومية واليسارية لم نسمع عن هدا سني اوشيعي اومسيح وكان الدين للة والوطن للجميع ولكن الاستعمار عرف كيف يديراللعبة السياسية حينما وضعها في فيادة العمل السياسي للمتدينين وتجربة افغانستان والعراق اكبر دليل حيث لااستقرار في البلدين وكل شخص يحامي عن طائفتة وطاعت الاوطان والان شاهد العراق في السابق والان انا زرت العراق سابقا وزرتها بعد تغير النظام هناك فرق كبير سابقا استقرار والان الفوضي لدلك اقولها بصراحة رجال الدين مكانهم المسج للوعظ

    • زائر 4 | 2:15 ص

      أسفي كم مع القبيلة؟

      نحن عرب وانتماء العربي دائماً لقبيلته، تلك هويته ولا يوجد عربي أصيل ليس له امتداد قبلي . نحن مع القبيلة ولكننا لسنا مع التعصب القبلي

    • زائر 6 زائر 4 | 2:47 ص

      البحرين ليست قبائل

      البحرين حاضرة ولم تعرف البداوة منذ امد و القبائل نزحوا قبل اقل من قرنين و نيف ولم يكونوا باعداد كبيرة ثم تزايدت اعدادهم اما الشريحة الاكبر هم من السكان الاصليين و الاعراق الاخرى

    • زائر 12 زائر 4 | 6:45 ص

      تصحيح لك

      البحرين قبائل منذ القدم و عاشو فيها البعض حياة البدواة بالاخص المنطقه الجنوبيه والبعض بالارياف بشمال البحرين من مئات السنين
      وقبيله عبد القيس هي من ينتمي اليها البحارنه اقرا بالنت عن هذي القبيله بتعرف اكثر
      اما بني تميم و وائل وغيرها فينتمي اليهم معظم باقي القبائل بالبحرين من الطائفه الكريمة
      ونعم بالجميع

    • زائر 19 زائر 4 | 8:29 ص

      توضيح لك ويجب وضع ردي للافاده

      اخي العزيز مب شرط القبيله يعني بداوه فقط
      والبحرين من مئات السنين فيها البدو عاشو بالحنينيه وجنوب واهل القرى تمركزو بشمال البحرين
      ومن قبائل البحرين الاصيله اقرا التاريخ عبدالقيس وبني تميم و بني وائل
      وعبد القيس هم اصل البحارنه اقرا بالنت عنها بشكل مفصل (سنوات الجريش)
      اما بني تميم وبني وائل تنحدر منها باقي عوائل وقبائل الطايفه الثانيه
      وكل عربي له امتداد وجذور لقبيلته ولكن مع الغزوات والاحداث قد تمحي اصوله لقبيلته ( وخلقناكم شعوبا وقبائل لتتعارفو) صدق الله العظيم

    • زائر 2 | 10:24 م

      ما عندنا تمييز عنصري ولا طائفية

      أتصدق رحت السجل السكاني لأصدار البطاقة ، أستقبلني موظف أسمة حسين !! وحولني لأكمال الأجراءات لموظفة أسمها زينب !! الله يعطيهم العافية وفي طلعتي لاقيت زميل لي بالدراسة منزمان ماشفتة أسمة جعفر مهدي ،ماشالله صار ضابط شرطة وعليه نجمتين !! الله يخلي الحكومة ماتفرق في شعبها أبد .

    • زائر 1 | 9:43 م

      ستراوية

      تمييز عنصري في كل شيء حتى في شجب واستنكار التعدي الصارخ على بيوت الله

اقرأ ايضاً