العدد 3979 - الإثنين 29 يوليو 2013م الموافق 20 رمضان 1434هـ

المصالحة ليست هدفاً في هذا الوطن

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لقد أثبت المجلس الوطني بشقيه (النواب والشورى)، أنه لن يكون في يوم من الأيام جزءًا من الحل المرتقب للأزمة الدائرة في البلد، وإنما هو أساساً جزء من المشكلة.

فلقد تقدم المجلس الوطني خلال الاجتماع الإستثنائي يوم الأحد الماضي، بـ 22 توصية، أعلنتها وزيرة الدولة لشئون الإعلام للصحافيين خلال فترة الاستراحة التي سبقت التصويت عليها من قبل المجلس الوطني، أي قبل التصويت عليها، ولم تكن بينها أية إشارة إلى أهمية وضع حلول تخرج البلد من أزمته التي ستدخل قريباً عامها الثالث، ولم تشر أيٌّ منها إلى اتخاذ إجراءات تقرب من إعادة اللحمة الوطنية أو المصالحة بين مكونات الشعب ولا حتى النظر في إيجاد حلول سياسية.

وبالطبع لم تشر هذه التوصيات إلى ما يستخدم من عنف وتجاوز ضد المواطنين، ومعاقبة من استخدم أساليب التعذيب في السجون لإرغام المعتقلين على الاعتراف، ما أسفر عن سقوط العديد من القتلى في داخل السجون من بينهم عبد الكريم فخراوي، وعلي العشيري، وعلي صقر، وذلك ما أثبته تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق.

جميع التوصيات التي خرجت تصبّ في خانة تشديد العقوبات، وإسقاط الجنسيات ومنع المسيرات في العاصمة، وتشديد القبضة الأمنية، وكأن كل هذه الأمور لم تطبق بشكل عملي من قبل، ولا أحد يعرف كيف يمكن لهذه الإجراءات أن تسهم في استتباب الاستقرار، فحتى معالي وزير الداخلية أشار في حديثه الرسمي إلى أنه لا يمكن «القضاء على العنف والإرهاب بين ليلة وضحاها»، ما يعني أن هذه التوصيات لن تضيف شيئاً لواقع الأمر، ولن تسهم بقليل أو كثير في حل العنف المستخدم في الشارع سواءً من قبل هذا الطرف أو ذاك.

بالطبع هناك مداخلات لعدد بسيط جداً من النواب والشوريين الذين سعوا إلى أن يأخذ هذا الاجتماع الاستثنائي مسلكاً آخر، وأن يساهم ولو بشكل بسيط في تهيئة الظروف لطرح عقلائي وتهدئة الأوضاع، بدلاً من سكب الزيت على النار المشتعلة أصلاً، ولكن للأسف لقد قوبل هؤلاء، بالسباب مما دعاهم للانسحاب من الجلسة.

ما حدث لعضو مجلس الشورى علي العصفور يمكن أن يكشف نوايا البعض وموقفهم من موضوع المصالحة الوطنية، حيث أنه تقدم باقتراح بتشكيل «لجنة للحكماء»، وقال «إن البلد لا تخلو من الطائفتين الكريمتين ممن يسعى إلى المصارحة والمصالحة، بدلاً من سن القوانين وتشديدها»، فما كان من وزير العدل إلا اتهامه بأنه يطرح عناوين لا تحمل معنى حقيقياً، ما دعا العصفور إلى سحب اقتراحه «لأنه أزعج وزير العدل، ولأنه ثبت أن المصالحة والمصارحة ليست هدفاً في هذا الوطن». وأعلن بعدها انسحابه من الجلسة، فما كان من أحد النواب إلا أن يقول له «اطلع بره»!

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3979 - الإثنين 29 يوليو 2013م الموافق 20 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 35 | 1:01 م

      بلد العجائب

      من خلال متابعتي للردود لمست بما لا يدع مجال لشك ان غالبية الردود من نفس واحد وعقل واحد املة عليه اسياده ليكتب تحت عناوين مختلفة ولكنها في مصب واحد بكلمات حلوة الملمس ولكن في ابعادها سم ناقع

    • زائر 32 | 10:15 ص

      ارشحك بأن تكون في لجنة الحكماء

      يا علي العصفور.. من اول وهلة وقفت فيها لتتكلم في المجلس الوطني قلت لمن حولي اسمعوا هذا الرجل الحكيم ماذا سوف يقول؟.. ولم تخيب ظني فيك.. فأنت رجل وطني قلبك على وطنك.. ولبس كالطائفيين الذين رقصوا في حفلة الزار.

    • زائر 31 | 10:11 ص

      اسم على مسمى

      ان من قال للعصفور اطلع بره فاسمه يدل على صفته..

    • زائر 29 | 8:42 ص

      الاخ علي العصفور

      اذا انت مو قد الاقتراح والاصرار عليه لماذا تصف روحك مع هؤلاء الاوباش؟!
      الاستقالة اشرف لك من جلستهم الظالمة

    • زائر 27 | 6:46 ص

      وينة

      كلام جميل واي بحريني مخلص يتمناة لاكن سؤالنا اين هذا المقترح هل الازمة حدثت قبل فترة بسيطة ليطلع لنا من يقول لجنة من الحكماء الازمة تدخل عامها الثالث اين كان هذا العضو او ينتظر ما تصل الية الامور اذا فيصالح المعارضة صمت و اذا اردت الدولة بسط سيادتها قال لجنة حكماء

    • زائر 26 | 6:32 ص

      مجلس نواب بين مرتهن وخائف و حاقد

      لا يمكن لمجلس يهدد و يذعن للتهديد نائب بمنعه من الحديث بعد ان قرأ اسمه ليلقي مداخلته لا يمكن لهذا المجلس المكون من حاقد و مرتهن و خائف الا النزر ان يخرج عن املاء

    • زائر 25 | 5:40 ص

      ما ذا تريد ؟؟

      من يمارس التحريض ويبيح الإرهاب ويدافع عن المجرمين ويزدري الدولة ويتطاول على القانون، هل يكون موضع ثقة أو طرفاً يمكن لأحد الوثوق به؟!هل المطلوب محاسبة امثال هؤلاء ام مصالحتهم ؟؟ الرجاء عدم لوي عنق الحقيقة والكف عن العبث بالمسألة الطائفية لان الطائفيين زائلون والوطن باقي ... كنا ولا زلنا وسنبقى اخوة متاحبيين سنة وشيعة ولكن دون ارهابكم . قد تختطفون الشارع لفترة ولكن عجلة التاريخ تسير غير شكل وليس كما تريدونها

    • زائر 30 زائر 25 | 9:21 ص

      لا بالطبع من يبيح الارهاب لابد ان يحاسب

      اعطني تصريح واحد للمعارضة المسجلة وحتى المعتقلة يدعو للارهاب و خطب الشيخ عيسى في النت بالصوت والصورة ابحث فيها عن دعوة للارهاب ولا تأخذون القوم بالصايح

    • زائر 23 | 5:32 ص

      احمد

      البعض اليوم يحاول خلط الأوراق، فهناك من يحاول تسويق فكرة أن شيعة البحرين يتعرضون لـ«الإبادة والشتم»، وهناك من يؤكد أن حراكه سلمي لدرجة تكرار كلمة «السلمية» لأكثر من 20 مرة في بيان واحد!
      مصدر الإرهاب واضح جداً فهو ليس إرهاباً سنياً مماثلاً لإرهاب القاعدة، وليس إرهاباً شيعياً مماثلاً لإرهاب حزب الله اللبناني، وإنما هو إرهاب ولاية الفقيه بأيديولوجيا إيران الثيوقراطية.

    • زائر 22 | 5:31 ص

      احمد

      من ينتقد توصيات المجلس الوطني، ويعتقد أنها توصيات ضد حقوق الإنسان، وضد التزامات البحرين الحقوقية على المستوى الدولي. عليه أن يدرك جيداً أن حق الحياة حق من حقوق الإنسان منصوص عليه في جميع المواثيق والمعاهدات الدولية الحقوقية. ومن يستهدف رجال الأمن أو المواطنين أو المقيمين فإنه يستهدف حق الحياة، ومن حق وواجب الدولة أن تعمل على حفظ هذا الحق مهما كلف الأمر، فلا مساومة على حق الحياة، وكذلك حق الأمن.

    • زائر 21 | 5:24 ص

      تصحيح

      الرجاء وقف العبث بتصوير المشكلة بانها استهداف للمكون الشيعي . هذا تلفيق وعبث , اجتماع المجلس كان من اجل وقف الرهاب والتصدي له , فلا تصورون ان الشيعة رديف لللارهاب وهذه جريمة اخرى, عبثا يحول البعض اختزال الوضع . لا سيدي , يجب عليك ان تحدد موقفك من الارهاب الجلري في الشارع بدون لف ودوران واذا وكان وحيثما .. عندها تستقيم اللامور. المصيبة ان هناك من ينفخ على النار ولا يقدم حلولا سوى الكلام في العموميات واثارة العواطف .

    • زائر 20 | 5:08 ص

      ليس ضد اي طائفه

      البحرينين جميعهم اخوة وهذا واقع. توصيات المجلس الوطني ليست ضد اي طائفه انما هو ضد الارهاب. اتمنى من جميع البحرينين الشرفاء ان يلتفتوا على مايحصل الان في البحرين. الان نحن في نعمة فالنحمد الله عليها قبل فوات الاون. هناك الكثيرون الذين يحسدونا على مانحن عليه. لننظر الى العراق, سوريا, اليمن, مصر , تونس.... انريد ان نكون مثلهم؟
      الله ام لك الحمد والشكر على نعمة الامان

    • زائر 19 | 4:49 ص

      سلام الله عليك يا ابا الحسن

      ( كل ما يضمره المرء يظهر على فلتات لسان او قسمات وجهه ) كلام وحكمة للامام على عليه السلام .

    • زائر 18 | 4:29 ص

      المحاسبة اولا

      اخي الكريم المحاسبة قبل المصالحة . والمحاسبة للارهابيين اما العلاقة بين الطوائف فلا يوجد عاقل ضدها . الاجتماع كان ضد الارهاب وليس ضدج الشيعة

    • زائر 17 | 4:28 ص

      المصلي

      نحن لانملك شرهاً على الموترون طائفياً ممن شتموا ولعنوا هذا المكون الوطني الكبير لاكننا نشره على من يدعون أنهم ينتمون الى هذا المكون وكأن في آذانهم وقراً عن ما سمعوا من شتم ولعن وسب عفيا على هذه النخوه والغيرة ولكن المادة وما سوي والتي أعمتهم عن كلمة الحق فتباً لكم وتعساً على هذه النفوس الخنوعة الحقيرة الصاغرة فلقد بعتم دينكم بدنياكم الزائلة وعندما تلقون ربكم فسيحاسبكم حساب عسيراً حيث قال في محكم كتابه المجيد ( ...

    • زائر 16 | 3:40 ص

      الموضوع حتى لا تنجح ماكينة تفريخ الإرهاب وبتعمد أن تشغلنا عنه وتنسينا إياه، لنتذكر أن الجلسة التي دعا لها جلالة الملك عقدت وعنوانها وسببها كان موضوع «الإرهاب» وليس عنوانها موضوع «الشيعة»!
      فكل توصية وكل خطاب وكل فعل ورد فيها من أولها إلى آخرها كان موجهاً للإرهاب، ولرعاته ولحماته ولمحرضيه ولمرتكبيه، بغض النظر عن جنس ولون وعمر ومذهب أودين الإرهابيين.

    • زائر 15 | 3:16 ص

      ورقة جاهرة، ما على الجالسين في الداخل، إلا البصمة عليها بالريموت كنترول.. فأي مجلس وطني وأي مصداقية لديمقراطية وخزعبلات؟

      22 توصية، أعلنتها وزيرة الدولة لشئون الإعلام للصحافيين خلال فترة الاستراحة التي سبقت التصويت عليها من قبل المجلس الوطني، أي قبل التصويت عليها ..

    • زائر 14 | 2:49 ص

      الاستاذ علي العصفور رجل وطني

      الاستاذ علي العصفور كن مع الحق ولو كنت وحدك فالمجلس

    • زائر 13 | 2:44 ص

      المصالحة ليست هدفا

      فال الله تعالى : اما الزبد فيذهب جفاءا وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض )) صدق الله العلي العظيم شكرًا أبا عبد الرضا على هذا الموقف الكشف ولا تزال قناص المواقف المشرفة فجزاك الله خيرا. (. بحريني أصيل )

    • زائر 9 | 2:16 ص

      الذين انسحبوا سجلوا موقف مشرف ( السوأل )

      ماذا عن الجالسين والذين اشبعوهم واشبعوا طائفتهم سبابا وهم جلوس ؟؟؟؟ في اي خانة نصنفهم ؟؟؟؟

    • زائر 8 | 2:10 ص

      طرح العصفور كشف نوايهم

      النايب الي قال حق العصفور اطلع بره ..مرده اهو الي بيطلع بره .. الدنيا دوارة و ان غدا لناظره قريب

    • زائر 7 | 1:47 ص

      لا تعليق

      عفوا يا سيدي الكريم ولكن العصفور لم يضف الشئ الجديد فمداخله الوزير واضحة الحكومة قد فتحت يدها للحوار وما زالت لكن التعنت الذي تمارسه المعارضة من زج للاطفال والشباب للشوارع واحداث الفوضى والزعزعة الامنية باعتبار انهم اصحاب قضية هنا يجب الضرب بيد من حديدوتصحيح للانفلات الامني الحاصل بالبلد فالحق وكل الحق هذا ما كنا نتمناه منذ زمن طويل حتى يعود اصحابالعقول الى رشدهم ويقطع راس الفتنة الخبيثة من الوطن ويعلم كل من تسول له نفسه بالشر انه لن يفلت من العقاب اللهم احفظ البحرين واهلها من الشر وكيد الطامعين

    • زائر 6 | 1:44 ص

      هذا هو الحال مع هؤلاء الأوباش

      من الخزي والعار ان يكون هؤلاء من ضمن ما يسمى بالبرلمان لكن " ان الطيور على أشكالها تقع"

    • زائر 5 | 12:54 ص

      الانسحاب

      يجب على العضو علي العصفور الثبات ويلقي اقتراحه ويواصل لا أن ينسحب بسرعة خلك صمود وشكرا لك لقد سجلت موقف

    • زائر 4 | 12:39 ص

      ما هو الا اثبات رجولة ليس الا

      الاجتماع الاخير لهم ليس الا لاثبات رجولتهم المسلوبة التي تسعى وراء المصالح من يتحدث بهذا المستوى السلطة تضاعف له الاجر ولهذا رغب شيخ الدين بأن يكون له دعاء مستجابا عند السلطة ما كان من لسانه الا الكلاب ؟والشتم لا يعود الا لصاحبة ؟؟ مب راييل خير كلمة يوصفون بها الا القليل منهم فشكرا لمهنا وعبد العال وغيرهم من الشرفاء وبما أنا في شهر الدعاء سندعو لهم برد رجولتهم في القريب العاجل وملء جيوبهم من السلطة فهي لا ترد سائلا لسانه يقطر دما؟؟

    • زائر 3 | 11:53 م

      بارك الله فيك

      ان الله موجود وهو أحكم الحاكمين

    • زائر 2 | 10:29 م

      انهم

      انه المصلحشيين لا يريدون خير للبلد ولو قتل شعب البحرين باكمله اهمشى مصلحتهم لاكن الله لهم بالمرصاد وين بروحون من عذاب الله الشديد كم بعيشون لابد ياتى يوم الحساب الى مافى مفر منه والله ياخد الحق

اقرأ ايضاً